روحاني يعلن تشبث طهران بحقوقها النووية

وزيرا خارجية فرنسا وإيران يلتقيان نهاية الشهر في نيويورك > تعيين شمخاني أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي

رضا النجفي سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجري مكالمة هاتفية خلال اجتماع جرى أمس بمقر المنظمة في فيينا (أ.ف.ب)
TT

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده «لن تتخلى قيد أنملة» عن حقوقها النووية، وذلك في كلمة ألقاها أمام أئمة الصلاة في البلاد، على ما نقلت وكالة «مهر» للأنباء أمس. وقال روحاني إن «حكومتنا لن تتخلى قيد أنملة عن حقوقها المطلقة» في المجال النووي. كما أكد حسن روحاني «أن الموضوع السوري يحظى بالأولوية بالنسبة لنا، لأن سوريا هي الخط الأمامي للمقاومة، وأن دعاة الحرب على سوريا الساعين لها والمشاركين فيها، سيدفعون الثمن غاليا».

ومن المقرر أن يلتقي وزير خارجيته محمد جواد ظريف وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قبل نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي في نيويورك لتحريك المفاوضات حول الملف النووي الإيراني الشائك.

ومحليا، أصدر روحاني أمس مرسوما عين بموجبه الأدميرال علي شمخاني أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي بدلا من سعيد جليلي. وشغل شمخاني عدة مناصب بينها قائد القوات البحرية لحرس الثورة والجيش، وكان زيرا للدفاع في حكومة الرئيس الأسبق محمد خاتمي، وعضوا في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، إضافة إلى رئاسة المركز الاستراتيجي الدفاعي للقوات المسلحة.

في غضون ذلك، أعلن مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) للشؤون الدولية عن زيارة رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي إل إيران لعقد عدة اجتماعات مع روحاني ونظيره الإيراني علي لاريجاني تلبية لدعوته.

وتابع حسين شيخ الإسلام في تصريحاته لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إيسنا» أن النجيفي سيصل إل إيران في 14 سبتمبر الحالي في زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام عل رأس وفد رفيع المستو بمرافقة عدد من النواب العراقيين.

وأضاف أن هذه الزيارة ترمي إل البحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين طهران وبغداد في مختلف المجالات. كما أنه من المقرر أن يضع المسؤولان الإيراني والعراقي الملف السوري والتطورات الإقليمية عل رأس مشاوراتهما.

في سياق منفصل، قالت مصادر دبلوماسية مطلعة في طهران إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجه رسالة إلى القيادة الإيرانية، بعدما شكل الرئيس روحاني حكومته، تبدي رغبة واشنطن في فتح «صفحة جديدة» بين البلدين، حسب تقرير نشرته وكالة «فارس» للأنباء أمس. وأوضحت المصادر أن الرسالة التي نقلها إلى طهران سلطان عُمان قابوس بن سعيد، تركز على أربعة محاور، هي إشادة الإدارة الأميركية بنتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية التي نُظمت أخيرا، وإعرابها عن استعدادها لتخفيف الحظر الاقتصادي المفروض على طهران، وتشديدها على أهمية التعاطي الإيراني الإيجابي خلال المحادثات النووية مع الدول الست (الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، بما يساهم في استعادة إيران (ما سماه) ثقة المجتمع الدولي، عبر اتخاذ خطوات عملية تنأى عن الأقوال وتنحو في اتجاه الأفعال، إضافة إلى إبداء الولايات المتحدة استعدادا لحوار مباشر مع إيران.

وأشارت المصادر إلى أن الإدارة ضمنت الرسالة رغبتها في «فتح صفحة جديدة» مع طهران، استنادا إلى فوز روحاني في الانتخابات. وناقش قابوس الأمر مع مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الذي أبدى تجاوبا، شرط أن تغير الولايات المتحدة «سلوكها» حيال إيران.

ولفتت مصادر إيرانية إلى أن القيادة في طهران لا تمانع في لقاء مسؤولين أميركيين، خلال زيارة روحاني نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر، «شرط أن تكون نتائجها إيجابية».

واعتبرت أن امتناع الولايات المتحدة عن شن هجوم على سوريا سيشكل إشارة إيجابية لإيران التي تحض على تجنب حلول عسكرية والتركيز على الجهود السياسية، لبلوغ مرحلة انتقالية وإحلال هدوء واستقرار في سوريا.

وأكد وزير الخارجية الإيراني لدى عودته إلى طهران من بغداد أمس، أن إيران والولايات المتحدة «تبادلتا رسائل» في شأن سوريا، وأضاف: «إذا كانت هناك ضرورة، فسنتابع هذا الطريق»، لكنه استدرك أن المحادثات المباشرة بين البلدين ليست مطروحة الآن.

من جهته، قال الصحافي البريطاني المخضرم روجر كوهين في مقال له أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، إن على الغرب ألا يخدع نفسه بمجيء «رئيس إيراني معتدل».

ورفضت الصحيفة الأميركية نقلا عن كوهين هذه الفكرة بأن «الرئيس روحاني يغير «اللعب» ووصفتها بفكرة «غبية».

ونصح الصحافي البريطاني الغربيين بعدم التفاعل مع التغريدة المنسوبة إلى الرئيس روحاني عندما هنأ فيها اليهود بمناسبة حلول رأس السنة اليهودية، وأضاف: «ينبغي ألا ننخدع بتغريدة روحاني الأخيرة، كما لم يتأثر رئيس الوزراء الإسرائيلي بها، وعلينا ألا نتصور أن تغييرا كبيرا سيحدث».

ويستند كوهين إلى التغريدة المزعومة في وقت رفض فيه أحد مستشاري الرئيس روحاني أن يكون الرئيس روحاني يمتلك أي صفحة شخصية على «تويتر».

وتابع روجر كوهين أن «ثمة أدلة كثيرة تدفعنا لنبدي شكوكنا إزاء الرئيس روحاني»، مشيرا إلى ما سماه «خدع إيران السابقة» و«انعدام الثقة بين إيران والولايات المتحدة» و«استثمار إيراني لمواجهة أميركا».

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أنه سيجتمع في آخر الشهر الحالي بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، في أول لقاء منذ عامين على هذا المستوى بين البلدين اللذين شهدا خلافات حادة حول البرنامج النووي الإيراني.

وقال فابيوس لإذاعة «أوروبا 1»: «ما زلت أرى أن وراء المأساة السورية لا يزال هناك التهديد النووي الإيراني»، موضحا أنه سيلتقي نظيره الإيراني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في آخر الشهر الحالي؛ كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان فابيوس أشار أخيرا إلى محادثة هاتفية مع ظريف في 28 أغسطس (آب) الماضي، كما التقى السفير الإيراني في باريس في السادس من الشهر نفسه. وكانت الاتصالات المباشرة على هذه المستويات نادرة في السنوات الماضية.