تصريحات الزهار عن «قيادة مشتركة» بين حماس والجهاد كشفت خطط الاندماج

مؤشرات واضحة على تضارب في المواقف ومشكلات عالقة

TT

تضاربت تصريحات مسؤولين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، حول حقيقة تشكيل قيادة واحدة مشتركة، لإدارة مختلف شؤون الحركتين، فبينما أكد مسؤولون الأمر، نفاه آخرون, وقال البعض إنه مجرد تنسيق على مستوى أقل.

وبعد أن أكد القيادي في حركة حماس، عضو المكتب السياسي، محمود الزهار، أن حركته وحركة الجهاد الإسلامي شكلتا قيادة عليا للتعاون على جميع المستويات السياسية والنقابية والنسائية والطلابية، نفى نائب أمين عام الجهاد، زياد النخالة، ذلك. وكان الزهار أكد خلال لقاء سياسي جمع قيادات من الحركتين في غزة أن حماس والجهاد «شكلتا قيادة موحدة، واخترنا 4 قيادات من كل حركة لإدارة اللقاءات وتنظيم العمل»، مضيفا «يجب أن تنهض هاتان الحركتان في ظل التطورات المحيطة بنا، خاصة أنهما تمتلكان هدفا واحدا وعقيدة واحدة، ورغبة في تطوير العلاقات خدمة للمشروع الإسلامي».

وفورا، نفى نائب الأمين العام لحركة الجهاد تشكيل قيادة مشتركة بين حركتي الجهاد وحماس. وقال النخالة في تصريح صحافي «إن خبر تشكيل قيادة مشتركة بين الحركتين غير دقيق»، مؤكدا «حرص حركته على علاقات متميزة مع حركة حماس في مواجهة الاحتلال والتحديات التي تتهدد الشعب الفلسطيني».

وأصدر مصدر مسؤول في الجهاد تصريحا توضيحيا جاء فيه أن «الحركة حريصة أشد الحرص على توطيد علاقاتها مع حركة حماس». وأضاف المصدر «منذ سنوات طويلة تعقد الحركتان لقاءات وأنشطة مشتركة بينهما، كما جرى تشكيل لجنة تنسيق مشتركة بين الحركتين في كل الجوانب، وهذه اللجنة تعمل منذ ستة أعوام تقريبا». وتابع «تأمل الجهاد أن ترتقي هذه العلاقة، لخدمة مشروع المقاومة ورعاية مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته».

وخلفت التصريحات المختلفة والتي بدا بعضها ضبابيا ارتباكا في المشهد. واضطرت حماس لتوضيح الموقف، عبر أحد ناطقيها، وقال سامي أبو زهري، إن «حماس والجهاد الإسلامي اتفقتا على تشكيل قيادة تنسيقية عليا للتنسيق في القضايا المشتركة»، نافيا تشكيل «قيادة مشتركة». وقال أبو زهري في بيان «ما نُسب للدكتور محمود الزهار حول تشكيل قيادة مشتركة لحماس والجهاد غير دقيق، وما قصده هو تشكيل قيادة تنسيقية عليا بين الحركتين للتنسيق في القضايا المشتركة»، مشيرا إلى أن الحركتين قطعتا شوطا جيدا على طريق تطوير العلاقات الثنائية.

لكن مصادر مطلعة في قطاع غزة، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن القيادة التنسيقية موجودة منذ سنوات طويلة وليست جديدة أبدا. وأضافت «هذه القيادة تعمل منذ سنوات لتنسيق المواقف من جهة وحل الإشكاليات من جهة ثانية». وأكدت المصادر أن «الحوارات بين حماس والجهاد بهدف الاندماج، تسير في خطوط أخرى، وهي قديمة».

وكشفت المصادر أن هذا الاندماج لم يكتمل، وتعتريه معوقات، كما أنه يلقى معارضة في صفوف أنصار الحركتين، وهذا ما خلف ارتباكا في التصريحات والمواقف. وتابعت «لا يوجد حتى اللحظة اندماج أو اتفاق على الاندماج، لكن الحوارات مستمرة، والزهار تعجل في الإعلان عن الأمر». وكشفت المصادر أن حماس تحاول إقناع الجهاد للمشاركة في حكم قطاع غزة.

وكان رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية عرض إدارة مشتركة لقطاع غزة على كل الفصائل الفلسطينية. وهذه ليست أول مرة تخوض فيها الحركتان حوارات من أجل تحقيق الاندماج، لكن الحوارات السابقة ظلت سرية إلى حد كبير. وكانت «الشرق الأوسط» نشرت في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي أنباء عن حوارات سرية لتحقيق دمج كامل، تعثرت بخلافات سياسية لها علاقة بالمقاومة والمشاركة في السلطة والانتخابات. وطالما تفجرت خلافات سياسية بين حماس والجهاد انتقلت إلى اشتباكات ميدانية محدودة، بعد سيطرة حماس على الحكم في قطاع غزة، كان مردها محاولة حماس السيطرة على نسق المقاومة.

وإذا ما تحقق الدمج بين حماس والجهاد، فإنهما قد تشكلان فصيلا كبيرا، لا يوازيه إلا شعبية حركة فتح، الفصيل الأكبر في منظمة التحرير.

وتنوي الجهاد وحماس الانضمام إلى منظمة التحرير وخوض الانتخابات البلدية وانتخابات المجلس الوطني، لكن في إطار اتفاق مصالحة شامل. وقد يكون حديث الاندماج مرة أخرى مقدمة لتوحيد الجهود الانتخابية والسيطرة على مفاصل الحكم.