المالكي يتعهد بإعادة مهجري عشائر السعدون إلى مناطقهم.. وتكريت تبحث خيارات توطينهم

رئيس مجلس عشائر صلاح الدين يكشف عن شمول «شمر» بالتهديدات

TT

في الوقت الذي قلل فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من عمليتي التهجير والاغتيالات التي طالت عشائر السعدون في محافظتي البصرة (560 كم جنوب العراق) وذي قار (350 كم جنوب بغداد) فقد هدد ديوان الوقف السني باتخاذ ما سماه «خيارات بديلة» لم يفصح عنها اتجاه عمليات استهداف أهل السنة ومساجدهم في المحافظات الجنوبية والوسطى، فقد كشف رئيس مجلس عشائر صلاح الدين الشيخ خميس جبارة، عن أن «التهديدات بعمليات التهجير والقتل في الوسط والجنوب لم تعد تقتصر على عشائر السعدون، بل شملت الآن أهالي السنة من عشيرة شمر هناك». وقال المالكي خلال مؤتمر صحافي عقده ببغداد أمس بعد التوقيع على «وثيقة الشرف»، إن حكومته «ستعمل على إعادة المهجرين من عشائر السعدون في المناطق الجنوبية إلى مناطقهم»، مبينا أن «ما حصل يهدف إلى عودة الصراع الطائفي». وأضاف المالكي، أن «ما حصل لعشائر السعدون لم يكن تهجيرا، بل يمثل عمليات إرهابية»، مبينا أن «الأجهزة الأمنية تبحث عن القتلة المسؤولين عن هذه الجريمة». وأوضح أن «أحد أهداف ما حصل لعشائر السعدون هو عودة الصراع الطائفي»، متابعا: «من نفذ إما أن يكون من دائرة الجهلة وإما من المأجورين مدفوعي الثمن».

وكان رئيس ديوان الوقف السني عبد الغفور السامرائي قد أكد خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى الديوان، أن «العمليات الإجرامية التي تطال أهلنا في المحافظات الوسطى والجنوبية ما هي إلا دليل على بلوغ مرحلة الاستخفاف بالدم العراقي، مما يطلب منا الوقوف بكل حزم أمام هذه العمليات والعبث بأرواح أي ديانة أو طائفة أو قومية»، مؤكدا أن «تلك الأحداث أسفرت خلال الشهرين الماضيين عن استشهاد 242 شخصا وجرح 351 آخرين واستهداف أكثر من 80 مسجدا». وأضاف السامرائي، أن «الديوان وجه عشرات المخاطبات والكتب الرسمية إلى وزارة الداخلية ووزارة الدفاع والأجهزة الأمنية الأخرى لتوفير الحماية وللائمة ودعاة المساجد إلا أننا لم نلمس إجابة منهما»، داعيا رئيس الوزراء نوري المالكي والأجهزة المختصة إلى «حماية أئمة المساجد ودور العبادة». ولفت السامرائي إلى أن «الأجهزة الأمنية تقوم باعتقال العشرات من أهلنا في مناطق حزام بغداد بما يسمى ثأر الشهداء، والذين تبين أن غالبيتهم أبرياء، في حين تغض النظر عن جرم الميليشيات»، مهددا باتخاذ «خيارات أخرى أبرزها غلق المساجد والمؤسسات التابعة للديوان في العراق ليسجل التاريخ صفحة سوداء حالكة في تاريخ البلاد وتحكي للأجيال ظلم الظالمين». وأكد رئيس ديوان الوقف السني على «وضع أكثر من 5000 حارس على المساجد ونصب كاميرات مراقبة»، مستدركا بالقول: «ولكن لا يمكننا سد حاجة جميع المساجد بسبب كثرة المساجد التي يبلغ عددها أكثر من عشرة آلاف مسجد». وعلى صعيد متصل، كشف رئيس مجلس عشائر صلاح الدين الشيخ خميس جبارة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن أن «التهديد بالتهجير والقتل لم يعد يقتصر في المحافظات الجنوبية على عشائر السعدون التي استقبلنا منها حتى الآن 166 عائلة، بل شمل عشائر شمر هناك، وخصوصا من أهالي السنة»، مبينا أن «هذا يؤكد بلا شك أن عملية الاستهداف لم تقتصر على عشائر السعدون لهذا السبب أو ذاك، وإنما هي عملية استهداف طائفي حين شمت شمر». وأكد الشيخ جبارة أنه استقبل شيوخ السعدون والعوائل المهجرة وحين سألهم عن فحوى عمليات التهجير كانت الإجابة: «إنكم من أزلام نظام صدام وإنكم قتلة الإمام الحسين»، مشيرا إلى أن «الشيخ حميد صبار السعدون وهو أحد شيوخ السعدون جاءنا يمشي على عكازة بعد أن تم استهدافه بالقتل ولكن الطلقة أخطأته». وأشار إلى أن «محافظة صلاح الدين تعمل الآن على إيواء العوائل المهجرة وتقديم ما يمكن تقديمه لهم». وفي وقت تستمر فيه عمليات التهجير في الوسط والجنوب لأسباب طائفية فقد عادت إلى البروز ظاهرة عودة الجثث المجهولة الهوية، والتي كانت من أبرز سمات الحرب الطائفية خلال سنوات 2006 - 2008. وفي هذا السياق، أعلن مصدر رسمي في وزارة الداخلية، أن «عناصر من الشرطة عثروا على عشر جثث مجهولة الهوية ‏ومصابة بطلقات نارية في الرأس والصدر صباح أمس (الخميس)». وفي وقت لم يذكر المصدر المزيد من التفاصيل بشأن هذا الحادث الذي يضاف إلى سلسلة حوادث من هذا النوع تمثلت في عمليات اغتيال على الهوية في الكثير من أحياء العاصمة بغداد.