الأسد ينفي تورط نظامه باستخدام الكيماوي في مقابلة تلفزيونية أميركية

المعلم في موسكو اليوم.. وروسيا تواصل إجلاء رعاياها

TT

عشية اجتماعات الكونغرس الأميركي لمناقشة توجيه ضربة عسكرية لنظامه، نفى الرئيس السوري بشار الأسد مسؤوليته عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس (آب)، وقال: «لا يوجد دليل قاطع على ذلك». وبينما يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم لموسكو اليوم لبحث تداعيات الأزمة، واصلت روسيا، حليفة الأسد، إجلاء رعاياها من سوريا جراء المخاوف من الضربة العسكرية.

وجاءت تصريحات الأسد في مقابلة خاصة مع المحاور الاميركي الشهير تشارلي روز والتي من المتوقع ان تبث بأكملها الليلة. ولكن بثت شبكة «سي بي إس» الأميركية، مقتطفات من حديث الأسد. ونقل الصحافي عن الرئيس السوري قوله: إن الدليل ليس حاسما على وقوع مثل هذا الهجوم.

وقالت الشبكة إن الأسد قلق جدا من أن يقلص الهجوم على سوريا قوة جيشه ويقلب الميزان في الصراع. وجاءت مقابلة الأسد ضمن مساعي النظام السوري الى التأثير على الرأي العام الأميركي في اسبوع حاسم لاتخاذ الكونغرس قراره حول الموافقة على ضربة عسكرية على سوريا. وكانت صحيفة «فيلت إم زونتاج» الألمانية ذكرت أمس نقلا عن المخابرات أن القوات السورية نفذت على الأرجح هجوما بأسلحة كيماوية قرب دمشق دون تصريح شخصي من الأسد. وقالت الصحيفة إن رسائل عبر اللاسلكي التقطها عملاء للمخابرات الألمانية أوضحت مطالبة قادة الألوية والفرق السوريين قصر الرئاسة بالتصريح لهم باستخدام أسلحة كيماوية على مدى الأربعة شهور ونصف الماضية لكن القصر كان يرفض دائما.

ورأى مسؤولون بالمخابرات أن ذلك قد يعني أن الأسد لم يوافق شخصيا على الأرجح على الهجوم الذي وقع قرب دمشق وقدر عدد ضحاياه بأكثر من 1400 قتيل.

وقالت الصحيفة إن الاتصالات اللاسلكية التقطتها سفينة الاستطلاع (أوكر) التابعة للبحرية الألمانية أثناء إبحارها على مقربة من الساحل السوري.

وأدلى رئيس وكالة المخابرات غيرهارد شيندلر الأسبوع الماضي بإفادات سرية أمام لجنتي الدفاع والشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني. وأضافت الصحيفة أن شيندلر أبلغ لجنة الدفاع أن الحرب الأهلية في سوريا قد تستمر لسنوات.

وأبلغ رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الألمانية الجنرال فولكر فيكر المشرعين بأن تأثير القوات ذات الصلة بتنظيم القاعدة في صفوف المعارضة السورية في تزايد.

وقال أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية، حضروا الإفادة، لوكالة رويترز، بأن شيندلر قال: إنه رغم عدم وجود دليل قاطع لدى وكالة المخابرات بشأن مسؤولية حكومة الأسد فإن لديها الكثير من الأدلة التي تشير إلى مسؤوليتها. يشمل ذلك اتصالا هاتفيا التقطه رجال مخابرات ألمان بين مسؤول بجماعة حزب الله والسفارة الإيرانية في دمشق قال فيه المسؤول إن الأسد أمر بالهجوم.

وفي غضون ذلك، هبطت طائرة روسية في مدينة اللاذقية السورية أمس لإجلاء الرعايا الروس. وقالت المتحدثة باسم وزارة الطوارئ الروسية ايرينا روسيوس في بيان إن الطائرة ستنقل المواطنين الروس ورعايا الجمهوريات السوفياتية السابقة «الذين أعربوا عن رغبتهم في مغادرة منطقة النزاع». ولم يتضح عدد من سيتم إجلاؤهم على تلك الطائرة، إلا أن وكالات الأنباء الروسية قالت: إن الراغبين في المغادرة يتجمعون حاليا في مطار اللاذقية.

وكانت روسيا أجلت مئات من رعاياها في رحلات مماثلة منذ بدء النزاع في سوريا. وقامت أيضا بإجلاء 116 مواطنا من روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة في رحلتين جويتين في أواخر أغسطس الماضي.