مصر تتعهد بهزيمة «الإرهاب» في سيناء وتحث حماس على حماية حدودها المشتركة

المتحدث العسكري: دمرنا ما بين 80% إلى 90% من قدرة الأنفاق مع القطاع

المتحدث العسكري العقيد أحمد علي في مؤتمر صحافي في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، المتحدث باسم القوات المسلحة بمصر، أمس أن العملية العسكرية التي بدأها الجيش في سيناء في السابع من أغسطس (آب) 2013 لن تنتهي حتى الانتهاء من تحقيق جميع أهدافها، داعيا حركة حماس في قطاع غزة لبذل المزيد من الجهود لحماية الحدود المشتركة، خصوصا في ظل ما قدمته مصر من أجل القضية الفلسطينية. وقال: «دمرنا ما بين 80% إلى 90% من قدرة الأنفاق مع القطاع»، موضحا أن مصر رصدت تعاونا لجماعات «مسلحة وإرهابية» في سيناء مع نظرائها في قطاع غزة «وتم رصد أكثر من عملية بالتعاون بين الجانبين».

وأضاف العقيد علي، في مؤتمر صحافي حول العمليات الأمنية في سيناء أمس، أن القوات المصرية وسعت العملية في سيناء منذ الأسبوع الماضي، كما وسعت التعامل بحسم مع العناصر «التي تكفر مصر والمصريين». وطمأن العقيد علي المصريين بقوله إن جهود الجيش ستستمر حتى استعادة الأمن، وإن مصر «ستهزم الإرهاب»، لافتا إلى أن ما تعانيه سيناء هو حصاد عدم الاهتمام بها خلال الفترة الماضية، وهو ما استغلته بعض الأطراف بهدف توطين الإرهاب من أطراف مشبوهة.

وصعدت جماعات متشددة من هجماتها على قوات الجيش والشرطة منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وتركزت هذه الهجمات في المنطقة الواقعة بين رفح على حدود غزة، والعريش عاصمة شمال سيناء، مرورا بمنطقة الشيخ زويد في المنتصف.

وأضاف العقيد علي أن القوات المسلحة تقوم بعملية تمشيط واسعة للحدود مع قطاع غزة، وأنه جرت عملية استكشاف للحدود من خلال أجهزة رصد المفرقعات، و«فوجئنا أن هناك أماكن أخرى في أماكن متعددة بالقرب من النقاط الحدودية مع قطاع غزة في حي صلاح الدين وحي البرازيل والنقطة الحدودية الموجودة شمال معبر رفح»، وأن أجهزة رصد المفرقعات «كشفت وجود أنفاق ومفرقعات أسفل هذه الأماكن مما يستدعي إجراءات أكثر للتعامل مع مثل هذه المخاطر».

وأضاف أن القوات المسلحة قررت توسيع عملياتها والتعامل مع العناصر الإجرامية بكل قوة من أجل حسم الأمر، مشددا على اتخاذ جميع الإجراءات بالتعاون مع أجهزة وزارة الداخلية و«بدعم من أبناء سيناء المخلصين للتصدي للإرهاب الغادر، وتطهير سيناء من البؤر الإرهابية والإجرامية، وفرض سيطرة الدولة وإعلاء كلمة القانون»، مشيرا إلى أن القوات المسلحة «قدمت الكثير من التضحيات للحفاظ على هذا الجزء الغالي من أرض الوطن».

وقال إن الخسائر في صفوف الجيش خلال الشهرين الماضيين تعادل خسائره منذ ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تحملت منذ العمليات في سيناء الكثير من الشهداء والمصابين، وعددا من الخسائر في المعدات، إلا أنه أضاف أن القوات المسلحة لن تستمر في رد الفعل وستتحول إلى اتخاذ الفعل بهدف مواجهة الإرهاب والقضاء عليه واستعادة الأمن والاستقرار في سيناء.

وتابع العقيد علي قائلا إن إجمالي العناصر التي تم ضبطها خلال هذه المرحلة من العملية بلغ 309 أفراد، بالإضافة إلى ضبط كميات كبيرة من القطع العسكرية الثقيلة والذخائر، من بينها ذخائر كانت تحمل ختم كتائب القسام. وأضاف أن العملية أدت إلى تدمير أكثر من 154 نفقا و108 بيارات وقود على الحدود مع غزة، معربا عن اعتقاده أنه تم تدمير ما بين 80% إلى 90% من قدرة الأنفاق.

وكشف العقيد علي عن تكتيك جديد لاستهداف نقاط الجيش المصري على الحدود من داخل قطاع غزة. وقال، ردا على سؤال بشأن ما تردد عن عزم إقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة بعمق ثلاثة كيلومترات، إنه سيتم التعامل في هذه المرحلة مع أي منشأة على مسافة من 500 متر إلى 1000 متر، قائلا إن وجود منازل ملاصقة للحدود مع غزة «يشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي المصري»، مشيرا إلى أن أي مبنى يشكل تهديدا للأمن القومي سيتم هدمه وتعويض أصحابه».

وشدد العقيد علي على أن القوات العاملة في سيناء تستهدف فقط من يحملون السلاح وليس من يمتلكون فكرا، وقال إن «القوات المسلحة لا تواجه الفكر، وإنما تواجه الفكر بالفكر، ولذلك أتاحت الفرصة للعمل السياسي والتوجيه الديني»، مشيرا إلى أن القوات المسلحة ثابرت في هذا الشأن لمدد طويلة، «إلا أنها فوجئت بتصعيد غير مسبوق من العمل الإجرامي والعمل الإرهابي ضد القوات المسلحة وضد المواطنين في سيناء»، موضحا أن هناك «حوادث كثيرة استهدفت المواطنين خلال الفترة الماضية».

ولفت إلى أن القوات المسلحة وعدت بأنها لن تترك سيناء إلا بعد تحقيق الأمن والاستقرار لأهاليها، واعدة إياهم بمستقبل تنموي يرضي طموحاتهم ويرضي مصر بالكامل. وتابع قائلا إن القوات المسلحة تعلي من القيم الإنسانية والأخلاقية، و«بالتالي لن يتم التعامل أبدا مع أهالي سيناء خلال هذه العمليات، ولم يتم هدم أي مساجد مثلما ادعى البعض، وإن أي عمليات مداهمات كان يتم قبلها إصدار تحذيرات للإخلاء»، قائلا إن الإخلاء لا يكون إلا للتفتيش، وإنه احتراما لعادات وتقاليد أهالي سيناء يطلب الإخلاء ثم يتم التعامل بعد ذلك مع المباني.

وأكد أن تأمين الحدود مسؤولية مشتركة للدول المتشاركة في الحدود، «وبالتالي يلقي هذا بمسؤولية على حركة حماس لبذل المزيد من الجهود لتأمين الحدود المصرية، لأن مصر وما قدمته من تضحيات لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني تستحق أكثر بكثير مما نراه الآن في التعاون لتأمين الحدود من الجانب الآخر».

وعرض العقيد علي خلال المؤتمر الصحافي فيلما تسجيليا عن العمليات في سيناء تضمن مضبوطات، من بينها قذائف هاون ومخازن للأسلحة الثقيلة والذخائر المتنوعة ودوائر كهربية للتفجير وأحزمة ناسفة وقنابل يدوية مختلفة ودوائر نسف وتفجير وألغام مضادة للدبابات، بالإضافة إلى ملابس عسكرية وأخرى للشرطة المدنية ومواد مخدرة وسيارات مسروقة وجوازات سفر من جنسيات مختلفة ودراجات بخارية «لاستخدامها في العمليات الإرهابية». كما تضمن الفيلم اعترافات لعدد من المقبوض عليهم أثناء العمليات.