قادة العراق يوقعون غدا «وثيقة الشرف»

الخزاعي: المؤتمر سيشكل لجنة لحل المشكلات

TT

وسط استمرار الجدل بشأن صحة الرئيس العراقي جلال طالباني بعد أكثر من ثمانية شهور على إصابته بجلطة دماغية نقل على إثرها إلى ألمانيا لتلقي العلاج، أعلن نائب الرئيس خضير الخزاعي أن قادة البلاد وكتلها السياسية سيوقعون غدا «وثيقة شرف» لحل الأزمة السياسية في البلاد، مؤكدا في الوقت نفسه أن صحة الرئيس طالباني «بدأت تتحسن نتيجة استجابته للعلاج».

وقال الخزاعي، في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في مقر رئاسة الجمهورية، إن «الكتل السياسية ستوقع، الخميس المقبل، على وثيقة الشرف الخاصة بالسلم الاجتماعي، في مقر رئاسة الجمهورية»، مشيرا إلى أن ذلك «سيتم خلال مؤتمر يحضره قادة البلد وممثلون عن الكتل السياسية، فضلا عن مثقفين وعلماء دين ورجال عشائر وشخصيات نسوية، يمثلون أطياف المشهد السياسي».

وأضاف نائب رئيس الجمهورية أن «رئيس مجلس الوزراء، نوري المالكي، ورئيس مجلس النواب، أسامة النجيفي، ونائب رئيس مجلس الوزراء، صالح المطلك، ورئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، والكتل المنضوية في التحالف الوطني، والحزب الإسلامي، والتحالف الكردستاني، أكدوا جميعا أنهم سيوقعون على هذه الوثيقة».

لكن رئيس القائمة العراقية، إياد علاوي، أكد أنه لن يحضر الاجتماع، نافيا أي اطلاع له على الوثيقة ورافضا مضمونها. واعتبر في تصريحات تلفزيونية أنه بدلا من توقيع وثيقة جديدة يجب الالتزام باتفاقية أربيل التي مهدت لتشكيل الحكومة الحالية أواخر عام 2010.

وأوضح الخزاعي أن «المؤتمر سيعمل على إيجاد الحلول الملائمة للأزمات والمشكلات المستعصية التي تعصف بالبلاد»، مبينا أن «المؤتمر سيشكل لجنة مصغرة تمثل الكتل السياسية الموقعة على الوثيقة ضمانا لحلحلة المشكلات والأزمات بأطر دستورية». وذكر أن من «أهم فقرات وثيقة الشرف، تلك المتعلقة بحل الأزمات والمشكلات كافة على وفق ما نص عليه الدستور»، مستدركا «أما القضايا التي لم يذكرها الدستور فستشكل لجانا متخصصة لإيجاد الحلول المناسبة لها».

من جهته، أوضح خالد الأسدي، عضو البرلمان عن ائتلاف دولة القانون المقرب من الخزاعي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «وثيقة الشرف التي أطلقها نائب الرئيس خضير الخزاعي باسم رئاسة الجمهورية وانسجاما مع ما كان قد دعا إليه الرئيس جلال طالباني قبيل وعكته إنما تمثل خارطة طريق لحل الأزمة السياسية في البلاد من خلال تأييد الجميع لها منذ ذلك الوقت». وأضاف: «ومن أجل منح هذه الوثيقة الأهمية التي تستحق فقد تبناها التحالف الوطني الذي هو أيضا الكتلة النيابية والسياسية الأكبر في البلاد، وقد جرى اطلاع كل القوى السياسية على مضمونها، وقد رحبت كل الكتل والقوى السياسية بها من منطلق أن الجميع يريد الحوار طريقا لحل المشكلات والأزمات».

وفي وقت لا يوجد إجماع داخل القائمة العراقية بشأن وثيقة الشرف بعد إعلان زعيم القائمة، علاوي، مقاطعة اجتماع الغد فإن كلا من جبهة الحوار الوطني بزعامة صالح المطلك وكتلة «متحدون» بزعامة أسامة النجيفي، رئيس البرلمان، أكدت، طبقا للخزاعي، أنها ستحضر توقيع الوثيقة.

من جهتها قللت كتلة التحالف الكردستاني من أهمية التوقيع على هذه الوثيقة في وقت لا يجري الالتزام بما هو أهم منها، وهو الدستور والقانون.