أنقرة لا تتوقع انتقاما بعد إسقاط مروحية سورية.. وتتحسب لجميع الاحتمالات

مصدر تركي يؤكد أن القرار اتخذ ميدانيا

TT

كررت تركيا أمس تحذيراتها للطائرات السورية من مغبة الاقتراب من الحدود بين البلدين، مؤكدة عزمها «الاستمرار في حماية سيادتها» كما قال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» غداة إسقاط المقاتلات التركية مروحية سورية دخلت المجال الجوي التركي أول من أمس.

وأكد المصدر أن التعليمات المعطاة للجيش التركي تقضي بالتعامل بالطريقة نفسها مع أي خرق للأجواء التركية ولا يوجد أي تغيير في قواعد الاشتباك التي وضعت في أعقاب إسقاط سوريا طائرة تركية قالت إنها اخترقت أجواءها العام الماضي.

ورد المصدر على اتهامات سوريا لأنقرة بالسعي إلى «توتير الأجواء» بأن هذه الحادثة حصلت من دون قرار مسبق، وإسقاطها تم بقرار ميداني لا سياسي، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن القرار السياسي اتخذ بعيد إسقاط الطائرة التركية في عام 2012 حين غيرت قواعد الاشتباك التي أصبحت بموجبها، أي طائرة سوريا تخترق المجال الجوي طائرة معادية.

وبدوره، أكد وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو أن أنقرة «جاهزة لكل الاحتمالات»، مؤكدا جهوزية بلاده في حالة وجود تهديد جديد ضد أمنها ومصالحها الوطنية. وكشف عن تعليمات أعطيت للقوات العسكرية لتكون قادرة على الاستجابة في لحظة إلى جميع أنواع الانتهاكات ضد أمن البلاد وحدودها. وأضاف: «في هذا الصدد، من أجل حماية أمننا ومصالحنا الوطنية، نحن مستعدون لجميع أنواع التطورات التي قد تحدث من الآن فصاعدا فيما يتعلق بجميع السيناريوهات». لكنه أعلن أن أنقرة لا تتوقع ردا انتقاميا سوريا.

وقال داود أوغلو إن «الطائرة السورية انتهكت المجال الجوي التركي عن قصد، وليس خطأ كما ادعى بيان الجيش السوري». وانتقد الوزير التركي بيان الجيش السوري الذي ألقى باللوم على الجانب التركي لقيامه بـ«رد فعل متسرع». وقال: إنه «تصريح متسرع وهو في الواقع اعتراف بالجريمة».

وكان الجيش السوري اتهم الحكومة التركية بتعمد «توتير الأجواء وتصعيد الموقف على الحدود بين البلدين». وقال الجيش في بيان له أوردته وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «رد الفعل المتسرع من الجانب التركي تجاه حوامة عسكرية دخلت عن طريق الخطأ المجال الجوي التركي لمسافة قصيرة ثم خرجت دليل على النيات الحقيقية لحكومة أردوغان تجاه سوريا». واعترف الجيش بأن حوامة عسكرية فقدت ظهر أمس (الأول) أثناء تنفيذها إحدى الطلعات الاستطلاعية لمراقبة «تسلل الإرهابيين عبر الحدود التركية في منطقة اليونسية قرب قرية بداما بريف إدلب». وأضاف: «بعد التدقيق، تبين أن الحوامة دخلت عن طريق الخطأ المجال الجوي التركي لمسافة قصيرة ثم خرجت باتجاه الأراضي السورية فور تلقي الأمر من مركز التوجيه المختص وفي أثناء خروجها قام الطيران الحربي التركي باستهدافها مباشرة لتسقط داخل الأراضي السورية».

وكانت وسائل إعلام تركية تحدثت أمس عن سقوط الطائرة في الأراضي السورية، مشيرة إلى أن الطيار قفز بالمظلة، لكنه سقط في أيدي مقاتلين من جبهة النصرة «قاموا بقطع رأسه» على الفور. ونشرت أمس صور لبقايا الطائرة، حيث ظهر محركها محترقا وبقربه أحد مقاتلي المعارضة السورية. وأشارت المعلومات التركية إلى أن قبطان الطائرة «حذر بعد دخوله الحدود التركية بكيلومترين إلا أنه لم يرتدع ولهذا قامت المقاتلات (إف 16) التي كانت تناوب على الحدود بإطلاق صاروخ بعد دقيقتين من الإنذار».

واحتفلت الصحف التركية بإسقاط الطائرة السورية، معتبرة أنها أتت ردا على إسقاط الطائرة التركية العام الماضي. وقالت صحيفة «حرييت» تحت عنوان «ضربناهم» إن «هذه العملية هي رد مباشر على إسقاط الطائرة التركية في يونيو (حزيران) 2012»، أما صحيفة «صباح» فقالت: «خذ يا أسد... هكذا يكون الانتقام». وقالت: «أسقط بشار الأسد طائرة استطلاع تركية (إف 4) ولهذا قمنا بالرد علية باللغة التي يفهمها». أما صحيفة «خبر تورك» فقد عنونت: «صفعة قوية للأسد»، قائلة: «الطيارون (الأتراك) قاموا بأخذ الثأر من الذين قتلوا أصدقاءهم قبل 15 شهرا».