كيري يطمئن نتنياهو بأن اتفاق جنيف «قادر تماما» على تجريد الأسد من الكيماوي

وزير الخارجية الأميركي إلى باريس اليوم.. وإسرائيل تربط نجاح الخطة بوقف التسلح الإيراني

وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى لقائهما في القدس أمس (رويترز)
TT

سعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إلى طمأنة إسرائيل بأن الاتفاق، الذي توصل إليه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أول من أمس في جنيف بشأن تفكيك أسلحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد الكيماوية، قادر فعلا على إزالة تلك الأسلحة.

وغادر كيري صباح أمس جنيف متوجها إلى القدس لاطلاع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتفاق الإطار الذي جرى التوصل إليه مع موسكو. ومن المقرر أن يتوجه كيري اليوم (الاثنين) إلى باريس للقاء نظيره الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني ويليام هيغ لمزيد من المباحثات.

وقال كيري بعد لقائه نتنياهو إن «الاتفاق مع موسكو قادر تماما على نزع جميع الأسلحة الكيماوية من سوريا»، وأضاف أن روسيا قالت إن «نظام الأسد وافق على تقديم إحصاء بترسانته الكيماوية في غضون أسبوع».

وكان نتنياهو رحب بحذر بالاتفاق شريطة أن يؤدي إلى القضاء على أسلحة سوريا الكيماوية كاملة، وربط بين نجاح هذا الاتفاق على الأرض، ونجاح الجهود اللاحقة المتعلقة بوقف التسلح الإيراني كذلك.

وقال نتنياهو أمس قبل لقائه كيري: «أتمنى أن تؤتي التفاهمات الأميركية ـ الروسية بشأن السلاح الكيماوي السوري ثمارها، وأن عملية القضاء على كامل الترسانة السورية الكيماوية هو المحك الحقيقي لاختبار نجاعة هذه التفاهمات، ونحن سنحكم نهائيا على الاتفاق من خلال ما إذا كان سيؤدي إلى التدمير الكامل للترسانة السورية أم لا».

وأضاف نتنياهو خلال المراسم التأبينية لإحياء ذكرى جنود إسرائيليين قتلوا في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، «هذا ينسحب أيضا على مساعي المجتمع الدولي الرامية إلى وقف السباق النووي الإيراني».

وجاء حديث نتنياهو قبل ساعات فقط من لقائه كيري الذي وصل إلى إسرائيل في زيارة خاطفة، تباحثا خلالها أيضا موضوع مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.

وشككت إسرائيل في نيات الرئيس السوري في تطبيق الاتفاق الروسي - الأميركي. وقال يوفال شتاينتز، وزير الشؤون الاستراتيجية، «مثل أي اتفاق سيجري الحكم عليه وفقا لنتائجه. نأمل أن ينجح، الاتفاق له مزايا وعيوب».

وأضاف الوزير المقرب من نتنياهو، لراديو الجيش، «من ناحية يفتقر للسرعة اللازمة، ومن ناحية أخرى هو أكثر شمولا إذ يتضمن التزاما سوريا بتفكيك منشآت التصنيع والكف عن الانتاج مرة أخرى». وتابع: «لا أعلم كيف يقرأ الإيرانيون الاتفاق لأنه يمثل إشكالية أيضا بالنسبة لهم، فها هو حليفهم الأسد مضطر أن يسلم أسلحته الكيماوية».

وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو حذر كيري من احتمال تلاعب سوريا في هذا الملف. وقال له إنها «قد تكون محاولة للتضليل ليس إلا. كما طلب منه الإبقاء على احتمال توجيه ضربة عسكرية لسوريا»، مؤكدا أن إسرائيل ستبقى جاهزة لمثل هذا التطور في كل وقت ولن تضعه جانبا.

كما تطرقا إلى الوضع في إيران وضرورة أن تنسحب الإجراءات في سوريا لاحقا على إيران نفسها.

وبحسب المصادر، أكد كيري لنتنياهو أن الخيار العسكري لم يلغ وسيظل قائما. وقال كيري فعلا في مؤتمر صحافي، بعد لقائه نتنياهو، إن «الرئيس أوباما سيبقي على خيار استخدام القوة ضد النظام السوري قائما».

وأضاف: «اتفاق جنيف حول أسلحة الأسد الكيماوية هو إطار عمل وليس اتفاقية، وروسيا وافقت على أن أي استخدام للكيماوي في سوريا سيدرج تحت الفصل السابع». وتابع: «المجتمع الدولي سيحاسب ويسائل نظام الأسد على تعهداته».

واعترف كيري أن «نزع الأسلحة الكيماوية لن يحل الأزمة»، لكنه اعتبر ذلك «خطوة إلى الأمام». وأضاف: «نفهم ما تقوله المعارضة من أن تدمير الأسلحة الكيمائية ليس هو الحل ولن نتوقف عند ذلك سنحاول إيجاد حلول سياسية لوقف عمليات القتل اليومية». وأردف: «لن نقبل بأي تصرفات وأفعال وكلمات جوفاء من هنا أو هناك، لأن الملف السوري يؤثر على القضايا الأخرى مثل إيران وكوريا الشمالية، ونأمل في اتفاق يشمل هذه الدول قريبا كما سوريا».

وبدوره، قال أفيغدور ليبرمان رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي «المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها إسرائيل بشأن سوريا قد تساعد في التأكد من التزام الأسد بالاتفاق».

وأضاف لراديو الجيش، «سنفهم نيات الأسد فقط خلال أسبوع عندما يحين موعد تقديمه قائمة كاملة بكل أسلحته الكيماوية وأعتقد أن إسرائيل لديها فكرة جيدة عما يملكه من أسلحة كيماوية».

ومع ذلك أعرب ليبرمان عن شكوكه البالغة في نية الأسد تنفيذ الاتفاق فعلا.

ونفى ليبرمان وجود معلومات في إسرائيل عن نقل الأسد أسلحة كيماوية إلى إيران، وقال إنه لم تتوفر أي معطيات حول ذلك.

وتطرق إلى الشأن الإيراني، وقال إن «إسرائيل تفضل التوصل إلى حل دبلوماسي لهذه القضية، لكنها كذلك لن تسلم بامتلاك طهران لأسلحة نووية».