صالحي ينفي أن روحاني سيغلق «فوردو» مقابل تخفيف العقوبات

مصادر غربية لـ«الشرق الأوسط»: لم نتلقَّ أي عرض من طهران

TT

بينما نفى علي أكبر صالحي رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، يوم أمس، تقريرا صحافيا ذكر أن الرئيس روحاني سيعرض إغلاق بلاده لمفاعل «فوردو» مقابل تخفيف العقوبات، كان التقرير قد أثار ردود أفعال قوية داخل أروقة الوكالة الدولية، حيث تنعقد هذا الأسبوع جلسات المؤتمر العام بمشاركة وفود 157 دولة خاصة، وان المؤتمر العام كان قد استمع في جلسته الافتتاحية لخطاب إيران الذي ألقاه صالحي، مبديا فيه قدرا كبيرا من التفاؤل بإمكانية الوصول إلى حل نهائي لملف إيران النووي، مشيرا إلى إمكانية إحراز تقدم في المباحثات المتوقعة بين إيران والمجموعة الدولية (5 + 1) في حال دخل الطرفان بنيات حسنة وعملا بمبدأ الفوز للطرفين بدلا عن تسييس الملف.

ويذكر أن مجلة «دير شبيغل» الألمانية كانت توقعت في تقرير حسب مصادر وصفتها بالاستخبارتية أن يعرض الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني ضمن خطابه المنتظر أمام الدورة الحالية للجمعية العمومية للأمم المتحدة إقدام حكومته على إغلاق مفاعل «فوردو» كبادرة حسن نية لجدية حكومته في تقديم تنازلات حلا لقضية الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات.

ومعلوم أن مفاعل «فوردو» قد اكتمل تشييده عام 2006 وبدأ العمل فيه 2007، وكانت إيران قد بادرت للكشف عنه 2009 بعد إرهاصات استخبارتية وصور ساتالايت عثرت على الموقع مع معلومات تؤكد أن المفاعل بدأ تشييده فعلا في عام 2002 ثم توقف العمل فيه حتى 2004، وأن إيران اختارت له موقعه سريا أسفل جبل قرب مدينة قم المقدسة جنوب طهران العاصمة.

هذا، وكانت إيران قد سمحت لمفتشي الوكالة بزيارتين لأجزاء بموقع «فوردو» أكتوبر (تشرين الأول) 2008 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2009 بعد نقلها عمليات تخصيب من مفاعل «ناتانز» إلى «فوردو»، حيث باشرت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% العالية بدعوى احتياجها إلى إنتاج صفائح نووية بعدما فشلت المباحثات التي دعمتها الوكالة الدولية لنقل 70% من مخزون اليورانيوم الإيراني المخصب إلى روسيا وفرنسا مقابل حصول طهران على الوقود اللازم لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث والمعالجات الخاصة بأمراض السرطان، ويعتبر مفاعل طهران الجهة الوحيدة التي تنتج الصفائح.

من جانبها نفت مصادر غربية دبلوماسية رفيعة في حديث مع «الشرق الأوسط» مساء أمس أن تكون عاصمتها أو أي عاصمة أخرى من دول المجموعة الدولية قد تلقت أي عرض من طهران، مؤكدة أن أي تحرك فعلي من طهران سوف يمثل بادرة طيبة لتعاون شفاف مع الإدارة الإيرانية الجديدة التي أطلقت حتى الآن تصريحات واسعة تؤكد رغبتها في التعاون واستعادة الثقة المفقودة.