المعارضة التونسية تصعد وتلوح باعتصام «القصبة 4»

مواجهات في العاصمة بين الأمن ومسلحين من تنظيم أنصار الشريعة

TT

تتجه أحزاب المعارضة التونسية نحو مزيد من التصعيد ضد الحكومة، بإعلانها الإعداد لتنفيذ اعتصام «القصبة 4»، بهدف «فرض حل لإنقاذ البلاد»، على حد تعبير قيادات جبهة الإنقاذ المعارضة.

وتتمسك المعارضة، المكونة من قطبي الجبهة الشعبية والاتحاد من أجل تونس، بإسقاط الحكومة قبل الدخول في مفاوضات جدية حول إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية. ويتزامن اعتصام «القصبة 4» مع الإعلان عن مواجهات مسلحة جرت صباح أمس بالضاحية الغربية للعاصمة بين قوات الأمن وقيادات الجناح العسكري لتنظيم أنصار الشريعة المحظور.

ويستعد النواب المنسحبون من المجلس التأسيسي (البرلمان) وعددهم 60 نائبا لبدء اعتصام بساحة الحكومة في القصبة، وسط تخوفات كبيرة من تدخل قوات الأمن لفض الاعتصام بالقوة كما حدث خلال يوليو (تموز) الماضي مع المطالبين بتفعيل قانون العفو العام التشريعي. وفي هذا الشأن، قال حمة الهمامي، القيادي في الجبهة الشعبية المعارضة، لـ«الشرق الأوسط»، إن جبهة الإنقاذ طالبت كل أطياف المعارضة بتوسيع دائرة الاعتصامات وتنظيم مسيرات احتجاجية تندد بتمسك الحكومة الفاشلة بالحكم، على حد تعبيره. وأضاف أن مشاورات جدية تنتظم حاليا بين أحزاب المعارضة للإعلان عن حكومة إنقاذ وطني بعيدا عن الحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة. وحمل الهمامي الائتلاف الثلاثي الحاكم، خاصة حركة النهضة، المسؤولية عن فشل كل جولات الحوار، وقال إنها «مضيعة للوقت مع من ينافقون ولا يريدون سوى ربح المزيد من الوقت»، على حد قوله.

يذكر أن اعتصام القصبة سيكون الرابع من نوعه الذي يطالب بإسقاط الحكومات المتتالية بعد الثورة، فقد تمكن اعتصام «القصبة 1» و«القصبة 2» من الإطاحة بحكومة محمد الغنوشي، وصمدت حكومة الباجي قائد السبسي أمام اعتصام «القصبة 3»، وتنتظر الساحة السياسية التونسية ما ستؤول إليه الأوضاع السياسية في حال تنفيذ اعتصام «القصبة 4».

في غضون ذلك، أكدت وزارة الداخلية التونسية الأنباء التي أشارت إلى مقتل عنصرين من العناصر الإرهابية المتورطة في قضايا إدخال الأسلحة والاغتيالات السياسية الأخيرة وإيقاف عنصرين آخرين. وقالت إن المجموعة تنتمي إلى الجناح العسكري لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وقالت الوزارة عبر موقعها على الإنترنت انعادل السعيدي وعنصرا آخر لم تتمكن من التعرف على هويته، قتلا خلال مواجهات غرب العاصمة. وذكر أحد عناصر فرقة مكافحة الإرهاب لوكالة الأنباء التونسية الرسمية إن عنصرين من العناصر المشاركة في المواجهات متهمان بالمشاركة في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي. وأشارت الوزارة إلى أنها ألقت القبض على محمد العوادي المعروف باسم «الطويل»، وعدته«أحد أخطر العناصر الإرهابية في تونس وقائد الجهاز العسكري والمسؤول الثاني في تنظيم أنصار الشريعة الذي يقوده أبو عياض». كما أقرت بإيقاف محمد الخياري، المعروف باسم «أوس» والذي ينتمي أيضا إلى الجناح العسكري لتنظيم أنصار الشريعة، وقدمته على أنه «عنصر خطير متورط في قضايا الاغتيال وإدخال الأسلحة إلى تونس». وأضاف المصدر الأمني أن «المعلومات حول المجموعة المسلحة وردت منذ 10 أيام، وأن قوات الأمن انتظرت اللحظة المناسبة للقيام بالهجوم عليهم».