جدل شعبي وقانوني حول تصريحات مبارك المأخوذة «خلسة» أثناء جلسات علاجه

محامي الرئيس المصري الأسبق عد التسريب «جريمة»

TT

أثير جدلاً في مصر أمس بعد نشر تصريحات للرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، قال فيها ان الولايات المتحدة كانت تعمل على إزاحته من السلطة منذ 2005 بأي ثمن. وبينما تناولات وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التصريحات التي سربتها صحيفة «اليوم السابع»، عبر المحامي فريد الديب، محامي مبارك، عن استيائه من نشر التصريحات، قائلا لـ»الشرق الأوسط» انه ينوي مقاضاة الصحيفة. واتهم المحامي الديب، الصحيفة بالتجاوز المهني لنشرها حديثا وديا دار بين مبارك وطبيبه المعالج دون علم الرئيس الأسبق بكون هذا الحديث مسجلا أو سينشر إعلاميا، مؤكدا أنه سيتخذ الإجراءات القانونية حيال الصحيفة ورئيس تحريرها، إذا لم تتراجع عن استكمال ما قال: إنه «تجاوز خطير».

وبث موقع «اليوم السابع» الالكتروني المصري التسجيل على الإنترنت أمس بعد أن نشر مضمونه في صحيفته الورقية. وعلق مبارك على الوضع الأمني والسياسي في بلاده في حديث ودي مسجل أجراه معه من يعتقد أنه طبيب وضابط حراسة أثناء فترة احتجازه في مستشفى سجن طرة (جنوب القاهرة).وتضمنت الدردشة الكثير من الأسئلة والتعليقات التي طرحها الطبيب والضابط على مبارك في محاولة منهما، على ما يبدو، لجره إلى التحدث عن الوضع السياسي والأمني الراهن في البلاد. وأشار محور الحديث إلى أن التسجيل جرى على فترات خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) الماضيين. وكان صوت مبارك في بعض الأحيان بعيدا وغير واضح.

ووجهت انتقادات للطبيب الذي سرب تصريحات مبارك من دون علمه، في وقت نشر موقع «اليوم السابع» الالكتروني رسالة تفيد انه ينوي بث تسجيل جديد للرئيس المصري اليوم.

وأكد الديب أن التسجيل جرى عن طريق الطبيب الذي كان يعالج أذنه إبان وجوده في سجن طرة، متعللا بأنه يستطلع استجابة مبارك للعلاج وتحسن حدة سماعه من خلال الحديث على مدار عدة جلسات. متهما القائمين على الصحيفة بـ«رشوة» الطبيب للحصول على تلك التسجيلات.

وأوضح محامي الرئيس الأسبق أن التسجيل خلسة هو «جريمة» عقوبتها الحبس لمدة عام، خاصة أن لوائح السجون تمنع الدخول بأجهزة تسجيل أو تصوير أو هواتف جوالة، مشددا على أن «إذاعة مثل هذه التسجيلات - ولو في غير علانية - هو جريمة أخرى، عقوبتها الحبس لثلاث سنوات».

وتابع الديب أنه «صباح غد (اليوم) إذا لم يخرج رئيس التحرير بنفسه ويعلن وقف هذا البث، فسأتقدم ببلاغ للنائب العام، لأن هذا التصرف فيه تجاوز أن يخدع طبيب مريضه المستسلم بين يديه».

كما أضاف الديب أن ما نشر فيه كثير من الاختلافات عن الحديث المسجل، ضاربا مثالا بادعاء موقع الجريدة أن مبارك قال: «كنت أعتقد أن (الفريق أول عبد الفتاح) السيسي إخوان.. لكن طلع عقر (وتعني في العامية المصرية الذكي أو المتمكن)»، في حين أن ما قاله مبارك حرفيا هو أن الطبيب هو من قال: إن «الناس كانت فاكرة السيسي إخوان»، فرد مبارك: «دا راجل عقر».. وسخر من هذه النقطة قائلا: «هل يعقل بالأساس أن يكون مبارك عين السيسي في موقعه (مدير المخابرات الحربية آنذاك) دون أن يعلم أنه إخوان؟!».

كما ذكر الديب واقعة أخرى أن الصحيفة نشرت على لسان مبارك «لو العادلي طلع ح يلمهم كلهم (الإخوان) في ثلاث ساعات».. في حين أن ما قاله مبارك في الحقيقة هو «العادلي كان؛ لما بيحصل منهم حاجة، بيلمهم كلهم في ثلاث ساعات ويريحنا منهم».

وشدد مبارك على أن الحدود المصرية خط أحمر لا يستطيع أيا من كان أن يقترب منها أو أن يطلب تعديلها. وأضاف أنه أخبر نتنياهو بأنه «بالنسبة للحدود، لا أنا ولا غيري يقدر يتصرف فيها».

وعن الحاجة لرجل قادم من الجيش لحكم مصر، قال مبارك إن هذا يمكن بشرط أن يكون رجلا ممن خدموا في القوات المسلحة وبشرط أن يكون حازما. وحين ذكر له اسم الفريق سامي عنان، رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة، قال: إنه لا يقدر على (حكم) البلد.