خطاب بارزاني أمام أنصاره في السليمانية يثير حفيظة حزب طالباني والتغيير

المعارضة متفائلة بتشكيل الحكومة المقبلة في إقليم كردستان

TT

أثار الخطاب الذي ألقاه مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، في حشود من أنصار حزبه في السليمانية الجمعة الماضي، حفيظة عدد من مسؤولي حزب الاتحاد الوطني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني وحركة التغيير المعارضة، خصوصا لجهة إشارة بارزاني إلى وجود محاولات من بعض الأطراف لفصل جماهير المحافظة عن نهج أبيه مصطفى بارزاني، وحزبه، وتأكيده على ألا فكاك بين بارزاني وحزبه وبين أهالي السليمانية الذي دفعوا ثمنا غاليا بأرواحهم عام 1963 عندما رفضوا المساس بشخص بارزاني الأب أو التخلي عن نهجه، وواجهوا الموت على أيدي حاكم المدينة في تلك الفترة، معترفا بأنه يدرك تماما تعرض أنصار حزبه إلى ضغوط كبيرة في المحافظة، داعيا إياهم إلى ضبط النفس والهدوء بالحملة الانتخابية الحالية استعدادا لاقتراع السبت المقبل لاختيار أعضاء برلمان الإقليم.

هذه الضغوطات اعترف بوجودها قيادي في حزب طالباني حين أشار في تصريحات أمس إلى أن الانتماء لحزب بارزاني أمر صعب في السليمانية، والكل يدرك أن الأغلبية لصالح الاتحاد الوطني حاليا. وقال شالاو علي عسكري، عضو قيادة الاتحاد في تصريحات نقلتها صحيفة «آوينة» الكردية التي تصدر بالسليمانية إنه «في العقود الماضية كان هناك أنصار ومؤيدو حزب بارزاني، ولكن اليوم الأمر مختلف، إذ إن الغالبية لصالح الاتحاد الوطني». من جانبه، اعتبر أوات شيخ جناب، العضو القيادي في حركة التغيير، أن تصريحات بارزاني «لا تعدو سوى دعاية انتخابية»، معربا عن اعتقاده «بأن مثل هذه الدعوات لن ترفع من معنويات أنصار حزبه في السليمانية».

يذكر أنه حسب الأرقام التي نشرتها مفوضية الانتخابات خلال الانتخابات السابقة يتبين أن حزب بارزاني حقق في انتخابات عام 1992 في السليمانية 92 ألف صوت، وفي انتخابات2009 حصد أكثر من 82 ألف صوت، فيما حصل حزب طالباني في الأولى على 207 آلاف صوت وفي الثانية على 237 ألف صوت، علما بأن عدد الناخبين في السليمانية هو نحو مليون ومائة ألف ناخب.

من جهتها، تقول المعارضة إنها سائرة بالانتخابات المقبلة نحو تشكيل الحكومة الإقليمية، وإنها تنتظر نتائج الانتخابات لكي تبدأ مشاوراتها بهذا الشأن. فتصريحات معظم مسؤولي المعارضة تؤكد أن الانتخابات القادمة ستنتهي لصالح المعارضة، وهذا ما يؤهلها لأول مرة لتسلم السلطة بكردستان. وفي حين يؤكد رئيس حركة التغيير، نوشيروان مصطفى، أن حركته تسعى إلى دخول معترك إدارة السلطة في الإقليم، وتشدد أطراف المعارضة الأخرى على أن وضعها الانتخابي جيد، وسيسمح لها بتحقيق هذا الحلم. وقال عبد الستار مجيد، عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية الكردستانية، لـ«الشرق الأوسط» إن «وضعنا الانتخابي جيد جدا (...) أتوقع أن تزداد نسبة المقاعد التي ستحصل عليها قوى المعارضة بالانتخابات المقبلة، وبحسب مؤشرات وردت في استفتاءات واستطلاعات أجرتها منظمات دولية، تبين بأن وضعنا نحن كجماعة إسلامية أفضل من الانتخابات السابقة، وقس على ذلك وضعية بقية أحزاب المعارضة، لذلك أتوقع أن يتحسن وضع أحزاب المعارضة عموما في الانتخابات المقبلة». وحول ما إذا كان هناك أي اتفاق بين أحزاب المعارضة الثلاث لتشكيل الحكومة المقبلة، قال مجيد: «مبدئيا نحن أطراف المعارضة متفقون على توحيد مواقفنا، لم نتطرق بعد إلى مسألة تشكيل الحكومة المقبلة، لكننا وطوال السنوات الأربع الماضية كنا على وفاق واتفاق بشأن مجمل القضايا المطروحة على الساحة السياسية في كردستان، ولدينا تجارب كثيرة ومثمرة في علاقاتنا، وعليه فلن تكون هناك أي خلافات بهذا الشأن، المهم يجب أن ننتظر ظهور نتائج الانتخابات عندها سنبدأ بالتشاور فيما بيننا».