المفتي يدعو إلى معالجة قضايا الخلاف بالحكمة بعيدا عن «الطعن المتبادل»

السديس يحذر في افتتاح «مؤتمر الوحدة الوطنية» مما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي

الشيخ عبد العزيز آل الشيخ خلال مشاركته في أعمال مؤتمر الوحدة الوطنية في الرياض أمس
TT

دعا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء؛ إلى «عدم مصادمة الأحداث ومعالجة القضايا والاعتصام بحبل الله جميعا، وإلى عدم الطعن بعضنا في بعض»، مشددا على أن ذلك لا يحقق الأهداف المرجوة، لافتا إلى أهمية السعي للنظر في أسباب الخلاف والنزاع وكفكفتها والقضاء عليها، والصبر على بعض الأخطاء، ومعالجة المشاكل بحكمة وبصيرة للتأليف بين القلوب.

وبين المفتي أهمية التناصح بين المسلمين، والنصيحة لولي الأمر، مستدلا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة. قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».

كما أوضح بعضا من طرق النصح لولي الأمر، سواء في المقابلة أو الكتابة أو إحسان العمل والدعوة للخير. جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر «الوحدة الوطنية.. ثوابت وقيم»، صباح الأمس، برعاية خادم الحرمين الشريفين، الذي افتتحه الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، ويقام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.

من جهته، حذر الدكتور عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، في كلمة ألقاها؛ مما يهدد الوحدة الوطنية، وفي مقدمتها ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التقنية والإعلام، بوصفها مكانا لإيقاظ الفتن ونشر الفرقة والخلاف، مؤكدا ضرورة تفعيل الحس الوطني في إطار ثوابت الشريعة وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم.

وشدد على ضرورة حفظ العقل عن الأفكار المشتتة والفتن المنتشرة، مشيرا إلى أن الهدف من مثل هذه المؤتمرات توحيد الوطن وأهله تحت راية واحدة، قائلا: «اتحاد البلاد نعمة، نشكر الله عليها».

وقال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي: «رغم أن هذا البلد مستهدف من أعدائه، فإنه سلم من كل الآيديولوجيات والثقافات والحزبيات المقيتة»، مضيفا: «قد نختلف في الرأي والحوار، لكن يجب أن يكون ذلك بناء على ثوابت البلاد وأمنها ودينها، وليكن لك وجهة نظر ولتعتز بالحوار المبني على الدليل وعلى مقاصد حفظ أمن البلاد وبلغة الأدب. ومن حق الأوطان أن ندافع عنها ونسعى لحفظ أمنها ووحدتها، وأن نحصن الشباب عن كل المؤثرات، وذلك بالتبصر بالعواقب، وأن الأسرة والبيت والمجتمع والمدرسة والأستاذ والجامعة والإعلام مطالبون بالتعاون على البر والتقوى».

من جانبه، أكد الدكتور سليمان أبا الخيل، مدير جامعة الإمام رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، أن الوحدة الوطنية في المملكة ليست كأي وحدة من الوحدات الأخرى؛ إذ إنها وحدة دينية شرعية قائمة على أسس متينة وقواعد قوية وأصول واضحة تنطلق من كتاب الله وسنة رسوله.

يذكر أن الجلسة الخامسة انطلقت أمس، وكانت حول المحور التعليمي، وناقش فيها المشاركون أثر المناهج التعليمية ودورها في دعم الوحدة الوطنية وآلية تفعيل دور الأنشطة الطلابية لحماية الشباب من التطرف والانحراف.