تفجيرات دامية تطال محافظات وسط العراق وجنوبه وتوقع عشرات القتلى والجرحى

نجاة مسؤولين محليين كبيرين ينتميان إلى كتلة النجيفي من هجومين منفصلين

رجال إطفاء يحاولون إخماد حريق في سيارة بموقع انفجار في الناصرية جنوب العراق أمس (أ.ف.ب)
TT

قتل 30 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من مائة بجروح في موجة هجمات، بينها انفجار 14 سيارة مفخخة، استهدفت أمس مناطق متفرقة في العراق، في حين نجا رئيس مجلس محافظة بغداد من محاولة اغتيال بانفجار سيارة مفخخة.

وأوضحت مصادر أمنية وطبية أن الهجمات استهدفت 11 منطقة في وسط العراق وجنوبه.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، سجل أعنف هذه الهجمات في محافظة بابل وكبرى مدنها الحلة (100 كلم جنوب بغداد)، حيث انفجرت أربع سيارات مفخخة أسفرت عن مقتل 19 شخصا على الأقل وإصابة 36 آخرين. وقال سجاد العماري أحد شهود العيان (22 عاما) لدى وقوع انفجار في ناحية النيل شمال الحلة: «شاهدت عددا من الأشخاص يهربون من موقع الانفجار وهم يحترقون ويصرخون طلبا للنجدة».

بدوره، قال محمد الجبوري (35 عاما): «انتبهت لدخول شاحنة كبيرة وسط الحي الصناعي في ناحية النيل وتوقفت عند تجمع عدد من المواطنين وبعدها بقليل وقع انفجار هائل أدى إلى مقتل وجرح العشرات». وقال كرار محمد: «رأيت كثيرا من أصحاب المحال التجارية ملقى بين قتيل وجريح، وسط بضاعته التي تناثرت في كل مكان»، وتابع أن «ضعف قوات الأمن فتح الطريق أمام الإرهابيين لاستهداف المدنيين».

وأدت سلسلة تفجيرات بمحافظات البصرة وواسط وكربلاء وذي قار وجميعها في جنوب العراق، بالإضافة إلى تفجير في أبو غريب، ضواحي بغداد، وعند بعقوبة شمالا، إلى مقتل 13 شخصا بحسب مصادر أمنية وأخرى طبية. فقد قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 15 آخرون بانفجار سيارة مفخخة في سوق البيضان (شمال مدينة البصرة، 450 كلم جنوب بغداد). وفي محافظة واسط، حرى تفجير أربع سيارات مفخخة وعبوتين ناسفتين، بينها بالخصوص تفجير استهدف مجلس عزاء في حسينية الحفرية (50 كلم جنوب بغداد)، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 13 آخرين بجروح. بينما أصيب عشرة آخرون في تفجيرات متفرقة أخرى. وقتل شخص وأصيب 17 آخرون بتفجير في منطقة الحي الصناعي في كربلاء (120 كلم جنوب بغداد)، وأصيب 11 شخصا بانفجار سيارتين مفخختين بصورة متزامنة وسط المدينة، بحسب مصادر في الشرطة وأخرى طبية. وفي أبو غريب قتل شخص على الأقل وأصيب أربعة آخرون بتفجير عبوة ناسفة. وفي منطقة أبو صيدا شمال مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد) قتل شخصان في هجوم مسلح قرب منطقة زراعية، وفقا لضابط في الشرطة برتبة مقدم ومصدر طبي. كما قتل شخص من طائفة الشبك، مجموعة كردية غالبيتها من الشيعة، في هجوم مسلح شرق مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد)، وفقا لمصادر أمنية وطبية.

وفي بغداد، نجا رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض من محاولة اغتيال بتفجير سيارة مفخخة. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «رئيس مجلس محافظة بغداد نجا من محاولة اغتيال إثر تفجير بسيارة مفخخة استهدف موكبه في شارع المغرب (شمال بغداد)». وأعلن أن «الحادث أسفر عن مقتل شخصين أحدهما من حراسه الشخصيين، بينما أصيب أربعة آخرون». والعضاض ينتمي إلى كتلة «متحدون» التي يتزعمها رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي. كما فجر منزل محافظ ديالى، عمر الحميري، الذي ينتمي أيضا إلى كتلة «متحدون». وحسب الناطق الرسمي باسم المحافظة تراث العزاوي، فإن «تفجير منزل المحافظ يحتمل أكثر من قراءة في ظل ما تعيشه محافظة ديالى من تداعيات، حيث يمكن قراءة ما حصل على أنه استهداف سياسي واضح للمحافظ». وأضاف قائلا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك جهات في المحافظة لا تزال تنتظر نتيجة الطعن الذي قدمته أمام المحكمة الاتحادية باعتبار أن جلسة مجلس المحافظة التي أنتجت هذه الحكومة ليست شرعية. كما أن هناك المجاميع الإرهابية والمسلحة في ديالى التي يهمها استمرار تدهور الوضع الأمني».

من جهتها، اعتبرت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أن ما يجري لم يعد ناتجا عن الخلافات أو المناكفات السياسية بل هو ناتج عن خلل وترهل أمني يتحمل مسؤوليته القيادات العسكرية العليا. وقال عضو اللجنة والقيادي في القائمة العراقية حامد المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الملف الأمني يزداد سوءا سواء حصل توافق سياسي أو لم يحصل، والسبب الرئيس في ذلك يعود إلى أصل التركيبة السياسية أولا والتركيبة التي بني عليها الجيش والمؤسسة الأمنية بعد الاحتلال والتي لا تقوم وفق مبدأ حماية الوطن والمواطن بقدر ما تقوم على مبدأ حماية المسؤول». وأضاف أن «مبدأ الولاء لا الكفاءة هو السبب في استمرار هذا التدهور حيث لو كانت هناك قيادات عسكرية وأمنية تؤمن بأن هناك وطنا واحدا اسمه العراق لما حصل ما حصل لأن الخلل واضح تماما ويعود إلى عدم الكفاءة أولا والفساد المالي والإداري الذي من شأنه أن يؤدي إلى هدر أموال طائلة من أجل بناء المنظومة العسكرية والأمنية من دون طائل».