مسؤول في الجيش الليبي لـ «الشرق الأوسط» : لا معلومات عن ضربة أميركية محتملة لمواقع متطرفين

المؤتمر الوطني يوافق على تعيين وزير للإعلام.. والعلماء يحذرون من إسقاط الحكومة

TT

نفى مسؤول في الجيش الليبي لـ«الشرق الأوسط» قيام طائرات أميركية بالتحليق فوق مدينة بنغازي بشرق البلاد بغرض التجسس أو تصوير مواقع محتملة لجماعات متطرفة، رغم أن سكانا محليين في المدينة أكدوا أنهم شاهدوا طائرة واحدة على الأقل مجهولة الهوية تحلق في سماء المدينة صباح أمس.

وقال عادل البرعصي، الناطق باسم وزارة الدفاع الليبية، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من المدينة، إنه ليس صحيحا أن طائرات أجنبية أو أميركية حلقت على حد علمه في أجواء بنغازي التي تعتبر معقل الثوار ومهد الانتفاضة الشعبية ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.

كما نفى البرعصي أن تكون الولايات المتحدة بصدد توجيه ضربة عسكرية إلى ما تزعم أنها مواقع لجماعات متطرفة متورطة في عملية الهجوم على مقر القنصلية الأميركية بالمدينة العام الماضي، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص من بينهم كريس ستيفنز السفير الأميركي السابق. وأضاف «ربما هذا في عقولهم (الأميركان)، لكن رسميا لا يوجد أي تفاهم مشترك على القيام بأي عمل عسكري على الأراضي الليبية ضد أي جهة».

ولفت البرعصي إلى ارتباط ليبيا باتفاقيات مع بعض الدول تسمح لها بالتحليق فوق الأجواء الليبية؛ شريطة التنسيق مع وزارة الدافع الليبية عبر غرفة عمليات مخصصة لهذا الصدد. وأضاف «لم تتلق غرفة العمليات أي إشارات ولم ترصد دخول أي طائرات أجنبية على الإطلاق».

لكن إحدى المواطنات المقيمات في منطقة الحدائق في بنغازي قالت في المقابل هاتفيا لـ«الشرق الأوسط» إنها سمعت من منزلها صوت الطائرة، بينما كان شكلها ليس واضحا، فيما قال ساكن آخر في المدينة «نعم الطائرة كانت تحلق وصوتها كان مرتفعا، لكن لم نعرف نوعها أو جنسيتها».

إلى ذلك، وافق المؤتمر الوطني العام (البرلمان) على اختيار محمد خليل بن سعود وزيرا للإعلام في الحكومة الانتقالية التي يترأسها علي زيدان بدلا من يوسف الشريف الوزير الذي استقال من منصبه مؤخرا. وأدى بن سعود اليمين القانونية أمام المؤتمر الذي صوت بالأغلبية لصالح ترشيحه، علما بأنه كان في طريقه أمس للاجتماع مع الدكتور علي زيدان رئيس الحكومة بالعاصمة طرابلس عندما هاتفته «الشرق الأوسط». يشار إلى أن بن سعود من مواليد مدينة بنغازي عام 1957، وحصل على ليسانس آداب من قسم الدراسات التاريخية من جامعة بنغازي، ويعتبر متخصصا في التاريخ السياسي الحديث، وقد عمل رئيسا لمجلس إدارة الشركة الليبية للورق ما بين عامي 1979 و1984.

وفي مواجهة محاولات جماعة الإخوان المسلمين للإطاحة برئيس الحكومة علي زيدان، أصدرت رابطة علماء ليبيا بيانا حذرت فيه من أن إسقاط الحكومة التي تشكلت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي «لن يُحسّن من الوضع القائم شيئا، بل سيزيده اضطرابا وسوءا، وكل ما هو قائم من محاولات الإصلاح والبناء سيفشل، وستُسرق الأموال التي لم تسرق بعد».

واعتبرت الرابطة في بيانها الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن كثيرا مما يجري في أروقة المؤتمر والحكومة ومنابر الإعلام وكواليس السياسة من تجاذبات وصراعات يدعي أصحابها أنها تصب في مصلحة البلاد والعباد، هي في الحقيقة لا تخدم إلا مصالحهم الخاصة: الفكرية والمادية والجهوية. وشددت على أن فقه الواقع يحتم على المسؤولين في المؤتمر والحكومة المبادرة بإعفاء كل من ثبت تواطؤه أو تهاونه أو عجزه عن أداء واجبه من أعضائهما، بل تقديمه للمحاكمة إذا ترتبت على شيء من ذلك مفسدة. ودعت الرابطة إلى سرعة تشكيل لجان قضائية نزيهة للنظر في مطالب المعتصمين بالموانئ النفطية والتحقيق فيها حفاظا على مصدر رزق الليبيين من العبث أو السرقة.

إلى ذلك، أعلنت السلطات الليبية العثور على مقبرة جماعية بحي الدوايرة وسط مدينة بني وليد تضم سبع جثث متحللة مجهولة الهوية. ونقلت وكالة الأنباء المحلية عن المبروك قريرة، رئيس المجلس المحلي للمدينة، أن الجثث وجدت في أكياس بلاستيكية وكانت متحللة بشكل كبير، مشيرا إلى أنها تم استخراجها من المقبرة بإشراف المجلس المحلي للمدينة، وبحضور النيابة العامة. وأوضح أن الجثث ستنقل إلى العاصمة طرابلس لإجراء التحاليل الجينية لمعرفة هوية أصحابها وسبب الوفاة.