موظفو «بريتيش بتروليوم» يعودون إلى الجزائر قريبا

الجزائر تعهدت بتوفير كل الشروط لتفادي تكرار الحادث الإرهابي

TT

أعلن سفير بريطانيا بالجزائر مارتن روبر، عن عودة موظفي المجموعة النفطية «بريتش بتروليوم» إلى العمل بالجزائر، «في القريب العاجل»، دون تحديد تاريخ. وكان فنيو الشركة البريطانية غادروا الجزائر مباشرة بعد حادثة احتجاز رهائن غربيين، من بينهم بريطانيون، في مصنع للغاز جنوب الجزائر منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي. وذكر روبر لصحافيين أمس بالجزائر العاصمة، أن «(بريتش بتروليوم) ما زالت ملتزمة بمواصلة نشاطاتها بالجزائر، وعليه سيعود موظفوها قريبا». وتعتبر المجموعة النفطية شريكا لنظيرتها الجزائرية المملوكة للدولة «سوناطراك»، في المصنع الغازي «تيقنتورين» الذي تعرض لهجوم مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة، تطلق على نفسها «كتيبة الموقعون بالدماء». وأسفرت الحادثة عن مقتل العشرات من الرهائن الغربيين، من بينهم أربعة بريطانيين، و29 إرهابيا قالت السلطات الجزائرية إنهم يتحدرون من ست جنسيات. وقال مصدر جزائري مسؤول، لـ«الشرق الأوسط» إن عودة الفنيين البريطانيين تأكدت بعد أن ضمن مسؤولو الشركة البريطانية أن الجزائر وفرت كل الشروط الأمنية لتفادي تكرار حادثة الهجوم على المصنع الذي يقع بولاية عين أم الناس (1300 كلم جنوب الجزائر). يذكر أن فنيين من النرويج عاملون في شركة «ستاتويل»، وآخرون من اليابان غادروا الموقع الغازي بعد الحادثة وبسبب وفاة العشرات من زملائهم. وتحدث روبر في موضوع عودة فنيي «بريتش بتروليوم» بمناسبة التوقيع على اتفاقين بين شركة «سونالغاز» الجزائرية المتخصصة في إنتاج الطاقة الكهربائية، وشركات بريطانية متخصصة في تكوين الموارد البشرية وفي التسيير. ووقع على الاتفاقين نور الدين بوطرفة رئيس «سونالغاز»، واللورد ريتشارد ريسبي ممثل رئيس الوزراء البريطاني مكلف بالشراكة الاقتصادية مع الجزائر. وحضر مراسيم التوقيع وزير الطاقة يوسف يوسفي. وقال اللورد ريسبي بالمناسبة إن الاتفاقين يكتسيان أهمية بالغة، إذ يعكسان تجسيد الشراكة الإيجابية القائمة بين البلدين، وأوجه شكري الخاص للسيد يوسفي على مساهمته في تطوير العلاقات الثنائية لا سيما في مجال الطاقة. وأضاف: «نأمل في التوقيع على اتفاقات أخرى مع الجزائر، بهدف تعزيز الروابط بين بلدينا. فالجزائر بلد يتيح فرص استثمار كبيرة كما أنه بلد مستقر حيث ننوي تعزيز وجودنا من خلال مضاعفة استثمارات الشركات البريطانية». وذكر وزير الطاقة الجزائري، أن الاتفاقين «يكتسيان أهمية بالغة كونهما يتعلقان بتكوين المستخدمين وتسيير المؤسسة». ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن وزير الخارجية مراد مدلسي، قوله بعد لقاء جمعه باللورد ريسبي أمس، إن الجزائر «مهتمة كثيرا بتطوير تعاونها الاقتصادي مع المملكة المتحدة، لا سيما في مجال السياحة والخدمات، إننا مهتمون بتجاوز مجالات الطاقة من غاز ونفط إلى التعاون فيما يعرف اليوم بالاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة».