دونالد بوث: قضية أبيي متداخلة وتحتاج إلى جهد المجتمع الدولي

جوبا تشيد بموقف دول الترويكا الداعية لإجراء الاستفتاء في موعده

TT

قال المبعوث الأميركي الجديد لدولتي السودان وجنوب السودان السفير دونالد بوث إن واشنطن ستعمل على مساعدة الدولة التي استقلت قبل عامين لتحقيق التنمية والاستقرار الداخلي، مجددا رؤيته في أن قضية أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا متداخلة وتحتاج إلى جهد من المجتمع الدولي. فيما وجهت اللجنة الإشرافية لأبيي من جانب دولة الجنوب الدعوة لبوث لزيارة المنطقة للوقوف بنفسه على الأوضاع، في وقت دعت فيه دول الترويكا، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، إلى إجراء استفتاء نزيه وشفاف في أبيي في موعده.

وأجرى رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت مباحثات مطولة مع السفير بوث الذي يزور جوبا بعد الخرطوم في مستهل مهمته الجديدة، وتناولت مباحثات كير مع بوث القضايا العالقة بين جوبا والخرطوم؛ لا سيما نزاعهما حول أبيي الغنية بالنفط، والاستفتاء حولها، إلى جانب الدور الذي يمكن أن تلعبه واشنطن والمجتمع الدولي من خلال العمل مع الآلية الأفريقية رفيعة المستوى لخلق علاقات سليمة بين دولتي السودان.

من جانبه، قال بوث إن مهمته في دولتي السودان هي تعزيز العلاقات الثنائية السلمية، ومساعدة الأمة الجديدة (في وصفه دولة الجنوب) على تحقيق الأهداف التنموية واستقرارها الداخلي، معتبرا أن قضية أبيي متداخلة، وقال إن على المجتمع الدولي العمل مع جوبا والخرطوم للبحث عن مخرج أفضل لمستقبل المنطقة.

من جهته، كشف رئيس اللجنة الإشرافية لمنطقة أبيي من جانب جنوب السودان إدوارد لينو لـ«الشرق الأوسط» عن أن لجنته ستقدم الدعوة لبوث لزيارة أبيي للوقوف على الواقع. وأضاف أن بلاده تسعى إلى مساندة واشنطن وإجراء الاستفتاء بحسب ما اقترحه الاتحاد الأفريقي الشهر المقبل، معبرا عن تقديره للبيان الذي أصدرته مجموعة دول الترويكا لتأييدها إجراء الاستفتاء في موعده.

وكانت مجموعة الترويكا، التي تضم كلا من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والنرويج، أعلنت عن مخاوفها بشأن التوتر المتصاعد في أبيي، داعية مجلس السلم والأمن الأفريقي لزيارة المنطقة في أسرع وقت لتقييم الأوضاع ميدانيا. وحثت الأطراف على اتخاذ خطوات حاسمة لإجراء استفتاء آمن وشفاف في موعده، والذي حدده الوسيط الأفريقي بتأييد من مجلس السلم والأمن في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وطالبت دول الترويكا في بيان صادر أمس من سفاراتها في جوبا والخرطوم بضرورة نزع السلاح في أبيي وتنميتها اقتصاديا، إلى جانب بناء الثقة بين قبيلتي المسيرية السودانية ودينكا نقوك الجنوب سودانية، معربة عن أملها أن يقود التزام الرئيسين البشير وسلفا كير بالتعاون والحوار إلى تطبيق غير مشروط لمصفوفة اتفاقيات التعاون المشترك، كما رحبت بعزمهما المعلن على تطبيق الاتفاقيات الخاصة بالحدود والتنمية الاقتصادية وإعفاء الديون.

وأبدت دول الترويكا مخاوفها بشأن الأزمة في جونقلي، ودعت جوبا إلى مواصلة جهدها لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وطالبت حكومة سلفا كير بمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والتفاوض لإنهاء الصراع.

في غضون ذلك، أنهى فريق الآلية الأفريقية، المعني بالتحقق حول الاتهامات المتبادلة بين دولتي السودان وجنوب السودان، مهمته بالخرطوم وجوبا. وغادر إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (مقر الاتحاد الأفريقي) لصياغة تقريره النهائي ورفعه لمجلس السلم والأمن الأفريقي.