الوقف السني يؤكد مقتل 15 شخصا في عمليات استهداف طائفي بالبصرة

أكد استمرار غلق المساجد في المحافظة إلى حين تأمينها

TT

بعد أيام على إعلان ديوان الوقف السني في المنطقة الجنوبية وقف تأدية الصلوات في الجوامع التابعة له في البصرة، كشف مسؤول في الوقف أن عمليات الاستهداف ما زالت مستمرة، في ظاهرة تعيد إلى الأذهان ما كان يحصل في البصرة إبان موجة العنف الطائفي التي ضربت العراق ما بين عامي 2005 و2008، والتي أدت إلى رحيل الآلاف من العائلات السنية عن البصرة.

وفي حين أعلن الشيخ عبد الكريم الخزرجي، مدير ديوان الوقف السني في المنطقة الجنوبية، مقتل 15 شخصا في البصرة خلال الأيام العشرة الماضية في عمليات استهداف طائفية، أطلق عدد من شباب الحراك الشعبي والثقافي في مدينة البصرة مظاهرات مسائية تندد بعمليات التصفية الطائفية وتطالب الأجهزة الأمنية بأخذ كل التدابير اللازمة لحماية أبناء المدينة من كل الطوائف.

وقال الخزرجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الأيام العشرة الماضية شهدت مقتل 15 شخصا من أهل السنة في البصرة، منهم خطيبان وموظفان في الديوان»، مبينا أن «الديوان مستمر في قراره بوقف الصلوات في جوامعه لحين بيان مدى قدرة الأجهزة الأمنية وجديتها في حماية المصلين». وأضاف أن «القرار شمل أيضا صلاة الجمعة، لكن الديوان سينظر الخميس (اليوم) في إمكانية إقامة الصلاة».

وتابع الخزرجي قائلا إن «الشواهد على الأرض تثبت أن محافظة ذي قار شهدت عمليات تهجير أكبر مما شهدته البصرة، لذا قرر الديوان أيضا إغلاق جامع الإمام علي في مدينة الفضلية، جنوب الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، بعد تلقي المصلين والموظفين في الجامع تهديدات تطالبهم بعدم تأدية الصلوات فيه»، لافتا إلى أن «القرار قد يشمل جامع فالح باشا السعدون (أكبر جوامع مدينة الناصرية) في حال استمرار عمليات التهجير واستهداف المصلين».

ونوه بأن «عمليات الاستهداف هذه تعيد إلى الأذهان ما كان يحصل في البصرة إبان موجة العنف الطائفي التي ضربت العراق ما بين عامي 2005 و2008، والتي أدت إلى قتل وتهجير الآلاف من أهل السنة في البصرة».

وشهدت البصرة مساء أول من أمس مظاهرة نظمها العشرات من الناشطين المدنيين وحركة «اعتصم» الشبابية تنديدا بعمليات الاستهداف والتهجير والاغتيالات بحق أهل السنة في المحافظة، ورفعوا شعارات يقول أحدها: «إن وجهتم رصاصة لقلب سني، فأنتم تسقطون جسدا شيعيا»، ويقول آخر: «كلا للاستهداف الطائفي». وطالب المتظاهرون رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتحمل المسؤولية في حماية أبناء العراق ومن كل الطوائف في البصرة.

وقال عصام الربيعي، أحد أعضاء حركة «اعتصم» إن «المظاهرة دليل واضح على رفضنا لما يحصل اليوم في مدينة البصرة من قتل وتهجير على أساس طائفي»، مبينا أن «استهداف السنة هو استهداف لكل شيعي ومسيحي وصابئي في البصرة، وهذه رسالتنا التي نوجهها إلى الجميع».

وأضاف أن «هناك جريمة منظمة في البصرة، إذ يحاول البعض من الجهات المتنفذة والتنظيمات المسلحة اللعب على الوتر الطائفي للحصول على مكاسب فئوية، وهذا الأمر مرفوض من قبل أبناء المدينة».