جماعة الإخوان تحيي ذكرى فض اعتصام «رابعة العدوية» في جمعة «الوفاء للشهداء»

التلفزيون الرسمي اتهم أنصار الجماعة بالاعتداء على طاقمه

أنصار الرئيس المصري المعزول في مظاهرات بالقرب من مسجد السلام بالقاهرة أمس (رويترز)
TT

في مشهد تكرر على مدار أربعة أسابيع، أحيت جماعة الإخوان المسلمين في مصر أمس، ذكرى فض اعتصامين لمؤيديها منتصف الشهر الماضي، سقط خلاله مئات القتلى. ونظمت الجماعة التي تأثرت بقوة بضربات أمنية طالت قياداتها العليا والوسيطة، مسيرات في عدة مدن مصرية، وصفت بـ«غير المؤثرة»، سبقها رسالة صوتية من أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة حث فيها المصريين على مقاومة ما قال إنها «حملة ضد الإسلام».

وتعارض جماعة الإخوان المسلمين خطوة الجيش بعزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة، تحت ضغط المظاهرات الشعبية، التي بدأت نهاية يونيو (حزيران) الماضي، وانتهت بعزله في 3 يوليو (تموز) الماضي.

ورفعت جماعة الإخوان شعار «الوفاء لدماء الشهداء» في ذكرى مرور شهر على فض السلطات اعتصامي رابعة العدوية (شرق القاهرة)، وميدان نهضة مصر (غرب القاهرة) في 14 أغسطس (آب) الماضي، والذي أسفر عن مقتل المئات، مما تسبب في اندلاع موجة أعمال عنف في 14 محافظة مصرية، مما دفع السلطات لإعلان حالة الطوارئ في البلاد، وحظر التجوال في المحافظات التي شهدت أعمال عنف.

وخرجت مسيرات في عدة أحياء بالقاهرة والجيزة، أمس، شارك فيها الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول، وسط إجراءات أمنية مشددة، خاصة في محيط مسجد رابعة العدوية، الذي سعت عدة مسيرات إخوانية للوصول إليه، لكن قوات الأمن فرضت طوقا حول المسجد الذي شهد اعتصاما امتد إلى ما يزيد على شهر ونصف الشهر.

ورفع المتظاهرون رايات مطبوعا عليها شعار رابعة العدوية، وهو كف أسود طويت إبهامه على خلفية صفراء اللون، كما كتبوا على لافتات: «لا لأخونة المعتقلات»، في إشارة ساخرة لاتهام الجماعة بمحاولة الهيمنة على مؤسسات الدولة في ما عرف بـ«الأخونة» خلال عام من حكم مرسي.

وألقت السلطات المصرية، منذ فض اعتصام رابعة العدوية، القبض على المئات من قيادات وكوادر جماعة الإخوان المسلمين، على رأسها مرشد الإخوان محمد بديع، واثنان من نوابه، في أعنف مواجهة مع السلطات منذ أربعة عقود.

واتسمت المسيرات في العاصمة المصرية بالسلمية في معظمها، لكن التلفزيون الرسمي المصري اتهم أنصار الجماعة بالاعتداء على طاقمه خلال تغطيته لمسيرة إخوانية في شارع صلاح سالم الذي يربط شرق القاهرة بجنوبها، لافتا إلى أن أنصار الإخوان استولوا على أجهزة البث الخاصة بطاقمه.

كما قالت فضائية «الحياة» المصرية الخاصة إن أنصار جماعة الإخوان اعتدوا على فريق القناة بمدينة نصر (شرق القاهرة)، وأضافت أنهم استولوا أيضا على كاميرا التصوير وجهاز البث.

وفي مشهد متكرر أيضا، اشتبك أنصار الإخوان ومعارضوهم في الإسكندرية التي شهدت كرا وفرا في منطقة سيدي جابر القريبة من المنطقة العسكرية الشمالية، وفي محيط مسجد القائد إبراهيم، قبل أن تنجح قوات الأمن في الفصل بين الطرفين.

كما نشبت اشتباكات مماثلة بين أنصار الإخوان ومعارضيهم في مدن المحلة والمنصورة والزقازيق في دلتا مصر. وعرضت صفحات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين صورا لمسيرات في مدن وقرى مصرية حملت لافتات مكتوبا عليها تاريخ 13 سبتمبر (أيلول)، لكن لا يبدو أن هذه المظاهرات لن تؤثر على سير المرحلة الانتقالية مع بدء أعضاء لجنة تعديل الدستور في أعمالهم.

ووصف أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة ملاحقة الحكومة المصرية المدعومة من الجيش لجماعة الإخوان المسلمين في مصر بأنها «جرائم وحشية»، واستبق الظواهري مسيرات الجمعة داعيا المصريين إلى مقاومة ما سماه «حملة ضد الإسلام»، في كلمة صوتية بثت بعد يوم من الذكرى الثانية عشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر بالولايات المتحدة.

وأدان الظواهري، في كلمته المسجلة، فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، واعتقال الإسلاميين، قائلا إن «مجزرة رابعة العدوية والنهضة والحرس الجمهوري (في إشارة لمقتل العشرات من أنصار الإخوان في مواجهات مع الجيش أمام مقر نادي الحرس الجمهوري الذي كان يعتقد أن السلطات تحتجز مرسي داخله) واعتقال الآلاف وقصف المجاهدين بطائرات دون طيار في سيناء، حلقة من مسلسل طويل من الذل ينتظر المصريين إذا لم يتحدوا حول كلمة التوحيد ليحكموا الشريعة وليعدوا إلى تحرير بلدهم وفلسطين وليطهروا أرضهم من الفساد».

كما استبق القيادي الإخواني البارز عصام العريان مظاهرات أمس، ودعا المصريين إلى المشاركة في المظاهرات، مؤكدا أن الجماعة لن تستسلم لـ«القوة الغاشمة ولن يتنازلوا عن حقوقهم».

وقال العريان المطلوب قضائيا على ذمة عدد من الاتهامات، في كلمة صوتية مسجلة بثتها قناة «الجزيرة مباشر مصر»، فجر أمس، موجها حديثه للجماهير: «اخرجوا لتتحول ميادين مصر كلها إلى ميادين اعتصام بديلا عن رابعة العدوية».