بوغدانوف يشدد على وجوب متابعة الجهود لحل أزمة سوريا وانعقاد «جنيف 2»

ريابكوف من بيروت: تسلمنا ثلاثة مستندات حول استخدام المعارضة السورية للسارين

TT

اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أنه «في حال السير بالتسوية الروسية - الأميركية، فهذا بالتأكيد سيكون له تأثير إيجابي على الوضع الداخلي في لبنان»، لافتا في الوقت عينه إلى أنه «لو حصلت الحرب، فسيكون لذلك تأثير سلبي على الوضع في لبنان، خصوصا على العلاقات ما بين الأطراف في هذا البلد، وعلى الاقتصاد في لبنان».

وقال ريابكوف، أثناء توقفه في مطار بيروت، عائدا من دمشق، قبل عودته إلى روسيا، إنه «لا شك في أن التسوية الروسية - الأميركية سوف تنعكس إيجابا على الساحة اللبنانية، ونحن نعتقد ذلك ونرى تأثيرا إيجابيا في هذا الإطار»، لافتا إلى «إننا لاحظنا في طريقنا من دمشق إلى بيروت عبر المصنع أن الحدود بين سوريا ولبنان هادئة والسيارات تسير بشكل طبيعي ولم نلحظ أي زحمة في عدد الهاربين من سوريا».

وأكد الدبلوماسي الروسي اطمئنان الرئيس السوري بشار الأسد «بشكل عام» للتسوية. وقال: «هو كما عادته هادئ سلوكيا، وخصوصا بعد نجاح هذه العملية، فهو مطمئن، وإن الأزمة ليست حادة كما كانت قبل ذلك». ولفت إلى تسلم ثلاثة مستندات من النظام السوري حول استخدام المعارضة السورية غاز السارين، فيها «تقارير طبية بما في ذلك تحاليل الدم والبول لإظهار نتائج المادة الكيماوية، وأيضا تسلمنا معلومات من جهات خاصة». وعما إذا كانت الأطراف الدولية ستأخذ بهذه الدلائل، أجاب: «كل شيء ممكن ولا نريد أن نستبق الأمور، وإنما نحن نحاول بذل كل الجهود والاتصالات مع أصدقائنا في المجتمع الدولي وأيضا سندرس هذه المستندات مع خبرائنا للأسلحة الكيماوية في موسكو وبعد ذلك نرى».

وعول ريابكوف على «الخيار السلمي»، حيث «الطريق إلى تسوية سلمية للأزمة في سوريا، وهذه الخطوة بالاتفاقية الأميركية - الروسية بخصوص الأسلحة الكيماوية في سوريا إيجابية، ومن بعد ذلك هناك اتفاق بين جميع الدول الرئيسة، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة، على الذهاب إلى جنيف، ويمكن استخدام ذلك لحل المشكلة في سوريا».

وفي سياق متصل، أكد نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، في تصريحات خاصة لـ«الوكالة الوطنية للإعلام»، وهي وكالة الأنباء الرسمية في لبنان، على هامش اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة وكالات الأنباء لدول آسيا والمحيط الهادئ، «ضرورة متابعة الجهود في شأن الأزمة السورية، وصولا إلى مؤتمر (جنيف 2)». ولفت إلى أن «هناك الكثير من العمل لوضع المبادرة الروسية تجاه سوريا، موضع التنفيذ».

وأكد بوغدانوف أن «القيادة السورية على مستوى النظام، ستتمثل في (جنيف 2) بوزير خارجيتها وليد المعلم، مشككا في مستوى تمثيل المعارضة السورية، لأنها منقسمة»، معتبرا أن «الائتلاف السوري المعارض لا يمثل أطراف المعارضة المعتدلة كافة».

ومن بيروت، رأى السفير الروسي لدى لبنان، ألكسندر زاسبكين، أنه «من المهم جدا تهيئة الأجواء المناسبة لتطبيق القرارات التي ستتخذها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على أساس الاقتراحات المقدمة من روسيا والولايات المتحدة الأميركية، ويفترض بمجلس الأمن اتخاذ القرار تأييدا لنشاط هذه المنظمة من النواحي كافة».

ودعا إلى «مواصلة الجهود السياسية من أجل بدء تسوية سياسية في سوريا على أساس مؤتمر جنيف»، موضحا: «إننا سنواصل العمل مع الأطراف المعنيين لانعقاد (جنيف 2) لبدء مرحلة انتقالية في سوريا، حيث الهدف الاستراتيجي وقف الحرب وإعادة السلام إلى سوريا كدولة سيدة وعلمانية تضمن فيها الحقوق لكل المكونات الطائفية والإثنية وغيرها في المجتمع السوري».

وأعرب عن قناعته بوجود «مظلة دولية للاستقرار في لبنان، وهذا موقف مبدئي وطويل الأمد، وخصوصا في ضوء الظروف التي استطعنا خلالها التغلب على احتمال الضربة العسكرية لسوريا، مما أدى إلى إشاعة أجواء مناسبة إضافية لاستمرار مظلة الاستقرار في لبنان»، على حد تعبيره.