السوريون المعارضون والموالون يسخرون من التردد الأميركي

قالوا إن «تسليم الكيماوي أسهل من تسليم ابن خالة الأسد»

TT

في محل الإلكترونيات في سوق الحمرا بالوسط التجاري للعاصمة دمشق، كان أحد الزبائن يجادل البائع على سعر موبايل قائلا «اليوم نزل الدولار ولازم يكون السعر نزل» فرد البائع «وما ذنبي اشتريت البضاعة عندما كان مؤشر تصريحات الأميركيين مرتفعا؟».

هكذا يضبط السوريون دقائق يومهم على وقع التصريحات الأميركية التي باتت مثل «شهر شباط ليس على كلامه رباط»، بحسب تعبير أم خالد التي كانت تشتري الخضار من سوق الشيخ حي الدين، وقالت لرفيقتها «هدتنا تهديدات (الرئيس الأميركي باراك) أوباما، كل يوم بشكل، يوما يقول إنه سيضرب فنسرع إلى السوق لنشتري الخبز، ويوما يقول إنه لم يقرر فلا نعرف ماذا نفعل بفائض الخبز وما جرى تخزينه من مؤونة»، لكنها تنصح رفيقتها «بالتمهل وعدم البدء بأكل المؤونة، فربما غير الأميركيون رأيهم غدا».

حتى سائق التاكسي الخائف من الضربة يتمنى لو أن الأميركيين «ريحونا من تصريحاتهم وضربونا مثل إسرائيل فجأة، فربما لا نخاف مثلما نخاف الآن من هذه الحالة. نريد أن نعرف على أي مخدة سنضع رؤوسنا، فلا معلقون ولا مطلقون، كل شيء مؤجل إلى ما بعد حسم القرار الأميركي».

لكن «رياض ع» اكتفى بالتعبير عن استغرابه من التحشيد العسكري في البحر المتوسط «يا زلمة شو هاد.. انعجأ البحر المتوسط بفرد عجقة ما عاد فيه مكان تصف بارجتك».

التردد الأميركي حيال الأزمة السورية، والتذبذب في التصريحات حول توجيه ضربة للنظام السوري، بات مضرب مثل، فعندما تشاجرت هنادي مع حماتها وصفتها بأنها «مثل أوباما كل يوم برأي». ودفع هذا التذبذب الأميركي السوريين عموما إلى السخرية للتغلب على القلق المخيم عليهم. وقال أحد المعارضين إنه رأى وزير الخارجية الأميركي «جون كيري اليوم.. عن جد مستشيط، ويمكن المسا يطلع ع القاسيون»، في إشارة إلى حملة «على أجسادنا» التي ينظمها موالون للنظام مع فنانين لحماية القواعد العسكرية على جبل قاسيون بدروع بشرية من أجسادهم، حيث ينصبون خياما هناك ويمضون الليل يرقصون ويغنون للرئيس بشار الأسد والجيش.

وجاءت المبادرة الروسية بتسليم النظام سلاحه الكيماوي وموافقة النظام عليها بسرعة قياسية لتفجر عاصفة من النكات أطلقها المعارضون في الوقت الذي حاول فيه الموالون ترويجها كانتصار سياسي للنظام. وكتب أحد النشطاء على صفحته «تبين أن تسليم الكيماوي أسهل بكثير من تسليم عاطف نجيب»، المسؤول الأمني وابن خالة الرئيس الأسد الذي اتهم باعتقال أطفال في درعا وتعذيبهم، وكان سببا في انطلاق شرارة الثورة في درعا في مارس (آذار) 2011.

بينما تساءل آخر عن أسباب عدم مطالبة الإرهابيين بتسليم سلاحهم الكيماوي بعد أن اتهمتهم بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية في القصر الرئاسي، بجلب أطفال اللاذقية إلى الغوطة وخنقهم بالغاز لاتهام النظام. وعلق بعضهم قائلا على تصريحات المسؤولة السورية «ضحايا هيروشيما وناغازاكي هم أميركيون خطفهم اليابانيون أثناء هجومهم على بيرل هاربر ثم جمعوهم في هاتين المدينتين وألقوا عليهم قنابل ذرية».

كما عبر المعارضون عن خيبة أملهم في الأميركيين بعد قبولهم بالمبادرة الروسية بالقول «إنهم لا يريدون إسقاط النظام بل يريدونه أن يستمر في المجازر ولكن بالسكاكين والبراميل المتفجرة وكل الأسلحة ما عدا الكيماوي، فالكيماوي خط أحمر».

في المقابل سخر الموالون من تردد أوباما وتداولوا رسما كاريكاتيريا بصيغة إعلان لبرنامج الشرطة في خدمة الشعب، فيردد المذيع جملته الشهيرة على مسامع الرئيس الأميركي «ندمان يا أوباما؟»، فيجيب الأخير «ندمان يا سيدي ندمان»، مع خبر «التلفزيون السوري سيبث اعترافات لأوباما ضمن برنامج الشرطة في خدمة الشعب».