تواصل الاشتباكات في معلولا.. والنظام والمعارضة يتبادلان الاتهامات باستهداف كنائس

«الحر» يقول إن قوات الأسد شنت هجوما بالغازات السامة على القابون

TT

اتهم الجيش السوري الحر النظام السوري باستخدام الغازات السامة في منطقة القابون بدمشق، دون أن يوضح ملابسات الهجوم أو الخسائر التي نجمت عنه. وجاء ذلك بينما تواصلت الاشتباكات أمس بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية لليوم الثالث على التوالي عند أطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق، وسط تبادل الاتهامات بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية عن مسؤولية تخريب كنائس ودور عبادة مسيحية.

وقال حامد إبراهيم، مدير المكتب الإعلامي لقيادة الأركان المشتركة للجيش السوري الحر، إن منطقة القابون في دمشق تعرضت أمس لهجوم بالغازات السامة، معتبرا «هذا الهجوم يشكل تحديا من الرئيس السوري للمجتمع الدولي بعد أن تقاعس حتى الآن على الرد على هجوم الغوطة»، دون أن يوضح مزيدا من التفاصيل عن الهجوم.

وكانت اتهامات وجهت للقوات النظامية بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام الشهر الماضي، مما أدى إلى مقتل أكثر من 1400 سوري.

من جهة ثانية، تواصلت الاشتباكات أمس بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية لليوم الثالث على التوالي عند أطراف بلدة معلولا، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي حين، اتهمت وسائل إعلام مقربة من النظام مقاتلي المعارضة بتخريب الكنائس ودور العبادة المسيحية، أكد المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع لـ«الجيش الحر» في بيان أمس، أن «القوات النظامية استهدفت دير مارسركيس في معلولا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات، مما أدى إلى تضرر وتهدم أجزاء منه». وبث ناشطون معارضون شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر القذائف النظامية وهي تتساقط على فندق السفير القريب من الدير.

غير أن رئيسة دير مار تقلا في البلدة الأم بلاجيا سياف نفت أن تكون المراكز الدينية تعرضت لأي اعتداء من أي جهة.

وقال ناشطون معارضون إن «الجيش النظامي تمكن من الدخول إلى قرية جبعدين الملاصقة لمعلولا بعد اشتباكات عنيفة دارت في المنطقة». وأشاروا إلى أن «النظام يحشد أعدادا كبيرة من قواته لاقتحام البلدة واستعادة سيطرته عليها». وأفاد «المرصد السوري» بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية واللجان الشعبية المسلحة الموالية لها من طرف ومقاتلين من الكتائب المقاتلة من طرف آخر عند أطراف ومدخل بلدة معلولا». وأشار المرصد إلى أن «القوات النظامية كانت عادت وعززت الحاجز الذي فجر مقاتل من (جبهة النصرة) نفسه عنده صباح الأربعاء الماضي».

وفي هذا الإطار، أكد عضو منظمة «سوريون مسيحيون من أجل الديمقراطية» و«المجلس الوطني» المعارض، وائل عجة، لـ«الشرق الأوسط» أن «المعلومات تشير إلى عدم وجود اعتداءات على الكنائس والأديرة في مدينة معلولا»، مدرجا «هذه المعلومات في إطار حملة إعلامية يعتمدها النظام السوري لإشعار الغرب بأن الأقليات في سوريا، ومن بينهم المسيحيون، معرضون للإبادة فيما لو رحل عن الحكم».

وفي سياق متصل، اتهمت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» النظام في سوريا بـ«استهداف الأماكن الدينية المسيحية». وأعلنت أنها وثقت قصف النظام السوري لـ33 كنيسة على الأقل في مختلف أنحاء البلاد منذ بدء الأزمة. وأوضحت أن «الكنائس التي استهدفتها القوات النظامية شملت؛ 10 كنائس في محافظة حمص، وسبعة في محافظة حلب، وخمسة في محافظة دمشق، وخمسة في محافظة دير الزور، وثلاثة في محافظة اللاذقية، واثنتان في محافظة إدلب، وواحدة في محافظة الرقة».

من جهة أخرى، أعلن «المركز الوطني السوري» أن عدد المنشقين عن القوات النظامية خلال شهر أغسطس (آب) الماضي وصل إلى 530 منشقا. وأشار المركز إلى أن من بين المنشقين ضباطا رفيعي المستوى وعناصر من جيش التحرير الفلسطيني التابع للجيش النظامي.