الكونغرس يناقش اليوم التدخل العسكري في سوريا.. وإدارة أوباما تكثف حملتها

واشنطن تستعد لردود الفعل «الانتقامية» ضد الأصدقاء.. والبنتاغون يحضر لضربات أقوى

TT

قبل يوم من خطابه الذي سيوجهه إلى الشعب الأميركي غدا (الثلاثاء)، ومع عودة الكونغرس اليوم (الاثنين) من إجازته السنوية، يكثف الرئيس باراك أوباما حملته لإقناع الكونغرس والشعب الأميركي بتنفيذ قراره بمعاقبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب «استخدامه أسلحة كيماوية ضد شعبه».

وفي غضون ذلك، كشفت تقارير صحافية أميركية أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحضر ضربات أقوى ولفترة زمنية أطول مما كان مقررا أساسا ضد سوريا ويرتقب أن تستمر ثلاثة أيام.

وسيتخذ الكونغرس الأميركي خلال الأيام المقبلة موقفا من الضربة العسكرية المحتملة بناء على قرار الرئيس أوباما نهاية الأسبوع المقبل. لكن الموافقة على العمل العسكري ليست أمرا مؤكدا وخصوصا في مجلس النواب.

وحسب آخر استطلاع في مجلس النواب، وقع 25 فقط من أعضاء المجلس على بيان يؤيد أوباما، بينما قال أكثر من مائتي نائب، مما يضمن الأغلبية، إنهم سيعارضون، أو يميلون نحو المعارضة. وفي استطلاع آخر، قال 227 عضوا إنهم سيعارضون، أو يميلون نحو المعارضة. غير أن مجلس الشيوخ، حيث الأغلبية تتبع للحزب الديمقراطي، يشهد انقساما متساويا تقريبا. وبالنسبة للشعب الأميركي، أظهر استطلاع صحيفة «واشنطن بوست» أن 59 في المائة يعارضون.

في نفس الوقت، وحتى قبل أن يخاطب الشعب الأميركي غدا، أعلن البيت الأبيض أن أوباما سيظهر في سلسلة مقابلات تلفزيونية خلال هذا اليوم، وأن مساعديه ومستشاريه سيقضون اليوم في مقابلات تلفزيونية وصحافية.

وأمس، ظهر دينيس ماكدونو، كبير موظفي البيت الأبيض، في أربع قنوات تلفزيونية رئيسة لحشد الدعم للتدخل الأميركي في سوريا.

وقال ماكدونو إن إدارة أوباما تخطط لـ«كل طارئ» في حال ظهور أي تبعات للضربات العسكرية الأميركية المحتملة ضد نظام الأسد. إلا أن ماكدونو رفض الإفصاح عما إذا كان أوباما سيشن الضربات العسكرية في حال رفض الكونغرس منحه الضوء الأخضر لذلك، كما رفض كشف تفاصيل.

وقال ماكدونو لشبكة «سي إن إن» إن «المخاطر متعددة، أولها خطر الانجرار إلى الحرب الأهلية الدائرة في الشرق الأوسط». وأضاف ماكدونو: «علينا أن نكون حذرين للغاية وأن تكون الضربات محددة جدا ومحدودة للغاية حتى لا ننجر إلى وسط ما يجري. وبالطبع هناك أيضا خطر وجود رد فعل أو عمل انتقامي ضد أصدقائنا». وتابع: «نحن بالتأكيد نخطط لكل طارئ بهذا الخصوص وسنكون مستعدين له».

ونشرت لجنة في الكونغرس تسجيلات فيديو قالت إنها لذلك الهجوم الكيماوي ظهر فيها رجال وأطفال يتألمون ويتقيأون. وصرح ماكدونو لشبكة «فوكس نيوز» أمس قائلا: «آمل في أن يشاهد كل عضو في الكونغرس هذه التسجيلات قبل أن يدلي بصوته. إنها مريعة بشكل لا يصدق»، محملا النظام السوري مسؤولية الهجوم. وقال إن أكثر من 400 طفل قتلوا «في هذا الهجوم البشع الذي استخدم فيه هذا السلاح المحظور في العديد من دول العالم منذ مائة عام».

وبينما أيد السيناتوران الجمهوريان جون ماكين ولندسي غراهام الضربة الأميركية، على شرط أن تكون شاملة تستهدف نظام الأسد، اعترض آخرون على أي ضربة.

وقاد المعارضة في الكونغرس السيناتور الجمهوري راند بول (ولاية كنتاكي). وقال لتلفزيون «فوكس»: «ليس الخيار (الحرب) هنا سهلا، إنه صعب. لكننا يجب أن نتذكر أن ضرب نظام الأسد نصف ضربة، أو ربع ضربة، سيقوي المعارضين الإسلاميين. سيقوي منظمة القاعدة وحزب الله وأنصار إيران. لهذا، فإما ضربة تقضي على نظام الأسد وإما لا ضربة».

وفي غضون ذلك، قالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحضر ضربات أقوى ولفترة زمنية أطول مما كان مقررا أساسا ضد سوريا ويرتقب أن تستمر ثلاثة أيام. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن المخططين للحرب يسعون حاليا لإطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات إضافية على أهداف قد تكون أخطأتها أو لا تزال قائمة بعد الضربة الأولى.

وقال مسؤولان عسكريان للصحيفة إن البيت الأبيض طلب لائحة موسعة للأهداف لكي تشمل «عدة أهداف إضافية» مقارنة مع اللائحة الأساسية التي كانت تضم نحو 50 هدفا. وهذه الخطوة هدفها القيام بقصف إضافي لإلحاق ضرر بقوات الأسد المشتتة.

ويدرس مخططو البنتاغون حاليا استخدام قاذفات سلاح الجو وكذلك خمس مدمرات صواريخ أميركية تقوم بدوريات في شرق المتوسط لإطلاق صواريخ «كروز» وصواريخ جو - أرض من خارج مرمى الدفاعات الجوية السورية بحسب تقرير الصحيفة.

ويمكن لحاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز» وسفينة حربية وثلاث مدمرات متمركزة في البحر الأحمر إطلاق صواريخ «كروز» أيضا على سوريا.

وقال ضابط مطلع على التخطيط للصحيفة: «ستكون هناك عدة دفعات وسيجري تقييم بعد كل دفعة، لكنها كلها لمدة 72 ساعة مع إشارة واضحة لموعد الانتهاء».

ووسط شكوك في أن تؤدي الضربة العسكرية الأميركية إلى كبح قدرات الأسد العسكرية، قال ضابط للصحيفة إن العملية التي يجري التخطيط لها ستكون بمثابة «عرض قوة» لعدة أيام ولن تؤدي إلى تغيير كبير في الوضع على الأرض.