وزير بريطاني: محاربة الإرهاب «معقدة» وصنعاء تقود حربا ضد «القاعدة» بالنيابة عنا

انفجاران يهزان العاصمة اليمنية استهدفا حافلتين عسكريتين

أليستر بيرت خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في صنعاء أمس، وبدت إلى جانبه سفيرة بلاده جان ماريوت (رويترز)
TT

أكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت، تصميم حكومة بلاده على دعم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، مؤكدا أن لندن ستدعم «حكومة الوفاق» بملايين الدولارات في جوانب كثيرة، من بينها مكافحة الإرهاب، في وقت استهدف فيه انفجاران حافلتين عسكريتين في صنعاء. وقالت بيرت، في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس بمنزل السفيرة البريطانية في صنعاء، إن بريطانيا والدول الراعية للحوار الوطني في اليمن ستظل تدعمه لضمان تنفيذ مخرجات المؤتمر الذي يختتم أعماله بعد نحو عشرة أيام، من أجل «الوصول إلى الحلول»، قائلا: «لا أحد يتمنى أن ينتهي الحوار بحلول غير مرضية».

وأكد الوزير البريطاني دعم حكومته لليمن اقتصاديا وإنسانيا، وأيضا دعمها للرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، مشيرا إلى أن القرارات التي سيخرج بها مؤتمر الحوار الوطني هي قرارات يعنى بها اليمنيون، وليس غيرهم.

وعلى صعيد التعاون اليمني - البريطاني في مجال محاربة الإرهاب، قال الوزير البريطاني إن هناك «علاقات قوية وتعاون بين اليمن والمملكة المتحدة لمحاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة»، مؤكدا دعم لندن لصنعاء تقنيا وفنيا، وأن «اليمن يخوض هذه الحرب ضد الإرهاب بالنيابة عنا جميعا».

وأشار، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الإرهاب يتلقى الدعم من جهات كثيرة «وعملية محاربته معقدة»، لكنه أكد مجددا على وضع حلول سياسية لـ«المشكلات السياسية، لأن الإرهاب يتغذى من المشكلات السياسية التي لم تحلّ، إضافة إلى أن محاربته تتطلب مهارات خاصة لدى قوات الأمن». وأكد وزير الدولة البريطاني أن حكومة المملكة المتحدة ستقدم إلى اليمن 300 مليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، ودعا المانحين إلى تنفيذ وعودهم بدعم اليمن، وفي الوقت نفسه دعا الحكومة اليمنية إلى الالتزام بوضع معايير لصرف أموال المانحين.

وأشار المسؤول البريطاني إلى أن بلاده ليست معنية بعمليات الطائرات الأميركية من دون طيار على الأراضي اليمنية، وأن ذلك أمر سيادي يخص اليمن والولايات المتحدة، وأضاف: «نتمنى طوال الوقت أن تكون هذه العمليات قانونية».

من ناحية أخرى، استهدف مسلحون مجهولون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة عبر تفجيرين لحافلتين عسكريتين في صنعاء، وهي الحادثة الثانية في غضون أقل من 10 أيام. وكانت الحافلتان تقلان ضباطا وجنودا، كانوا في طريقهم إلى معسكراتهم، حيث استهدف الانفجار الأول حافلة عسكرية للقوات الجوية كانت في طريقها لقاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء، والثاني استهدف حافلة تابعة للأكاديمية العسكرية في شارع المطار. وقال مصدر أمني، بحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع اليمنية، إن العبوتين «انفجرتا بجوار الحافلتين، ولم تسفرا عن إصابات»، مشيرا إلى أنهما وضعتا على الطريق، وتم تفجيرهما عن بعد.

من جهة ثانية، أنهى المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر مقاطعة الحراك الجنوبي لمؤتمر الحوار الوطني، التي بسببها أوقفت جلسات فريق القضية الجنوبية، والتي تعد أهم القضايا التي يناقشها المؤتمر. ومنذ ثلاثة أسابيع، قاطع ممثلو الحراك الجنوبي، وعددهم 85 عضوا، مؤتمر الحوار البالغ قوامه 565 شخصا، واشترطوا لعودتهم «التفاوض الندي» بين الشمال والجنوب خارج اليمن، والإقرار بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.

وكشف بن عمر في لقائه بفريق القضية الجنوبية، أمس، عن إنشاء صندوق ائتماني لتعويض الجنوبيين المتضررين، وقال: «العمل جارٍ لإطلاق صندوق ائتماني خاص بالجنوب، وهناك تعهدات مالية من دول عدة في انتظار أن تصرف لتعويض المتضررين». وأوضح أن الدعم الدولي للقضية الجنوبية مستمر، من خلال الدعم الفني المباشر بالخبرات، واستمرار إيصال صوت الجنوبيين إلى مجلس الأمن الدولي، معتبرا أن «الحراك تمكن من تحقيق ما لم يُحقق منذ 20 عاما»، مضيفا أن فريق الحراك الجنوبي «حقق مكسب الاعتراف بالقضية الجنوبية وعدالتها على المستويين المحلي والدولي». ولفت إلى أن هناك إشرافا مباشرا من الرئيس عبد ربه منصور هادي والوزارات المعنية على تنفيذ النقاط الـ20 والنقاط الـ11 المتعلقة بالقضية الجنوبية، وإشرافا مباشرا من الأمم المتحدة.