تركيا تقفل معبر «باب السلام» بعد اشتباكات بين مقاتلي «الحر» و«الدولة الإسلامية»

«لواء التوحيد» يرسل تعزيزاته.. وأنباء متضاربة عن سحب الإسلاميين حواجزهم

TT

أعلنت مصادر المعارضة السورية أن الجيش السوري الحر استعاد مساء أمس السيطرة على معبر باب السلام الحدودي مع تركيا، بعد وصول تعزيزات من لواء التوحيد إليه، فيما تضاربت الأنباء بشأن سحب مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) حواجزها من المدينة الحدودية التي سيطرت عليها إثر اشتباكات اندلعت مع لواء «عاصفة الشمال» الذي يسيطر على المدينة الحدودية مع تركيا، ما دفع السلطات التركية لإغلاق معبر «باب السلام»، المعروف في تركيا باسم «معبر أونكوبينار».

وأكد مسؤول تركي أمس، أن تركيا أغلقت معبر «أونكوبينار» الحدودي لأسباب أمنية بسبب استمرار الغموض بشأن ما يحدث على الجانب السوري، موضحا لوكالة «رويترز» أن «كل المساعدات الإنسانية التي تمر من المعبر في الأحوال العادية توقفت».

وشهدت اعزاز، أمس، هدوءا حذرا بعد اشتباكات بين مقاتلي «دولة العراق والشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة، ووحدات من «الجيش الحر»، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات مع وصول تعزيزات من لواء التوحيد، وهو أحد أكبر التنظيمات المعارضة المقاتلة في سوريا، إلى المنطقة. وأفيد في وقت لاحق عن سيطرة لواء التوحيد على معبر «باب السلام» الحدودي.

وأكد الناطق الإعلامي باسم اللواء أبو فراس أن تنظيم «داعش» كان يعتزم التقدم نحو الحدود التركية، لكن المعبر «بات تحت سيطرة لواء التوحيد، الذي أرسل تعزيزات عسكرية للمعبر تعهدت بحمايته حتى النهاية». وأشار أبو فراس، في تصريحات تناقلتها صفحات المعارضة، إلى أنه «تم إغلاق المعبر لفترة وجيزة بعد التوتر الذي ساد المنطقة بين المجموعتين، وطالبوا (الدولة) بالانسحاب من اعزاز وجميع الحواجز ونقاط التفتيش في المدينة، وتسليمها لإدارة محلية»، لافتا إلى أنهم «يعملون على التهدئة بين الجانبين واحتواء الموقف».

وأكد الناطق باسم المجلس الأعلى للجيش الحر العقيد قاسم سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «تعزيزات لواء التوحيد وصلت بناء على طلب من لواء عاصفة الشمال»، مشيرا إلى أن مقاتلي «دولة العراق والشام» سحبوا الحواجز من داخل اعزاز.

وكان متحدث باسم لواء التوحيد يقدم نفسه باسم أبو الحسن أكد أن «لواء التوحيد سيعمل على تهدئة الأمور»، وقال في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية: «نسعى بكل جهدنا لفض هذا الخلاف. يجب الوصول إلى حل يرضي الجميع وتشكيل لجنة تحكم بين الطرفين، وتحقيق المطالب الشعبية». ولفت إلى أن «سكان اعزاز مستاؤون، ويطالبون بانسحاب مقاتلي داعش من اعزاز وتوجههم إلى جبهات القتال».

وكان لواء «عاصفة الشمال» في اعزاز قد طالب لواء التوحيد بإرسال تعزيزات إلى المدينة، للمشاركة في القتال ضد عناصر الدولة الإسلامية. وأشارت صفحة باسم «شباب اعزاز»، على موقع «فيس بوك»، إلى «اتفاق على سحب (داعش) لعناصرها وحواجزها من المدينة، بعد وصول تعزيزات كبيرة للواء التوحيد لفض أي نزاع أو محاولات استفزاز بين أطراف المتناحرة». وطالب الناشطون لواء التوحيد «بسحب كافة المظاهر المسلحة من اعزاز وإعادة تشكيل مجلس محلي من كافة عوائل المدينة ومن ذوي الخبرات والكفاءات وغير منتمين لأي فصيل يتولى إدارة البلدة».

ووجدت عناصر الدولة الإسلامية، إلى جانب عناصر لواء الشمال في مدينة اعزاز، حتى ظهر أمس. وقال عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب ياسر النجار لـ«الشرق الأوسط» إن الحياة داخل المدينة «تعتبر عادية»، على الرغم من الحواجز التي كانت تسيطر عليها عناصر «لواء عاصفة الشمال»، ومن ثم باتت تحت سيطرة مقاتلي «الدولة». وكان مسلحو (داعش) قد انتشروا في الأماكن والمرافق العامة، من غير الولوج إلى داخل الأحياء السكنية.

وأرجع النجار الإشكالات المتكررة التي تقع في المنطقة «إلى غياب التنظيم والأمن، بعد أشهر على تحرير المنطقة، من غير وجود آلية لتنظيم المدن»، مشيرا إلى أنه «في ظل ضعف المعارضة والسلطات التنفيذية، كل فصيل يحاول أن يكون له دور وقوة».

وأفاد ناشطون بمقتل اثني عشر شخصا وجرح عشرين آخرين، معظمهم من المدنيين، إثر اندلاع اشتباكات أول من أمس، خلال محاولة عناصر «الدولة الإسلامية» اقتحام مدينة اعزاز في محافظة حلب. وبدأ الخلاف عندما حاول عناصر «الدولة» اقتحام مستشفى المدينة لاعتقال طبيب ألماني الجنسية، يعمل لصالح «منظمة أطباء بلا حدود»، كما قال سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»، عندما تصدى لهم مقاتلون من لواء عاصفة الشمال. وأفاد ناشطون بأن عناصر «داعش» قطعوا الطرق داخل مدينة اعزاز، واستخدموا مضادا للطيران من عيار 23 داخل المدينة، خلال اشتباكات عنيفة تخللتها اعتقالات عشوائية.