أمين جبهة التحرير الجزائرية لـ«الشرق الأوسط»: بوتفليقة يستجيب للعلاج.. وسندعمه لو ترشح لولاية رابعة

سعداني يصرح بأن الرئيس له الفضل في استعادة السلم.. وهو الأقدر على أن يحافظ عليه

TT

قال أمين عام حزب «جبهة التحرير الوطني» الجزائري، عمار سعداني، إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة «يتعافى تدريجيا»، بعد إصابته بجلطة في الدماغ أبعدته عن شؤون التسيير عدة شهور. وأوضح أن الحزب سيدعمه لو ترشح لولاية رابعة، رافضا إعطاء مصداقية لدعوة المعارضة إعلان حالة شغور منصب الرئيس بسبب «عجزه البدني».

وذكر سعداني لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس «يستجيب للعلاج بصفة إيجابية، ولو لم يكن كذلك لما فضل استكمال فترة النقاهة في بلاده ولكان بقي في الخارج»، في إشارة إلى تنقل بوتفليقة إلى فرنسا للعلاج نهاية أبريل (نيسان) الماضي، حيث بقي يعالج إلى منتصف يوليو (تموز) الماضي.

ويثير ظهور الرئيس تلفزيونيا وهو يرتدي لباس الراحة، ويستقبل بعض المسؤولين في الدولة، جدلا كبيرا في الأوساط السياسية والإعلامية، إذ يوجد شبه إجماع على أن بوتفليقة غير قادر على الوفاء بأعباء المسؤولية بسبب المرض، غير أن سعداني يرى العكس، إذ قال: «قد يبدو الرئيس جسديا متعبا، ولكنه لا يزال يحتفظ بكامل قدراته الذهنية. صحيح أنه تعرض لوعكة شديدة، غير أنه تلقى العلاج اللازم، وهو قادر على مواصلة تسيير دفة الحكم، والجميع يعلم أنه بمجرد أن يقدم التوجيهات تتحرك الآلة سواء في الجيش أو في الحكومة». يشار إلى أن بوتفليقة هو وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو رئيس السلطة التنفيذية.

وبث التلفزيون الحكومي مساء أول من أمس صورا جديدة للرئيس، فقد ظهر مع رئيس الوزراء عبد المالك سلال مجددا، ومع وزير الخارجية مراد مدلسي لأول مرة. وقال بيان للرئاسة إن سلال «قدم خلال هذه المقابلة لرئيس الدولة عرضا حول عمل الحكومة في ما يتعلق بالدخول الاجتماعي بمختلف جوانبه». أما مدلسي «فقدم للرئيس عرضا حول نشاطات الدبلوماسية الجزائرية، لا سيما ما تعلق منها بالقضايا الدولية الراهنة». وتحدث بوتفليقة مع سلال بصوت خافت، لا يكاد يسمع كما جرت العادة في الإطلالات الأخيرة للرئيس. وقد شوهد شقيقه ومستشاره السعيد في المرآة العاكسة، داخل القاعة التي استقبل فيها سلال ومدلسي.

وقال سعداني بخصوص احتمال ترشح بوتفليقة لولاية جديدة، بمناسبة انتخابات الرئاسة التي ستجري في أبريل المقبل: «قضية استمراره في الحكم تتوقف على ما هو موجود في ملفه الطبي، أما نحن في الحزب فعملنا سيستمر إلى غاية أبريل 2014». وعما إذا كانت جبهة التحرير الوطني ستشارك بمرشحها في الانتخابات أم تدعم مرشحا من خارجها، قال سعداني الذي كان رئيسا للمجلس الشعبي الوطني (الغرفة البرلمانية الأولى) ما بين 2004 و2007: «سنشارك بفارسنا، هذا أكيد، ولو أننا لم نناقش هذا الموضوع في اللجنة المركزية»، وهي برلمان الحزب، انتخب أعضاؤه سعداني أمينا عاما قبل أسبوعين، وسط معارضة الكثير من القياديين على أساس أنه «ليس أهلا لها». وخلف سعداني، عبد العزيز بلخادم الذي سير الحزب مدة ثماني سنوات وجرى سحب الثقة منه مطلع العام الحالي.

وذكر سعداني أن الرئاسة والجيش «مرتاحان» بعد اختياره قائدا جديدا للحزب «لأن خلخلة جبهة التحرير لا يمكن أن تكون في صالح مؤسسات الدولة». ومعروف في الجزائر أن كل رؤساء الجزائر وغالبية كبار المسؤولين يتحدرون من هذا الحزب الذي يوصف بـ«العتيد».

وأوضح سعداني أن بوتفليقة «له الفضل في استعادة السلم، وهو الأقدر على الحفاظ عليه»، مشيرا إلى أن فترة رئاسته البلاد (14 سنة) «تميزت بالوفرة المالية ما ساعدنا على حل الكثير من المشكلات والأزمات». ويعد النفط والغاز المصدر الوحيد لمداخيل البلاد من العملة الصعبة، لذلك إذا نزل سعر المحروقات إلى مستويات دنيا في الأسواق العالمية، ينتاب السلطات خوف كبير.