قيادي في حزب أوجلان: لا ننتظر من أردوغان أن يمن علينا بحقوقنا

قال إن مقاتلي الحزب جاهزون للعودة إلى القتال إذا انهارت عملية السلام

TT

لم تنته حرب «العمال الكردستاني» مع تركيا، على الرغم من سكوت أصوات المدافع والرصاص منذ أكثر من ثمانية أشهر.. فعلى الرغم من الخطوات المهمة التي تقدم بها الحزب لتحقيق السلام، فإن مشاعر الإحباط زادت عند قياداته مؤخرا بسبب عدم وجود أي خطوات مقابلة من الحكومة التركية «التي ما زالت تراوغ وتماطل بإجراءات مطلوبة من الحزب، خاصة ما يتعلق بتحقيق الحد الأدنى من المطالب القومية والسياسية التي خاض الحزب نضالا عسيرا من أجل تحقيقها وعبر ما يقرب من ثلاثة عقود متواصلة».

الهدنة قائمة، لكن خلية النحل بجبال قنديل ما زالت ناشطة، فالمحاربون تركوا سلاحهم جانبا، وانخرطوا في دورات مستمرة لا توقف فيها، فكما يشير زاكروس هيوا الناطق باسم منظومة المجتمع الكردستاني التابعة لقيادة الحزب: «الآن نحن بمرحلة التعبئة، الآيديولوجية والعسكرية والتنظيمية والسياسية». ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الأساس الذي نستند إليه في الحزب هو المقاتل المتسلح بالثقافة السياسية والأفكار الآيديولوجية، ونحن الآن منشغلون بدورات تطوير القابليات الفكرية لمقاتلينا، فبعد أن انتقلنا إلى مرحلة الهدنة وإسكات أصوات الرصاص، نحتاج إلى تنمية قدرات مقاتلينا الثقافية والفكرية، لذلك جميع أجهزة الحزب ومؤسساته منشغلة حاليا بالدورات الثقافية والتربوية وفي مختلف مجالات الفكر والسياسة. أما الرفاق بالقيادة العسكرية، فهم بدورهم منشغلون بالتدريبات، فالحرب بالنسبة لهم ولنا لم تنته بعد، وما زلنا نخوض غمارها وإن كانت بطريقة أخرى من خلال إعداد الكوادر المثقفة والمتسلحة بالآيديولوجية وفكر الحزب».

وبسؤاله عما إذا كانت هذه التدريبات تعني أن الحزب قد يعود إلى خوض الحرب مرة أخرى مع تركيا، قال هيوا: «نحن لا ننتظر أردوغان وحزبه العدالة والتنمية ليمن علينا بأفضاله.. نحن خضنا غمار هذا الصراع لتحقيق حقوقنا القومية المشروعة، وسنستمر في نهجنا ونضالنا إلى أن ننتزع تلك الحقوق المشروعة التي تكفلها القوانين والمواثيق الدولية لأي شعب، وبعد أن قدمنا العديد من المبادرات، وأوقفنا القتال وأطلقنا الأسرى وسحبنا مقاتلينا من داخل الأراضي التركية، لم نلمس في المقابل خطوة واحدة من جانب الحكومة التركية، لذلك، فإننا نتهيأ لكل الاحتمالات.. القيادات العسكرية تواصل تدريباتها حتى لا يصيب الخمول مقاتلينا، والمؤسسات الأخرى تواصل دوراتها الثقافية، لأننا لا نتوقع خيرا من الحكومة التركية على الأقل في هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب من الجانب التركي خطوات متقابلة، وهذا أمر لم يحصل، ولهذا السبب اتخذنا قرارنا بوقف سحب المقاتلين بوصفها ورقة ضغط باتجاه حث الحكومة التركية على الاستجابة لمطالبنا».

وبسؤاله حول أوضاع المقاتلين المنسحبين وأين يستقرون وبماذا ينشغلون، قال: «ينتشر معظمهم بالمناطق القريبة من الحدود التركية، ويواصلون تدريباتهم العسكرية، وهم على أتم الاستعداد للعودة إلى داخل تركيا إذا صدرت الأوامر إليهم من قيادة الحزب خاصة إذا انهارت عملية السلام».

وحول الأوضاع الخاصة لمقاتلي ومقاتلات الحزب، قال زاكروس: «كل من ينتمي إلى حزبنا يكون قد نذر نفسه للقضية الكردية، ولا يفكر في المسائل الاجتماعية الأخرى مثل الزواج وما إلى ذلك، لقد نذرنا كلنا أنفسنا لقضيتنا الكبرى، وهي قضية شعب محروم من أبسط حقوقه القومية المشروعة، وباقي المسائل مؤجلة إلى حين تحقيق النصر وانتزاع تلك الحقوق القومية والسياسية».

وتسكن عائلات عديدة بمخيم كاوة القريب من مركز مدينة أربيل، وبسؤاله عن أوضاع هؤلاء، أوضح هيوا أن «هؤلاء نازحون من تركيا، طردتهم تركيا بسبب انتماء أبنائهم إلى الحزب، أو لأنهم من عائلات شهدائنا، وهم يمارسون حياتهم الطبيعية في ذلك المخيم، ولهم أولاد يدرسون بالمدارس ومنهم من يمارس مهنته، هؤلاء من اللاجئين إلى كردستان الجنوبية هربا من ملاحقة النظام التركي».