مروحيات الجيش المصري تقصف مواقع مسلحين في شمال سيناء

مصدر مسؤول: وحدات من القوات الخاصة فائقة التجهيز تلاحق الإرهابيين في رفح والشيخ زويد

TT

تواصل القوات المسلحة المصرية مدعومة بقوات الشرطة حملة أمنية موسعة في مناطق جنوب الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء، للقضاء على البؤر الإرهابية والعناصر المسلحة الموجودة في تلك المناطق.

وأكد مصدر مسؤول في مدينة العريش في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أن وحدات من القوات الخاصة (999) المجهزة على أعلى مستوى لوحظ وجودها حاليا في رفح والشيخ زويد، وتوقع المصدر أن تقوم هذه الوحدات بمهمات خاصة في ملاحقة العناصر المسلحة.

وأكد شهود عيان في مدينتي رفح والشيخ زويد، أن طائرات الأباتشي العسكرية المصرية شنت هجمات جوية لقصف المناطق المشتبه في وجود عناصر إرهابية مسلحة بها، إلى جانب المداهمات البرية بالمصفحات والمجنزرات والقوات لضبط تلك العناصر، كما سمعت أصوات انفجار شديد وأدخنة متصاعدة نتيجة لتلك العمليات.

ومن جانبها، أكدت المصادر الأمنية أن هناك حملات تمشيط ومداهمات واسعة النطاق على أعلى مستوى للقضاء على البؤر الإرهابية وضبط العناصر المسلحة.

وأسفرت الحملة خلال اليومين الماضيين عن ضبط 2 من العناصر الإرهابية، حسب مصادر عسكرية في منطقة المساعيد (غرب العريش)، إضافة إلى ضبط 3 قنابل يدوية و3 موتوسيكلات تستخدم في الهجوم على الكمائن، فضلا عن ضبط عدد من قذائف «آر بي جي»، إضافة إلى قتل وإصابة عدد من العناصر الإرهابية وضبط كميات من الأسلحة، إلى جانب تدمير عدد من العشش والبؤر الإرهابية ومخازن الأسلحة والذخيرة وسيارات كان يستخدمها المسلحون.

وذكر المصدر المسؤول بالعريش أن الحالة الأمنية بالمدنية تشهد استقرارا كبيرا، وذكر أن هناك عملية تجري حاليا على قدم وساق، يقوم بها مجموعة من شركات المقاولات والجيش لبناء سور عال حول مطار العريش، لتأمينه ضد هجمات الإرهابيين من بعد، بطلقات الصواريخ ومدافع الهاون والـ«آر بي جي». ولفت إلى أنه جرت إزالة الأشجار المزروعة على جانبي طريق المطار بمسافة 50 مترا، حتى تتوافر مساحة الرؤية بشكل أوضح ومكشوف أمام القوات المكلفة بتأمين المطار.

وفي سياق متصل، كشف مصدر عسكري، في تحقيق مصور تداوله عدد من الصحف والمواقع الإخبارية أمس، عن عدد من الكراسي الطائرة التي تم ضبطها في منازل عدد من المسلحين في منطقتي المقاطعة والتومة، وهي تطير على ارتفاع من 150 إلى 200 متر، ويستخدمها الإرهابيون في تصوير كمائن الجيش والشرطة من مسافات مرتفعة، ليتمكنوا من قصفها بقذائف «آر بي جي» والأسلحة الآلية المتعددة.

وأضاف المصدر: «هذا النوع من السلاح خطير جدا، حيث يعد أكثر الأسلحة التي جرى ضبطها بحوزة الجهاديين خلال الفترة الماضية».

وأوضح المصدر أن الكراسي الطائرة تعمل من خلال موتور، وقوده البنزين، وهي مزودة بمروحة ذات جناحين، تعمل مع الموتور، وتبدأ في الصعود عبر جهاز تحكم يحدد الاتجاهات ومسافة الارتفاع، مشيرا إلى أن الجهاز يتحكم في سرعة الهبوط واتجاهه ومدته، لافتا إلى أن مدة بقاء الكرسي في الهواء تعتمد على كمية البنزين.. وأن خزان الوقود يكفي للعمل ما بين 45 و55 دقيقة.

وتابع: «كلما زاد ارتفاع الكرسي عن الأرض قلت المدة الزمنية لتوقفه في الهواء»، مشيرا إلى أن المسلحين ثبتوا كاميرات في الكراسي لتصوير القوات، وكانوا يستخدمونها في الطيران إلى أقصى ارتفاع، وإطلاق قذائف «آر بي جي» من عليها.

وأوضح المصدر العسكري أن بعد المسافة الأفقية بين الكرسي وموقع القوات المستهدف من الإرهابيين لا يؤثر في القذيفة، طالما أن المسافة الأفقية تدخل في حيز قدرتها، مشيرا إلى أن استخدام الكرسي يستهدف كشف مواقع القوات، والتصويب نحوها من أماكن مرتفعة لتكون مكشوفة بشكل واضح.

من ناحية أخرى، بدأت عناصر من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إعادة بناء مكتب المخابرات الحربية بمدينة رفح، بعد أن تعرض للتدمير جراء انفجار سيارة الانتحاري الذي فجر نفسه في المبنى الأربعاء الماضي، واكتمل بناء السور الخارجي للمبنى، وقال مصدر أمني إن «الأجهزة الأمنية تسعى جاهدة إلى الوصول لمرتكبي هذا الحادث، إلا أنها لم تتوصل إلى معلومات عن مرتكبي الجريمة حتى الآن».