انفجار سيارة مفخخة على معبر باب الهوى الحدودي

تجدد الاشتباكات بين الإسلاميين والأكراد

إطفائيون يحاولون إخماد النيران التي نشبت أمس بعد انفجار سيارة ملغومة عبد معبر باب الهوى الحدودي السوري مع تركيا (رويترز)
TT

انفجرت سيارة مفخخة، أمس، عند الجانب السوري من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، غداة إسقاط الجيش التركي مروحية سورية قالت دمشق، إنها «اخترقت الأجواء التركية عن طريق الخطأ»، في حين ذكر معارضون أن إدارة الهجرة والجوازات السورية منعت مغادرة الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و21 عاما البلاد، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات في الشمال بين مقاتلين إسلاميين وأكراد، بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة تخفيض عدد موظفيها للشؤون الإنسانية والتنمية في سوريا.

وأفاد ناشطون من المعارضة السورية على الحدود بانفجار «سيارة ملغومة على الجانب السوري من معبر باب الهوى الرئيس مع تركيا»، أسفرت عن وقوع عشرة مصابين نقلوا إلى مستشفيات قريبة. وأوضح الناشطون، أن «الانفجار وقع عند نقطة تفتيش تحرسها ألوية إسلامية عند مدخل المعبر الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة على بعد مئات الأمتار من الجانب التركي».

ونفت مصادر المعارضة السورية أن يكون الانفجار استهدف أي شخصية. وقال القيادي في الجيش الحر في الشمال، المقدم خالد الحمود، لـ«الشرق الأوسط»، إن 12 مدنيا أصيبوا جراءه، نافيا أن يكون بين الإصابات أي مسؤول في المعارضة.

وكان هذا المعبر شهد انفجارا بسيارة مفخخة في 11 فبراير (شباط) الماضي، استهدف موكب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا، وأسفر عن مقتل 13 شخصا بينهم ثلاثة أتراك. كما شهد انفجارا قبل أسبوع في 8 سبتمبر (أيلول) الحالي، استهدف مقر ألوية «أحفاد الرسول» الرئيس في معبر باب الهوى على الحدود التركية، وقائدها الرائد محمد العلي.

ويعد هذا المعبر رئيسا بالنسبة للمعارضة السورية التي تدخل الأراضي السورية عبره، نظرا لقربه من محافظات حلب، وإدلب واللاذقية. ويقول المقدم الحمود، إن «جميع المسؤولين في المعارضة يدخلون الأراضي السورية عبره، بعد عقد اجتماعات في منطقة الريحانية التركية الحدودية مع سوريا».

وحمل الحمود النظام السوري مسؤولية التفجير، ردا على إسقاط الجيش التركي مروحية اخترقت الأجواء التركية في ناحية الدوما، التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن باب الهوى، علما بأن المنطقتين تتبعان إداريا لمحافظة إدلب في الشمال. ويشير إلى أن المعبر «تسيطر عليه كتائب الفاروق ولواء رجال الله الشمال»، وهما فصيلان إسلاميان معتدلان، في حين توجد في منطقة قريبة منه مقرات لكتائب إسلامية أخرى، غير متشددة، أهمها «لواء الإسلام» و«صقور الشام».

وفي منطقة حدودية مع تركيا أيضا، تقع شمال شرقي سوريا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات العنيفة في قرية علوك الواقعة إلى الشرق من مدينة رأس العين على طريق الدرباسية، تواصلت بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من طرف ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة والكتائب المقاتلة، من طرف آخر. واتسعت دائرة الاشتباكات العنيفة، التي دمرت فيها آليات عسكرية، بعد اشتباكات متقطعة دارت ليل الاثنين – الثلاثاء، بين الطرفين، في محيط بلدات في الريف الجنوبي لمدينة القامشلي.

وفي سياق مرتبط بالإجراءات على الحدود التي تسيطر عليها القوات النظامية، ذكرت مواقع المعارضة السورية أن إدارة الهجرة والجوازات عممت على مراكز المغادرة الحدودية كتابا يتضمن منع مغادرة الشبان الذين تتراوح مواليدهم بين عامي 1992 و1994، إلا بكتاب من شعبة التجنيد، ويتضمن «لا مانع من السفر» بشكل صريح وواضح. ويأتي القرار في ظل الارتفاع الكبير في أعداد المتخلفين عن الالتحاق بالخدمة العسكرية في الجيش النظامي في ظل الأحداث الحالية في البلاد منذ مارس (آذار) 2011.

ميدانيا، أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية، أنها تمكنت في ريف حمص الشرقي، من صد محاولة تقدم الجيش النظامي. وتجددت الاشتباكات في أنخل في درعا بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف استهدف المنطقة. وفي دمشق، أفادت لجان التنسيق المحلية بتجدد القصف النظامي على الأحياء الجنوبية للعاصمة، واستهداف القابون بالقصف الجوي في حين تعرضت منطقة برزة للقصف، بموازاة وقوع اشتباكات فيها بين الجيشين النظامي والحر. كما تعرضت مناطق واسعة في ريف العاصمة للقصف، أبرزها الزبداني ودير العصافير وحرستا، بموازاة وقوع اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في شبعا والمعضمية وزملكا.

وفي غضون ذلك، وردت أنباء عن مقتل العراقي الجنسية فاضل صبحي الملقب أبو هاجر نائب الأمين العام للواء ذو الفقار العراقي المكلف بحماية مقام السيدة زينب، دون ورود مزيد من التفاصيل.

في هذا الوقت، أعلنت الأمم المتحدة، أنها اضطرت لتخفيض عدد موظفيها للشؤون الإنسانية والتنمية في سوريا إلى 65 موظفا، بعد أن كان العدد 136، منذ وقوع الهجوم الكيماوي في ريف دمشق. وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ريبيكا جرينسبان، في بيان، إن المنظمة الدولية «لا تزال تعمل في البلاد، لكن تخفيض الموظفين جعل تسليم المساعدات يزداد صعوبة».