الحكومة العراقية تعيد فتح مطار الموصل بعد تراجع احتمالات ضرب سوريا

محافظ نينوى: لم نكن مقتنعين أصلا بمبررات غلقه

TT

أكدت الحكومة العراقية أمس زوال المبررات التي أدت إلى إغلاق مطار الموصل، مركز محافظ نينوى، بحجة الصيانة ولمدة ثلاثة أشهر وذلك بالتزامن مع اشتداد الحملة في اتجاه ضرب سوريا عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأميركية.

وقال المستشار الإعلامي لوزارة النقل كريم النوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «وزير النقل هادي العامري قام بزيارة إلى مطار الموصل وهبط بطائرة ثابتة الجناح وتجول في كل أرجاء المطار ووجد أن الظرف مناسب تماما لإعادة فتحه بعد استكمال عمليات الصيانة الضرورية، فضلا عن زوال الأسباب الأمنية التي كانت أحد عوامل إغلاقه»، مشيرا إلى أن «الأمر جرى بعد أن قامت الجهات المختصة بدراسة الأمر من كل جوانبه، بالإضافة إلى أنه يأتي تكريما لأهالي الموصل وبالتزامن مع موسم الحج؛ إذ سيبدأ المطار في تسيير رحلات إلى الديار المقدسة».

وأوضح النوري أن «المطار سيشهد تسيير رحلات يومية بين بغداد والموصل وباقي المطارات العراقية، وهو جزء مما تقوم به وزارة النقل من أجل خدمة كل العراقيين بعد توفير الظروف المناسبة لذلك».

وفي تصريحات صحافية بعد إعادة فتح المطار، عزا وزير النقل الغلق إلى الأوضاع الأمنية وإجراءات فنية. وأضاف العامري: «جئنا اليوم إلى مطار الموصل الدولي للاطلاع ميدانيا على وضع المطار»، عازيا إغلاق المطار إلى «شقين؛ الأول أمني يتعلق بالوضع الأمني في مدينة الموصل، والآخر يتعلق بالصيانة والأمور الفنية والخدمات». وقال إنه «بعد انتفاء أسباب غلق المطار، نعلن اليوم رسميا افتتاح المطار مرة أخرى أمام الملاحة الجوية، خاصة رحلات الحج إلى الديار المقدسة».

من جانبه، أعرب محافظ نينوى أثيل النجيفي عن ترحيبه بإعادة فتح المطار، مشيرا إلى «أننا في البداية لم نكن مقتنعين بأسباب إغلاق مطار الموصل ولم نبلغ كحكومة محلية بقرار إغلاقه»، مستدركا بالقول: «لكن الأمر الجيد أنه تمت إعادة فتحه بسرعة ومن دون تأخير».

من جهتها، اعتبرت اللجنة الأمنية العليا في محافظة نينوى أن «إعادة فتح مطار الموصل من قبل الحكومة المركزية وبالتزامن مع موسم الحج بادرة إيجابية». وقال مصدر رفيع في اللجنة الأمنية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه: «إننا كنا غير مقتنعين بالأسباب التي دعت الحكومة المركزية إلى إغلاق المطار لا سيما أن الحكومة المركزية ووزارة النقل لم تنسقا بل لم تخبرا الحكومة المحلية في الموصل عن أسباب ومبررات الغلق»، مشيرا إلى أن «التذرع بالوضع الأمني أمر غير مقنع ليس لأن الوضع الأمني جيد، ولكنه دائما يستخدم حجة عندما يريدون ذلك فقط». وأضاف المصدر: «مع ذلك، فإننا ننظر إلى إعادة افتح المطار والبدء في تسيير رحلات يومية بين بغداد والموصل على أنه بادرة إيجابية جعلت الأمور تعود إلى سابق عهدها»، مطالبا بضرورة «التنسيق مع الحكومة المحلية عند اتخاذ قرارات من هذا النوع في المستقبل».

يذكر أن مطار الموصل الدولي، الذي يبعد خمسة كلم عن مدينة الموصل، يعتبر ثالث أكبر مطارات العراق، وتم تطويره بما يطابق المعايير الدولية للسلامة، وقد افتتح عام 2008، بعد أن استخدمته القوات الأميركية قاعدة عسكرية منذ عام 2003. ويرجع تاريخ إنشاء المطار إلى عام 1920؛ إذ أنشأه سلاح الجو الملكي البريطاني خلال الاحتلال البريطاني للعراق، وتحول من مطار عسكري إلى مدني عام 1922، وفي العصر الحديث بقي المطار من دون أي حركة ملاحية تذكر، بسبب حظر الطيران الذي كان مفروضا على العراق ضمن عقوبات الأمم المتحدة بعد غزو الكويت سنة 1990، إلى أن قام الجيش الأميركي بغزو العراق عام 2003، وأصبح المطار قاعدة جوية عسكرية أميركية، قبل الانسحاب من العراق.