إسرائيل قلقة من التقارب الأميركي الإيراني.. وواشنطن تحاول تهدئة المخاوف

الجيش الإسرائيلي يعثر على جثة أحد جنوده قرب قلقيلية

TT

قالت مصادر إسرائيلية إن «رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قلق من إمكانية أن تؤدي مبادرة الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، إلى إضعاف الموقفين الأميركي والأوروبي فيما يخص ضرورة وقف البرنامج النووي الإيراني، خصوصا في ظل التقارب الأخير بين طهران وواشنطن».

ويقول نتنياهو على الملأ، إن «كل ما يقوم به روحاني لا يعدو كونه كذبا وخداعا، ويحاول إقناع الأميركيين بذلك».

وارتفع منسوب القلق في إسرائيل إثر إشارات قوية على تقارب أميركي - إيراني، بعد قليل فقط من الاتفاق الروسي - الأميركي بشأن سوريا. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الاتفاق بشأن سوريا، قد ينعكس على العلاقة مع طهران كذلك.

ويبدو أن إسرائيل أجرت اتصالات مع الولايات المتحدة بهذا الشأن، وهو ما دعا مسؤوليين أميركيين إلى طمأنة إسرائيل من أن أي تقارب بين واشنطن وطهران لن يغير في الموقف الأميركي الحالي.

وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن «مسؤولين أميركيين أوضحوا في محادثات خاصة مع نظرائهم الإسرائيليين، أن الولايات المتحدة لم تغير موقفها من نيات إيران النووية، إذ ما زالت محل شك كبير». وأضافت: «المسؤولون الأميركيون أكدوا أن واشنطن ستمتحن نيات إيران بموجب أفعالها وليس بموجب تصريحات روحاني الأخيرة».

وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز»، كذلك، أن «المسؤولين الأميركيين أوضحوا لنظرائهم الإسرائيليين أنهم ملتزمون بفحص التوجه الإيراني الجديد، لكنهم لن يسارعوا إلى إزالة العقوبات الاقتصادية عن إيران».

وجاءت هذه الاتصالات بعد إبداء إسرائيل ردة فعل قوية تجاه تصريحات الرئيس الإيراني الأخيرة.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب على مبادرة روحاني بقوله، «يجب ألا ينخدع المرء بكلمات الرئيس الإيراني المضللة»، وأضاف: «الإيرانيون يخادعون في وسائل الإعلام حتى تتمكن أجهزة الطرد المركزي من مواصلة العمل» في إشارة إلى أجهزة تخصيب اليورانيوم الإيرانية.

وأضاف: «يجب عدم الانخداع بأقوال الرئيس الإيراني الكاذبة الذي تفاخر سابقا كيف خدع المجتمع الدولي في إطار المحادثات حول الملف النووي الإيراني حين مضت إيران قدما ببرنامجها النووي».

وعقب أوفير جندلمان، الناطق باسم نتنياهو على تصريحات روحاني قائلا: «لقد تفوه الرئيس الإيراني بكلمات مغطاة بالسكر خلال مقابلته مع قناة (إن بي سي) ولكنه قام بذلك عمدا من أجل ممارسة الخداع. لسنا بحاجة إلى أقوال من إيران، نحن بحاجة إلى الأفعال وهي تتمخض عن إيقاف برنامجها النووي». بل ذهب وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، يوفال شتايتنز، إلى أبعد من ذلك، وقال إنه لا وقت للمفاوضات مع إيران، إذ إنها تقترب من صنع قنبلة نووية. ودفع شتاينتز تجاه ضربة عسكرية، معتبرا أن ذلك هو السبيل الوحيد لوقف برنامج إيران النووي.

وقال شتاينتز المقرب من نتنياهو: «إذا ما واصل الإيرانيون نشاطهم كما هو، فإنهم سيمتلكون القدرة على إنتاج قنبلة خلال نصف عام. إنهم يعتقدون أن لديهم مساحة للمناورة في التعامل مع القوى الغربية، ولذلك فإنهم لن يوقفوا أنشطتهم النووية ما لم يواجهوا تهديدا حقيقيا من خلال ضربة عسكرية أميركية».

وطالما انتقدت إسرائيل أسلوب الحوار الغربي مع إيران، معتبرة أنه غير مجد ويفتقد إلى الأدوات الضاغطة الحقيقية على إيران. وعقب شتاينتز، «خلال أربع سنوات من المفاوضات مع إيران، لم يحدث إلا أنها قامت بتطوير قدراتها».

وطالب شتاينتز بجهد أكبر لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، قائلا إن إسرائيل ستدافع عن نفسها في نهاية المطاف ولن تنتظر أحدا.

وتابع: «يجب أن يفهم الجميع أنه لن يأتي أحد لإنقاذنا إذا لم نكن قادرين على حماية أنفسنا. ونظرا لذلك يجب أن نفعل كل ما في وسعنا من أجل منع إيران من امتلاك سلاح نووي».

ووصلت رسالة إسرائيل إلى واشنطن فورا، وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي للصحافيين، في عرضه للكلمة التي سيلقيها أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «سنصدر حكمنا استنادا لأفعال الحكومة الإيرانية لا مجرد الأقوال». إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه عثر على جثة أحد جنوده في منطقة عزون قرب قلقيليه، شمال الضفة الغربية.

وكانت السلطات الأمنية المختصة تلقت أول من أمس إبلاغا بأن آثار الجندي اختفت.

وقال جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، إن «فلسطينيا من سكان منطقة قلقيلية يدعى نضال عامر كان يعمل مع الجندي في مطعم بمدينة (بات يام) نقل الجندي صباح الجمعة إلى معبر شعاري تكفا، القريب من القرية التي يسكن فيها، ثم إلى منطقة قرب عزون في قلقيلية حيث قتله وأخفى جثته في بئر للماء». وأضاف «الشاباك»، «تبين خلال التحقيق مع عامر أن الدافع وراء هذه الجريمة المساومة على الجثة للإفراج عن شقيقه المسجون منذ 10 سنوات بسبب ضلوعه في نشاطات معادية».