وزير خارجية الجزائر: مستعدون لتحمل مسؤوليتنا لحماية حدودنا المضطربة

مدلسي يقول إن بلدان الساحل تواجه إرهابا من نوع جديد

TT

وذكر مدلسي الليلة قبل الماضية، في مقابلة مع الفضائية الجزائرية الناطقة بالفرنسية «كنال آلجيري»، بخصوص المخاطر التي تواجهها الجزائر على الحدود مع مالي وتونس وليبيا، أن حكومة بلاده «ينبغي أن تكون دائما يقظة، ولكن لا مناص من التعاون مع دول الجوار»، مشيرا إلى أن الجزائر «تشتغل مع الليبيين والماليين والتونسيين والموريتانيين والنيجريين، ومع كل دول الميدان من أجل حماية حدودنا المشتركة». ويقصد مدلسي بـ«دول الميدان» بلدان الساحل الأفريقي التي تربطها حدود صحراوية مع الجزائر، والتي تجري منذ 2009 مشاورات سياسية وتنسيقا عسكريا واستخباراتيا، بهدف تطويق نشاط «القاعدة» بالمنطقة، وخصوصا في مالي. ويرى مراقبون أن سيطرة «القاعدة» وفروعها على شمال مالي، كان دليلا على فشل هذا التنسيق.

وأوضح مدلسي أن البلدان التي ذكرها مدعوة إلى مزيد من العمل على الصعيد الاستخباراتي لدرء المخاطر التي تهددنا، وينبغي بشكل خاص دعم قدرات كل بلد من بلداننا لحماية حدوده. وأضاف أن «رئيس الجمهورية (عبد العزيز بوتفليقة) يولي أهمية كبيرة لهذه القضية، وهي محل بحث في كل مرة مع رئيس أركان الجيش»، الفريق أحمد قايد صالح الذي استقبله عدة مرات، سواء عندما كان بوتفليقة يعالج بفرنسا يوليو (تموز) الماضي، أو أثناء فترة النقاهة التي يجريها بالجزائر منذ قرابة شهرين.

ورفض مدلسي إيلاء مصداقية لمفهوم «الإرهاب الجهادي»، على أساس أن بلدان الساحل «تواجه إرهابا من نوع جديد». في إشارة إلى الاتجار بالمخدرات وكل أنواع التهريب التي تمارسها الجماعات المسلحة المرتبطة بـ«القاعدة». وتحدث مدلسي عن «ضرورة تحلي بلداننا بالإرادة والعزيمة للقضاء على الإرهاب، لأن ذلك كفيل بالاستجابة لتطلعات شعوب المنطقة. غير أن العمل العسكري وحده غير كاف لكسر شوكة الإرهاب، إذ لا بد من التوعية من مخاطر التطرف وشرح تعاليم الإسلام الحنيف، وهذا يعني الدفاع عن أنفسنا من الإرهاب».

وبخصوص الوضع في سوريا، قال مدلسي إن الجزائر «طالما أدانت العنف من أي طرف كان، وتصبح هذه الإدانة أكثر حدة عندما يتعلق الأمر بالأسلحة الكيميائية. وقد نادت دائما بالحل السياسي». وأوضح أن بلاده «ترى أن عواقب توجيه ضربة عسكرية (ضد النظام السوري) مجهولة، لذلك فهي تطالب بعدم تجاوز القانون الدولي وعدم اتخاذ أي إجراء قبل جمع كل معلومات مؤكدة وذات مصداقية وكاملة، فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية في سوريا واستخدامها، حتى يمكن تحديد المسؤوليات».

وحول الغرابة التي تجدها بعض الدول في موقف الجزائر، من الأزمة السورية (بحجة أنها لا تدين النظام السوري بشكل صريح)، قال مدلسي «الجزائر ليست حالة منفردة، فالكثير من الدول بما فيها دول الجامعة العربية، تشاطرها موقفها المتمثل في تجنب التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، خصوصا رفض أي تدخل أجنبي سيما إذا كان عسكريا»، مشيرا إلى «وجود إجماع داخل الجامعة حول طريقة تسوية المشكلة السورية، وهناك أيضا إجماع على إدانة العنف واستعمال الأسلحة الكيماوية، وضرورة تحديد المسؤولين عنه». وزاد قائلا إن الجزائر «من موقعها كبلد عربي، لا يمكن أن تدعم خيار الحسم العسكري في سوريا».

أما عن الوضع في مصر، فقال رئيس الدبلوماسية إن الجزائر «مرتاحة كون المرحلة الانتقالية في مصر تجري وفق خارطة الطريق المحضرة سلفا».