المعارضة تتهم النظام بقتل 27 معتقلا في سجن حمص

رئيسة دير بمعلولا تنفي لـ «الشرق الأوسط» التعرض للكنائس مع تواصل الاشتباكات

عمال سوريون يركبون أنابيب مياه في أحد شوارع حلب أمس (رويترز)
TT

اتهم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» القوات النظامية بقتل 27 معتقلا في سجن حمص المركزي، بعد أن اقتحمته عناصر من ميليشيات حكومية «الشبيحة»، مستخدمة الرصاص الحي للسيطرة على محاولات عصيان جرت داخل السجن، بالتزامن مع استمرار المواجهات العسكرية على أطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية بريف دمشق.

وأشارت رئيس دير القديسة تقلا الأم بيلاجيا صياح، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المعارك بين الطرفين تحصل قرب الحاجز الذي تم تفجيره الأسبوع الماضي»، موضحة أن «المدينة باتت تحت سيطرة مسلحي جبهة النصرة». ونفت صياح الأنباء المتكررة عن تعرض الأديرة والكنائس للتخريب على يد مقاتلي المعارضة، مؤكدة أن «هذه الشائعات قد بدأت منذ اليوم الأول للمعارك لكنها عارية عن الصحة». وقالت صياح إن «مسلحي جبهة النصرة دخلوا إلى ديرنا من دون أن يؤذوا أحدا، بل على العكس زودونا برقم هاتف وطلبوا منا الاتصال بهم في حال تعرض لنا أحد».

وتأتي هذه التصريحات بعد يوم على تكليف كل من الائتلاف المعارض وهيئة أركان الجيش الحر قوات خاصة تابعة للمعارضة بتأمين «الحماية لسكان مدينة معلولا، إضافة إلى الحرص على سلامة الأديرة والمقدسات»، وفق بيان صدر عن الطرفين. وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن تخريب كنائس وأديرة من قبل جماعات إسلامية متشددة دخلت إلى مدينة معلولا، إثر اشتباكات مع القوات النظامية.

وذكر «المرصد السوري» أن جبهة النصرة الإسلامية المرتبطة بـ«القاعدة»، من بين قوات المعارضة التي سيطرت على معلولا يوم السبت الماضي. وبث على موقع «يوتيوب» شريط فيديو يظهر عناصر من الجبهة المعروفة بقربها من تنظيم القاعدة ينفون فيه نيتهم احتلال معلولا. وكانت المعارك في معلولا قد بدأت الأربعاء الماضي، وأوقعت 17 قتيلا وأكثر من مائة جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات النظامية، بينما أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن الدبابات النظامية استهدفت بشكل مباشر دير مار سركيس التاريخي بالمدينة.

وفي موازاة التطورات في معلولا، اقتحمت القوات النظامية سجن حمص المركزي وسط البلاد بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناشط يزن الحمصي قوله إن «قوات الأمن حاولت في الأيام السابقة إعادة تقسيم السجناء وتوزيعهم على المهاجع، في محاولة لتقسيمات جديدة وترحيل قسم منهم إلى سجون داخل المطارات والثكنات العسكرية». وأوضح أن «بعض السجناء نفذوا عصيانا حتى لا يتم ترحيلهم من السجن المركزي، فأطلقت قوات الأمن رصاصا عشوائيا وقنابل مسيلة للدموع واستخدمت العصي الكهربائية لإجبارهم على الدخول إلى المهاجع، وسحب السجناء المطلوب عزلهم قبل ترحيلهم».

وأشار الحمصي إلى حصول «حالات ضيق في التنفس والاختناقات، إضافة إلى إصابة أحدهم برصاصة حيث جرى إسعافه خارج السجن بعد أن تفرق السجناء»، لافتا إلى أن «الكهرباء والماء مقطوعة داخل السجن».

ويعتبر سجن حمص المركزي من أسوأ السجون في سوريا. ويضم أكثر من 11 ألف شخص اعتقلوا منذ اندلاع الأزمة السورية على خلفية نشاطهم السياسي المعارض.

من جهته، حمّل لائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مدير سجن حمص المركزي العميد عبدو يوسف كرم «مسؤولية كل خرق تم ارتكابه، إضافة إلى كل من كان له دور في إصدار الأوامر أو الإشراف عليها أو تنفيذها».

وقال الائتلاف في بيان أصدره أمس إن مجموعة من «الشبيحة» اعتمدت القمع المفرط واستخدمت الرصاص الحي للسيطرة على محاولات للعصيان جرت داخل سجن حمص المركزي، مما أسفر عن مقتل 27 من المعتقلين داخله.

وأشار بيان الائتلاف إلى أن «النظام يعتقل أكثر من مائتي ألف مواطن سوري، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، في ظروف لا تُطاق ويتعرضون خلالها لأفظع أنواع التعذيب».

وتزامن الهجوم النظامي على سجن حمص المركزي مع استهداف كتائب المعارضة لفرع المرور الواقع شمال حمص. وأفاد «المرصد» عن «مقتل 11 شرطيا على الأقل وإصابة أكثر من 10 بجروح، بعضهم في حال خطرة، وذلك جراء سقوط ثلاثة صواريخ على فرع المرور في مدينة حمص».

من جهة أخرى، تمكن مقاتلو المعارضة من استهداف قاعدة عسكرية في جبل الأكراد بريف اللاذقية، وأظهرت صور بثها ناشطون استهداف المعارضة لـ«القاعدة»، حيث يسعى «الجيش الحر» للسيطرة على المنطقة.

أما في مدينة دير الزور، فأفاد ناشطون عن تعرض صمامين في خط العشرة النفطي للتخريب، الواقع في قرية مراط بالقرب من نهر الفرات، مما تسبب بتدفق النفط الخام والمياه الطبقية الثقيلة المعدة للحقن إلى مجرى النهر، وهي مياه ملوثة بالإشعاعات السامة والمسرطنة. وأوضح الناشطون أن «ورشات الصيانة تمكنت من إغلاق أحد الصمامين، بينما لا يزال الآخر يتدفق منه النفط باتجاه النهر».