دمشق تعتبر اتفاق جنيف «نصرا لها»وطهران تراه مؤشرا على «عقلانية» واشنطن

العربي يرحب.. وباريس تراه خطوة أولى.. والصين تؤكد على الحل السياسي

TT

وسط ترحيب دولي «حذر» بالاتفاق الروسي الأميركي حول تفكيك ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية، مصحوبا بدعوات إلى تطبيقه دون تأخير، اعتبرت دمشق أن اتفاق جنيف «نصرا لها بمساعدة أصدقائها الروس»، بينما قالت طهران، حليفة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إنه إشارة على «عقلانية» الولايات المتحدة.

ورحب النظام السوري أمس بالاتفاق الذي أبرم السبت بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف حول تفكيك الأسلحة الكيماوية السورية، معتبرا أنه أتاح «تجنب الحرب» وأنه يشكل «انتصارا لسوريا».

وقال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية «نحن نرحب بهذا الاتفاق. فمن جهة أنه يساعد السوريين على الخروج من الأزمة ومن جهة ثانية أتاح تجنب الحرب ضد سوريا بعدما حرم هؤلاء الذين كانوا يريدون شنها من حجتهم»، وأضاف: «إنه انتصار لسوريا جرى تحقيقه بفضل أصدقائنا الروس».

ويتضمن الاتفاق الأميركي - الروسي جدولا زمنيا محددا يمهل دمشق أسبوعا لتقديم لائحة بأسلحتها الكيماوية على أن يتم إتلاف هذه الأسلحة بحلول منتصف عام 2014. وهذا الاتفاق أبعد شبح الضربات العسكرية التي كانت تفكر واشنطن بتوجيهها ضد سوريا من أجل «معاقبة» النظام على الهجوم الكيماوي الذي تتهمه بشنه قرب دمشق في 21 أغسطس (آب).

وأكد الوزير السوري أن «هذا الاتفاق أصبح ممكنا بفضل الدبلوماسية الروسية والحكومة الروسية». وقال حيدر إن اتفاق جنيف «يؤمن دعما دوليا لكي يجلس كل ممثلي الشعب السوري إلى طاولة المفاوضات ويحلوا مشاكلهم الداخلية في المرحلة التالية».

وبدوره، حذر النائب الروسي النافذ الكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما (مجلس النواب الروسي) من أن روسيا والولايات المتحدة يمكن أن تفسرا بشكل مختلف الاتفاق حول تفكيك ترسانة سوريا الكيماوية.

وقال لوكالة إنترفاكس الروسية إن «المسألة الأساسية المطروحة الآن هي معرفة ما إذا كانت التسوية السورية ستصبح موضع تفسيرات مختلفة أو حتى متعارضة بين الولايات المتحدة وروسيا»، معتبرا أن هذا الاتفاق يشكل «نجاحا للدبلوماسية الروسية».

وقال البرلماني «لم يعد لدى الولايات المتحدة إمكانية التحرك وحيدة. لقد حرمناها بعض الشيء من ورقتها العسكرية»، مضيفا أن الولايات المتحدة يمكن أن تعود إلى تهديداتها العسكرية.

وفي غضون ذلك، رحب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالاتفاق الروسي - الأميركي داعيا الأطراف إلى توفير الظروف لإنجاح الاتفاق والمضي في التسوية السياسية. وقال العربي في بيان أنه «يرحب بالاتفاق الأميركي - الروسي كخطوة تيسر التحرك نحو الاتفاق على التسوية السياسية».

وجاء ذلك بينما اعتبر علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، الاتفاق إشارة على «عقلانية» الولايات المتحدة.

وقال في مؤتمر صحافي عقد مساء أول من أمس إن أي هجوم أميركي ردا على الهجوم بالغاز سيسفر عن صراع أكبر في المنطقة وسيتعارض مع القانون الدولي وأن صناع السياسة الأميركية أدركوا ذلك.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عنه قوله أمس «نأمل أن يتحلى الساسة الأميركيون ببعض العقلانية حتى يتفادوا تصرفا متطرفا وتشير الأحداث والأيام القليلة الماضية والقرارات التي اتخذت إلى هذه العقلانية».

من جانبها، رحبت تركيا بالاتفاق أيضا لكنها جددت شكوكها في إمكان نجاحه مؤكدة ضرورة عدم السماح للنظام السوري «باستغلاله». وأشار بيان رسمي تركي إلى أن «تركيا تشيد، بالمبدأ، بنزع كل أشكال أسلحة الدمار الشامل في العالم وفي منطقتنا خصوصا الأسلحة الكيماوية».

من جانبها، جددت باريس ترحيبها أمس بالاتفاق، وأشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الصيني وانغ يي به.

وقال فابيوس خلال زيارته إلى بكين إن الاتفاق يمثل «خطوة للأمام»، وأضاف: «اتفاق جنيف ومسودة الاتفاق الإطاري تطور مهم. بالطبع هذا لا يحل كل شيء فهناك عدد من التفصيلات التي يجب بحثها. سألتقي غدا (اليوم) مع زميلينا جون كيري و(وزير الخارجية البريطاني) ويليام هيغ في باريس وسأكون في موسكو في الصباح التالي (الثلاثاء) للقاء زميلنا السيد لافروف. لكننا يجب أن نمضي للأمام استنادا إلى مسودة الاتفاق الإطاري». وأكد مجددا ضرورة التوصل إلى حل سياسي.

وبدوره، قال وانغ: «نعتقد أن هذا الاتفاق الإطاري حسن الوضع الحالي المتوتر والمتفجر في سوريا وقدم منظورا جديدا عن استخدام الأساليب السلمية لحل قضية الأسلحة الكيماوية السورية». وأضاف أن قرار النظام السوري الانضمام للمعاهدة العالمية لحظر الأسلحة الكيماوية يمكن أن يمهد الطريق لحل سياسي.