المعارضة تسيطر على «معلولا».. و«الحر» يستنفر لاستغلال الضربة

النظام يستهدف «سد الفرات» والمعارضة تحذر من اللعب على «ورقة الأقليات»

مقاتلون من «الجيش السوري الحر» يجتمعون في بيت مهجور في حلب أمس (رويترز)
TT

في حين لا تزال الأنباء الآتية من معلولا في شمال دمشق، تفيد باستمرار المعارك فيها وحشد قوات النظام تعزيزات عسكرية لاقتحامها، أعلن، أمس، المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مسلحي المعارضة السورية استولوا على المدينة، بينما أعلن الائتلاف الوطني وهيئة الأركان العامة عن تكليف قوات خاصة من الجيش الحر لتأمين الحماية لأهالي المدينة، ولا سيما الأديرة والمقدسات، محذرا من مغبة لعب النظام على ورقة الأقليات. كذلك، أبدى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة تخوفه من نتائج استهداف قوات النظام لسد الفرات بالبراميل المتفجرة، ولا سيما على مصير ملايين السوريين في المحافظات الشرقية، بينما أعلن «الجيش الحر» استنفاره لاستغلال الضربة العسكرية.

وذكر المرصد السوري الذي أعلن عن سقوط 170 قتيلا من القوات النظامية والمعارضة، يوم السبت الماضي، أن «المعارك في معلولا أدت إلى مقتل 17 شخصا، وأكثر من مائة جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «دخلت قوات النظام إلى المدينة، لكنها عاودت الانسحاب من جراء دخول أعداد كبيرة من مقاتلي الكتائب المقاتلة إلى البلدة، التي سيطرت عليها بشكل كامل».

وفي هذا الإطار، أصدرت هيئة الأركان العامة والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، بيانا مشتركا، محذرين من استغلال النظام لورقة الأقليات من خلال ادعائه أنه حاميها، في محاولة بائسة منه لتشويه الثورة وتأليب العالم عليها، كاشفا عن تكليف قوات خاصة من الجيش الحر بتأمين الحماية لأبناء معلولا ولا سيما الأديرة والمقدسات.

وجاء في البيان: «خلال الثورة حرص النظام على استهداف الأقليات في أكثر من واقعة، في إطار حربه المفتوحة على السوريين، وحاول إلصاق التهمة بالثوار، والكل يذكر اتهام الثوار بتفجير بعض كنائس حلب لتثبت بعدها التحقيقات أن النظام قصفها بمدفعيته الثقيلة، ولم يكن فيها أي وجود للجيش الحر».

وأكد الطرفان «العمل بكل جهد لحماية كل السوريين، وقد تم تكليف قوات خاصة من الجيش الحر بتأمين الحماية لأهلنا في معلولا وبالخصوص للأديرة والمقدسات»، مبديين تحفظهما على تسمية الأقليات، «لأنهم أخوتنا ولكوننا نعلم أن النظام سيستهدفهم بشكل استثنائي في هذه المرحلة تحديدا، أفلح الجيش الحر في مهمته هذه في غير مكان، ولكنه أخفق في بعض الأماكن لضعف الإمكانات».

من جهة أخرى، وفي سابقة خطيرة من نوعها، وفق ما أعلن الائتلاف الوطني، استهدف الطيران الحربي التابع لسلاح الجو في قوات النظام، بإلقاء براميل متفجرة على مدعمات سد الفرات وأساساته، مما يشكل تهديدا كبيرا لمصير ملايين السوريين في عموم سوريا، وعلى وجه الخصوص القاطنين منهم في المحافظات الشرقية، بينما نفت مؤسسة مياه الشرب في دمشق المعلومات التي أشارت إلى تسمم مياه الشرب في مناطق ريف العاصمة. واعتبر الائتلاف أن ما جرى يكشف الاستهتار الهائل بحياة ملايين الناس، ومحاولة النظام، بشكل مباشر أو غير مباشر، ارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق أبناء المنطقة الشرقية في دير الزور والرقة على وجه الخصوص، مشيرا إلى أنه «بعد استخدامه للسلاح الكيماوي ضد الشعب، يعمد النظام اليوم إلى ارتكاب كارثة إنسانية عظمى، من خلال الاستهداف المتعمد لأكبر مجمع مائي في سوريا، وأهم مصدر من مصادر توليد الطاقة الكهربائية في البلاد، إضافة لكونه محاطا بمناطق سكنية مأهولة قد يسبب تدمير جزء منه فيضانا يودي بأرواح الآلاف إن لم يكن الملايين».

في المقابل، أعلن المستشار السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي مقداد أن «قيادة الأركان استنفرت طاقاتها لإعداد خطط من أجل استغلال إلى أقصى حد لأي ضربة عسكرية غربية محتملة على النظام»، مشيرا إلى أن «رئيس قيادة هيئة الأركان اللواء سليم إدريس يقوم بزيارات على الجبهات، وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة». ورأى أن «الرئيس السوري بشار الأسد هو من أتى بهذه الضربة من خلال المجزرة الإنسانية التي يقوم بها منذ أكثر من سنتين ضد الشعب السوري، التي كان آخر فصولها مجزرة الكيماوي في الغوطة»، لافتا إلى أن «الخطط الموضوعة لهذا الاستغلال قد تلحظ اقتحامات وفتح جبهات جديدة وغنم أسلحة وتحرير مناطق».

وأضاف: «نعتقد أن الضربات ستشجع تشكيلات عسكرية كبيرة على الانشقاق وستضعضع قوات النظام»، معربا عن أمله في أن تكون «البوابة التي تقود إلى إسقاطه».

وعن الأهداف المحتملة للضربة العسكرية، أوضح مقداد أن «تحالف القوى الغربية الذي سينفذ الضربة، لا يحتاج إلى معلومات من (الحر) لتحديد بنك أهدافه، لأن النظام مكشوف تماما لكل الدول»، لافتا إلى «اتفاق بين هيئة الأركان وبعض الجهات الدولية، على أن يتم إبلاغنا قبل وقت قصير من بدء الضربة العسكرية بأهدافها، لنوزع هذه المعلومات على مسؤولي المجالس العسكرية في المناطق، فتساعدهم على استغلال هذه الضربات إلى أقصى حد».

وتابع: «نحن، من موقعنا في المعركة ضد النظام، لدينا مشكلتان أساسيتان؛ مسألة السلاح الكيماوي ومسألة الصواريخ البالستية والطيران»، متخوفا من أن «يلجأ النظام في مرحلة مقبلة إلى استخدام صواريخ بالستية محملة برؤوس غير تقليدية تطلق بواسطة الطائرات، مما يعني قتل مئات ألوف السوريين».