جوبا تتهم الخرطوم بقتل شخصين وإصابة ستة في قصف جوي

مسؤول في جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط»: الاعتداء تقويض لما تعهد به البشير إلى سلفا كير

TT

اتهمت دولة جنوب السودان القوات المسلحة السودانية بقتل شخصين، أحدهما جندي في الجيش الشعبي، وجرح ستة آخرين في قصف جوي لمنطقة حدودية، مما وصفته جوبا بـ«العمل الاستفزازي والاعتداء السافر»، معتبرة إياه تراجعا عن التعهدات التي قطعها الرئيس السوداني عمر البشير أمام نظيره سلفا كير ميارديت عند زيارته الخرطوم الأسبوع الماضي.

وقال وزير الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان مايكل مكواي لويث لـ«الشرق الأوسط» إن «جنديا من الجيش الشعبي وزوجته قتلا، إلى جانب جرح ستة آخرين بينهم طفلة، في قصف جوي قامت به القوات المسلحة السودانية بمقاتلات (ميغ 29) على بلدة (جاو) في ولاية الوحدة الحدودية (الغنية بالنفط) أول من أمس». وأضاف أن القصف جاء بعد أسبوع واحد من زيارة كير ووفد كبير من المسؤولين إلى الخرطوم، التي أجرى فيها لقاء مع نظيره البشير، وقال إن «هذا تقويض لما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين.. ولا نعرف ماذا تقصد الخرطوم بهذا السلوك».

وأشار لويث إلى أن البشير وحكومته أكدوا في لقائهم مع كير إنهم لن يعودوا إلى الوراء مرة أخرى، وقال: «لكن بعد أسبوع واحد أرسلوا طائرات الميغ للاعتداء على سيادة أراضينا دون مبرر.. اللهم إلا إذا كانوا يسعون للعودة إلى مربع الحرب من جديد».

وكشف لويث عن أن حكومته أجرت اتصالات مع الخرطوم ولكنها لم تجد أي رد، وقال إن جوبا تتعامل مع هذا الاعتداء بجدية واهتمام كبيرين عبر تقديم شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وللجنة الشكاوى والتحقق لمراقبة الحدود. وأضاف أن «النظام السوداني يواجه مشكلات داخلية، ويقوم بهذه الاعتداءات لإبعاد الأنظار عما يواجهه»، موضحا أنه لا يستبعد أن تكون الخرطوم تعمل على تقويض إجراء الاستفتاء في منطقة أبيي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وجدد لويث نفي حكومته دعم متمردي الحركة الشعبية في شمال السودان وفصائل دارفور لخوض الحرب ضد الخرطوم، وأردف أن هناك آلية للمراقبة والتحقق والشكاوى قامت بزيارة للمنطقة، ولم تجد ما تردده الحكومة السودانية. وقال إن «هذه اتهامات غير منطقية، وكررنا أكثر من مرة أننا لا ندعم أي جهة.. ولم تقدم الخرطوم حتى الآن أدلة على مزاعمها».

وكان الجنرال جيمس كونج شول، قائد الفرقة الرابعة لجيش جنوب السودان في ولاية الوحدة قال إن «القوات المسلحة السودانية قامت بالقصف مستخدمة مقاتلات من طراز ميغ 29، وألقت قنبلتين على موقعنا الدفاعي في بلدة جاو»، وأضاف: «إذا استمروا في القصف سنقرر ماذا نفعل.. بالرد أم لا».

ولم يتسن الحصول على رد من المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني.

وكانت بلدة «جاو» تعرضت أكثر من مرة لقصف من الجيش السوداني، آخرها في فبراير (شباط) ويوليو (تموز) الماضيين. ودائما ما تعلل الخرطوم هجومها بأن هناك متمردين سودانيين تسللوا من تلك البلدة إلى داخل الأراضي السودانية بهدف الهجوم على بلدات في جبال النوبة ودارفور، وهي اتهامات تكرر جوبا نفيها.

وكان الرئيسان السوداني عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير اتفقا الثلاثاء الماضي، عند زيارة الأخير إلى الخرطوم، على استئناف تدفق النفط الجنوبي عبر خطوط الأنابيب إلى التصدير بالموانئ السودانية، والتزام الرئيسين بتنفيذ كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في سبتمبر (أيلول) العام الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بما فيها. إحياء التجارة الحدودية.

إلى ذلك، بدأت شركة طيران جنوب السودان تسيير رحلتها الأولى إلى السودان أول من أمس، ويتوقع أن تكون هناك رحلات منتظمة بين جوبا والخرطوم بواقع ثلاث رحلات أسبوعيا.