مالي تستقبل 26 رئيس دولة يتقدمهم هولاند وملك المغرب لحضور حفل تنصيب رئيسها

باماكو تعيش حالة استنفار.. وفنادقها محجوزة للعسكريين

TT

تستقبل العاصمة المالية باماكو اليوم 26 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من أربعين وفدا، من المنتظر أن يشاركوا في فعاليات حفل تنصيب رئيس مالي الجديد إبراهيما بوبكر كيتا، الذي انتخب يوم 11 أغسطس (آب) الماضي، وأدى اليمين الدستورية يوم الأربعاء 4 سبتمبر (أيلول) الحالي. وسيتقدم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الوفود المشاركة في حفل التنصيب، وذلك بعد أن تدخلت قوات بلاده من أجل طرد المسلحين الإسلاميين من شمال مالي، واستعادة السيطرة على كبريات المدن في ما يعرف بإقليم أزواد، وخسرت في ذلك سبعة جنود من القوات الخاصة الفرنسية. كما يشارك في الاحتفالات العاهل المغربي الملك محمد السادس، وعدد من قادة الدول الأفريقية. وتعيش باماكو منذ أيام ضغطا كبيرا وحالة استنفار في الأوساط الرسمية من أجل استقبال هذا الكم الهائل من الوفود والبعثات الرسمية؛ في حين ظلت الفنادق الكبيرة في العاصمة المالية محجوزة بشكل شبه كامل من طرف قوات حفظ السلام الأممية، وبعثات الاتحاد الأوروبي وفرنسا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

وتحدثت الصحافة المحلية عن مساع قامت بها الحكومة المالية من أجل تسهيل إقامة هذه البعثات والوفود، غير أن بعض الصحف تحدثت عن طلبات «مهذبة» توجهت بها باماكو إلى بعض الوفود الرسمية المشاركة في حفل الافتتاح، تدعوها إلى عدم المجيء إلى باماكو قبل يوم حفل التنصيب والمغادرة في اليوم نفسه؛ وذلك بعد الاتفاق مع بعض الفنادق الكبيرة لتوفير أجنحة لمدة ساعات فقط. أغلب البعثات الرسمية المشاركة في الحفل ستبقى لساعات فقط في باماكو، على عكس العاهل المغربي محمد السادس الذي وصل مساء أمس، وتحدثت بعض المصادر عن بقائه حتى يوم الجمعة 20 سبتمبر، حيث أكدت هذه المصادر أنه سيؤدي صلاة الجمعة في المسجد الكبير رفقة الرئيس المالي المنتخب.

ومن المنتظر أن يشرف الملك محمد السادس مساء اليوم على تدشين مستشفى عسكري ميداني، أقامته السلطات المغربية في ملعب موديبو كيتا، وسط باماكو، وبدأ أمس رسميا في استقبال مئات المواطنين الماليين الذين يعانون من أمراض مختلفة، إضافة إلى المتضررين من فيضانات شهدتها باماكو منذ أكثر من أسبوع، خلفت عشرات القتلى ومئات المصابين والمشردين.

ويتوقع أن يبقى بعض الرؤساء الأفارقة في باماكو من أجل المشاركة في فعاليات عيد الاستقلال الوطني لدولة مالي، والذي سيجري تخليده يوم الأحد 22 سبتمبر الحالي.

الضغط الكبير الذي تشهده باماكو يظهر بوضوح في مطار باماكو والشوارع المحيطة بملعب 26 مارس الذي يحتضن حفل التنصيب، حيث تفرض وحدات الأمن المالية، وقوات الأمم المتحدة، إجراءات أمنية مشددة، فيما تجوب سماء العاصمة على مدار الساعة مروحيات عسكرية.

وتعطي السلطات المالية أهمية كبرى لحفل تنصيب الرئيس الجديد، الذي يمثل بالنسبة للماليين مرحلة جديدة كانوا يتطلعون إليها، بعد ثمانية عشر شهرا من الأزمات العسكرية والدستورية عاشتها البلاد، وكادت تعصف بوجود الدولة في مالي. وفي غضون ذلك، تشهد باماكو مشاورات أولية بين المجموعات المسلحة في الشمال والحكومة المالية، وذلك من أجل وضع تصور لمخرج من أزمة إقليم «أزواد»، وتشارك في هذه المشاورات وفود من الحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد (الطوارق)، والحركة العربية الأزوادية (العرب)، ومجموعة الغوندا كوي (السونغاي)، إضافة إلى ممثلين عن الحكومة المالية الجديدة.

وخلال هذه المشاورات التي وصفت بـ«الودية»، أعرب الرئيس المالي الجديد عن رفضه لأي حل مستقبلي يتحدث عن «استقلال أو حكم ذاتي أو فيدرالي»، ووعد بأن الحل سيكمن في التنمية والعدالة الاجتماعية والمصالحة الوطنية.