مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تحذر من تداعيات ضرب سوريا

ازدياد أعداد اللاجئين السوريين المتوافدين على السواحل الإيطالية

TT

بينما تتصاعد التهديدات بشن ضربات جوية على سوريا، دعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، أمس، مجددا إلى مفاوضات لوضع حد للنزاع السوري، معتبرة أن «ردا عسكريا قد يثير انفجارا إقليميا». وجاء ذلك بينما تسجل إيطاليا توافد أعداد متزايدة من اللاجئين السوريين، الذين يبدو أنهم عموما من الميسورين، وأن وجهتهم النهائية هي السويد، هربا من جحيم الحرب الأهلية والضربة العسكرية.

وقالت بيلاي في كلمة في افتتاح الدورة الـ24 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف: «من شبه المؤكد أنه تم استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، ولو أنه يتعين توضيح كل الظروف والمسؤوليات»، معتبرة أنه «من أخطر الجرائم التي يمكن ارتكابها»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وتابعت أن «هذا الوضع المروع يستدعي تحركا دوليا، لكن ردا عسكريا أو مواصلة إرسال الأسلحة يهدد بإثارة انفجار إقليمي»، في إشارة إلى احتمال شن ضربات أميركية وفرنسية على سوريا.

وقالت بيلاي: «ليس هناك مخرج سهل، لا سبيل واضحا للخروج من هذا الكابوس سوى من خلال مفاوضات فورية وخطوات عملية لوضع حد للنزاع»، مضيفة أن «على الدول أن تبحث مع الأمم المتحدة عن وسيلة لحمل أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات، ووقف إراقة الدماء».

ولفتت إلى أنها حين توجهت إلى مجلس حقوق الإنسان في دورته الخريفية قبل سنتين، كانت حصيلة النزاع السوري 2600 قتيل، في حين أن عدد القتلى تخطى اليوم الـ100 ألف.

في غضون ذلك، يصل اللاجئون السوريون يوميا بالعشرات إلى سواحل صقلية، بينما كانت أعدادهم قليلة. ويبدو هؤلاء اللاجئون عموما ميسوري الحال، وأن وجهتهم النهائية هي السويد.

ووصل نحو 1300 سوري إلى منطقة سيراكوزا في أغسطس (آب) مقابل 646 في يوليو (تموز)، بحسب مسؤولين في دوائر الهجرة الإيطالية.

أكثرية اللاجئين السوريين لديهم ظروف اجتماعية مريحة على عكس اللاجئين الأفارقة، لا سيما من إريتريا والصومال، الذين يفدون أيضا إلى إيطاليا بأعداد كبيرة. وهم يأتون من أماكن أبعد بكثير من سواحل تونس وليبيا؛ من مصر أو من تركيا.

وصرحت المحامية الصقلية كارلا ترومينو المسؤولة في سيراكوزا عن جمعية إيطالية لمساعدة المهاجرين: «غالبا ما نرى أفرادا من عائلاتهم ينتظرون في سياراتهم على رصيف الميناء»، وتابعت أن «الوافدين (السوريين) يملكون المال ويرتدون ألبسة جيدة ويحملون أجهزة إلكترونية»، مشيرة كذلك إلى أنهم يحاولون «تجنب إجراءات تحديد هوياتهم، لأنهم يريدون الذهاب إلى السويد وتجنب المكوث في مراكز اللاجئين الإيطالية»، وأضافت أنهم «يبقون يوما أو يومين ثم يفرون».

وكانت السويد أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعلن هذا الشهر عن منح اللجوء السياسي ووضع لاجئ دائم لكل لاجئ سوري.

وصرح الضابط المحلي في حرس الحدود أنتونيو سبامبيناتو قائلا: «إننا نشهد تضاعفا كبيرا (في الأعداد). علينا أن نطلب الدعم».

وتفر عائلات بكاملها، وكذلك قاصرون من دون أن يرافقهم راشدون ونساء حوامل من الحرب الأهلية.

وصرح رئيس الحكومة أنريكو ليتا مؤخرا: «أتوقع أن تؤدي الأزمة السورية إلى تفاقم المشكلة».

وفي الأسبوع الماضي زار وزير الداخلية انجلينو الفانو سيراكوزا حيث اعتبر أن تدفق اللاجئين يشكل «حالة طوارئ» في منطقة يجتاحها الانكماش الاقتصادي، وتتفشى البطالة في صفوف شبابها.

وستزيد الحكومة عدد الأسرة المتوافرة إلى ثلاثة أضعاف في مراكز استقبال اللاجئين ليبلغ 16 ألف سرير، وستضغط من أجل تعديل القواعد الأوروبية لتسهيل جمع شمل العائلات، مما يسمح للسوريين بالتوجه إلى أوروبا الشمالية.

وفي ميناء سيراكوزا، تجري لقاءات مفعمة بالتأثر عند اجتماع أفراد عائلة على ما حصل مؤخرا مع شاب سوري أتى من السويد لاستقبال جده.

وتبدو رحلات بعضهم محفوفة بالمخاطر؛ فقد ولدت سوريا في أثناء عبور استغرق ثمانية أيام على متن زورق قديم نقل 354 لاجئا، في حين توفيت ممرضة من دمشق نتيجة الإنهاك. وقام زوجها الذي كان مسافرا معها وولداهما بالتبرع بكبدها وكليتيها لإنقاذ ثلاثة مرضى إيطاليين.

وينقل كثير من اللاجئين الذي يصلون منهكين إلى المستشفيات للعلاج، وأحيانا ينبغي نقلهم بالمروحيات بشكل عاجل.