أزمة سياسية يمنية بسبب لجنة 8+8.. والحوار يقترب من «الدولة الاتحادية»

هادي يدعو المانحين للوفاء بتعهدات مؤتمر نيويورك

عبد الرحمن الشهري يصرخ من وراء القضبان أثناء محاكمته بتهمة الانتماء للقاعدة في محكمة الأمن القومي بصنعاء أمس (إ.ب.إ)
TT

أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام رفضه المشاركة فيما سماه التفاوض «الشطري» بين الشمال والجنوب، بمؤتمر الحوار الوطني، في إشارة إلى لجنة «8+8» التي جرى- تشكيلها مناصفة بين المشال والجنوب بمؤتمر الحوار، فيما قدم فريق الحكم الرشيد بالحوار الوطني «خارطة طريق»، تتضمن تمديد الفترة الانتقالية إلى خمس سنوات جديدة.

وشكلت قبل يومين لجنة «8+8»، في إطار القضية الجنوبية كلجنة مصغرة لوضع الحلول، وتضم 16 شخصا، وتضم ممثلين اثنين من المؤتمر الشعبي العام، ومن أحزاب سياسية أخرى إضافة إلى الحراك الجنوبي.

وقالت اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي في اجتماع عقدته في وقت متأخر أول من أمس، إن: «المؤتمر يرفض الانحراف بمؤتمر الحوار الوطني عن أهدافه واستبدال الحوار الجاري بين مختلف المكونات المشاركة إلى تفاوض شطري كشمال وجنوب». وعدت اللجنة ذلك, بحسب ما نشره موقع الحزب «المؤتمر نت» , أمرا خطيرا «يخالف الدستور والقانون والنظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ولا يمكن القبول به».

ويترقب اليمنيون نهاية الشهر الجاري، نتائج مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق في 18 مارس (آذار) الماضي، بمشاركة 565 شخصا، ويبحث الحوار تسع قضايا أساسية هي: القضية الجنوبية، قضية صعدة، قضايا وطنية، بناء الدولة، الحكم الرشيد، بناء الجيش والأمن، استقلالية الهيئات، الحقوق والحريات، والتنمية الشاملة.

ويشهد مؤتمر الحوار الوطني هذه الأيام، نشاطا كبيرا في معظم الفرق التسع، خاصة ما يتصل بشكل الدولة التي ترتبط بمعظم مخرجات أعمال الفرق الأخرى، ويتجه الحوار الوطني إلى إقرار شكل الدولة، من عدة خيارات مقترحة، وتنحصر في الدولة الاتحادية، التي تضم عدة أقاليم، أو الفيدرالية من إقليمين، بعد أن استبعدت لجنة «8+8» خياري فك الارتباط والدولة المركزية البسيطة.

من جهة اخرى, قدم فريق الحكم الرشيد، في جلسته أمس الخميس «خارطة طريق» لمرحلة انتقالية تأسيسية لليمن الجديد تتضمن أربعة نصوص دستورية انتقالية. وبحسب المركز الإعلامي للحوار الوطني فإن الخارطة التي قدمت إلى لجنة «8+8»، تتضمن «انتخاب الرئيس الحالي رئيسا للجمهورية للمرحلة التأسيسية (مدتها خمس سنوات) يتوافق ذلك مع الفترة المنصوص عليها في الدستور السابق»، وتحديد «فترة تأسيسية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني لمدة خمس سنوات، إضافة إلى تحويل مؤتمر الحوار الوطني إلى جمعية تأسيسية لمدة خمس سنوات يرأسها الرئيس هادي بوصفه رئيس مؤتمر الحوار الوطني».

وناقشت لجنة «8+8»، أمس المبادئ الأساسية لتوزيع الثروة والسلطة، في الدولة الاتحادية، وتركزت النقاشات على المنهجية التي يجب اتباعها للوصول إلى الدولة الاتحادية وما إذا كان من الواجب البدء بتحديد عدد الأقاليم أم الاتفاق أولا على المبادئ والأسس العلمية لتحديد عدد الأقاليم ومن ثم توزيع السلطات بينها وبين المركز. في سياق آخر, استقبل هادي أمس بصنعاء، سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن علي بن محمد الحمدان، وحمله رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تتضمن الشكر والتقدير للملك والمملكة، على ما يقدمونه من مساعدات مهمة وكبيرة لليمن خصوصا في هذا الظرف الاستثنائي الحرج الذي تمر به اليمن، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الحكومية. وتضمنت الرسالة شرحا حول مسار التسوية السياسية التاريخية في اليمن وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وصولا إلى مشارف انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل بصورة ناجحة تضمن انتقال اليمن إلى المرحلة التالية.

وأكد الرئيس هادي في لقاء منفصل مع سفيرة المملكة المتحدة لدى اليمن جين ماريوت ضرورة الوفاء بالتعهدات المعلنة من قبل المانحين وأصدقاء اليمن خلال سبتمبر (أيلول) من العام الماضي في مؤتمر نيويورك. وقال هادي بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الحكومية: «إن اليمن بحاجة ماسة واستثنائية للمساعدة خصوصا في هذا الظرف الدقيق والصعب الذي يمر به اليمن».

على الصعيد الأمني تعرضت ظهر أمس المنطقة العسكرية الأولى، بمدينة سيئون محافظة حضرموت لهجوم بالقذائف الصاروخية أطلقها مجهولون، دون تسجيل أي إصابات بين الجنود، وقالت مصادر محلية إن قوات الجيش فرضت طوقا أمنيا عقب الهجوم، فيما انتشرت الأطقم العسكرية حول محيط المنطقة العسكرية للبحث عن المهاجمين.