القرضاوي يرد على اتهامه بالتحريض ضد جنود مصر.. ويهاجم الأزهر

تعبيراته أثارت استياء الكثير من هيئة كبار العلماء

الداعية يوسف القرضاوي
TT

في أول رد له بعد اتهامه بالتحريض ضد جنود مصر، شن الداعية يوسف القرضاوي، الذي يعتبر المرشد الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، هجوما حادا على الأزهر الشريف وشيخه الدكتور أحمد الطيب. وقالت مصادر في هيئة كبار علماء الأزهر، التي يشغل القرضاوي عضويتها، إن تعبيراته التي وردت على موقعه على الإنترنت، أثارت استياء الكثير من هيئة كبار العلماء، بينما اكتفى الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، بالتعليق لـ«الشرق الأوسط» بقوله إن «كل ما يقوله القرضاوي ليس من الإسلام في شيء»، مشيرا إلى أن القرضاوي، (87 عاما)، أصبح غير مسؤول عما يصدر منه الآن. ويأتي هجوم القرضاوي على المؤسسات المصرية والأزهر بعد يوم واحد من قرار النائب العام المصري المستشار هشام بركات، بوضعه على قوائم ترقب الوصول، للتحقيق معه في اتهامات بالتحريض على قتل الجنود المصريين.

وزعم القرضاوي، الذي يقيم بقطر ويشغل موقع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن «الفساد تفشى في مختلف المؤسسات المصرية، وفي مقدمتها الأزهر»، في الوقت الذي زعم فيه أن الطيب يتخذ من عمامة المؤسسة الدينية «غطاء لمآربه». وتضمنت انتقادات القرضاوي كلمات شديدة اللهجة. ويقول المراقبون إن الرجل اتبع هذا النهج بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي.

ويرفض القرضاوي قرار قادة الجيش والأزهر والكنيسة وسياسيين آخرين، بعزل مرسي في الثالث من الشهر قبل الماضي، ويتهم السلطات الأمنية في البلاد باستخدام العنف المفرط في مواجهة المظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول. وطالب القرضاوي قبل أسبوع الجنود المصريين بعدم الانصياع لأوامر الضباط.

ويرى مراقبون أن جماعة الإخوان تستغل القرضاوي للضغط على علماء بالمؤسسة الأزهرية لإنقاذ مصير مرسي القيادي أصلا في جماعة الإخوان. وسبق أن شن القرضاوي هجوما على الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة. كما هاجم الدكتور علي جمعة المفتي السابق للديار المصرية. ونشر القرضاوي على صفحته على موقع «فيس بوك» سلسلة تدوينات بعنوان «ردود علمية على الشيخ أو الجنرال جمعة». وواصل القرضاوي هجومه على شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، مجددا عبر موقعه على الإنترنت ليلة أول من أمس. وبعد وصلة من الاتهامات والانتقادات، قال القرضاوي موجها كلامه لشيخ الأزهر: «أنسيت أن الشرعية مع أنصار الرئيس مرسي، الذين يدافعون عنها، ويذودون عن حياضها، ويتمسكون بها، إنهم لا يغتصبون شرعية، وإنما اغتصبتموها أنتم منهم بتهديد السلاح». ويعد القرضاوي أحد أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر، التي يرأسها الشيخ «الطيب»، وتعتبر أعلى هيئة إسلامية في مصر. وتقول مصادر أزهرية إن «الدكتور الطيب هو من اختار الشيخ القرضاوي لعضوية هيئة كبار العلماء لمكانته العلمية، لكن القرضاوي (أدخل السياسة في الدين)، ويقود حملة شرسة من خارج مصر ضد الجيش والأزهر، خاصة بعد أن أصبح مطلوبا من قبل السلطات المصرية».

ومن جانبها، رفضت مشيخة الأزهر التعليق رسميا على كلام القرضاوي، بقولها: «الأزهر وشيخه أكبر من أن نرد على مثل هذا الكلام»، بينما أكدت مصادر أخرى تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن شيخ الأزهر أمر بحفظ الطلبات المقدمة إليه لإسقاط عضوية القرضاوي وطلبات عزله من هيئة كبار العلماء، وذلك على خلفية هجومه على الطيب نفسه من قبل و«محاولة تشويه مواقف شيخ الأزهر الوطنية»، لكن مصدرا مسؤولا في مشيخة الأزهر قال إنه «لا بد من اتخاذ موقف حاسم مع القرضاوي الذي تخطى الإساءة لشيخ الأزهر إلى المؤسسة الأزهرية الأولى في العالم الإسلامي».

وأضاف المصدر المسؤول أن تصريحات القرضاوي تجاه الأزهر والدولة المصرية أثارت استياء الكثير من كبار العلماء في مؤسسة الأزهر، قائلا إن «عددا كبيرا داخل الأزهر يصرون الآن على الإطاحة بالشيخ القرضاوي وإبعاده عن الأزهر نهائيا»، مشيرا إلى وجود توجه قوي من قبل قيادات الأزهر لعزل القرضاوي من عضوية هيئة كبار العلماء.