عودة التحقيق في مقتل السفير الأميركي في بنغازي للواجهة.. وزيدان يقطع زيارته للمدينة

اغتيال رجل أعمال ضمن سلسلة اضطرابات في شرق البلاد

TT

عادت للواجهة أمس محاولات استئناف التحقيق بشأن مقتل السفير الأميركي أثناء هجوم مسلح العام الماضي على القنصلية الأميركية في بنغازي. وبينما أعلن النائب الأميركي الجمهوري داريل عيسى أنه سيتوجه اليوم (الأحد) إلى ليبيا لدفع عملية التحقيق في القضية، اغتال مسلحون مجهولون، في مدينة بنغازي أمس، رجل أعمال ضمن سلسلة اضطرابات في شرق البلاد. وقالت مصادر أمنية في المدينة إن رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، الدكتور علي زيدان، لم يتمكن من دخولها بعد أن كان يعتزم زيارتها، رغم وصوله إلى مطار المدينة. ويعد النائب الأميركي عيسى أيضا رئيس لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب، ومن قادة حملة الجمهوريين ضد أوباما في موضوع الهجوم الذي قتل فيه السفير الأميركي لدى ليبيا، كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أميركيين آخرين، في 11 سبتمبر (أيلول) عام 2012، في ذكرى الهجمات في نيويورك وواشنطن. ورغم أن قادة الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، يتفقون، بصورة عامة، على أن الهجوم كشف ثغرات أمنية لا بد من معالجتها، يتشدد جمهوريون في اتهام إدارة أوباما بعدم كشف معلومات مهمة، وعدم معاقبة المسؤولين الكبار. غير أن قادة ديمقراطيين يقولون إن الجمهوريين يتعمدون عدم إنهاء الموضوع بسبب هجماتهم على أوباما في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والدبلوماسية. وقال إيلجا كمنجز، عضو ديمقراطي مهم في لجنة عيسى، إن زيارة عيسى لليبيا خرقت اتفاقا كان وقع عليه عيسى بأن يكون التحقيق غير حزبي. وقال، في مجلس النواب، مخاطبا عيسى «رغم إعلانك أن تحقيقكم في هجمات بنغازي سيضم الحزبين، ها أنتم تقررون سرا التمهيد لزيارة رسمية لليبيا تقوم بها منفردا، دون مرافقة عضو ديمقراطي. هذا نمط مؤسف، ويقوض مصداقيتكم». وفي بداية هذا الشهر، ورغم رفضهم نشر الأسماء، أو تقديم تفاصيل عنها، قال مسؤولون في مكتب التحقيق الفدرالي (إف بي آي) في واشنطن إنهم حددوا أسماء الذين اشتركوا في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، وإن المكتب طلب من السلطات القضائية إدانتهم. وقالوا إن عددا كبيرا من المتهمين ينتمي إلى جماعة «أنصار الشريعة» الليبية، وإنهم خططوا مسبقا للهجوم، ولم يكن هجومهم جزءا من مظاهرات في ذلك اليوم، وإنهم تعمدوا أن يقع الهجوم في ذكرى هجمات 11 سبتمبر عام 2001.

وقال المسؤولون الأميركيون إن أيا من المتهمين ليس معتقلا في ليبيا، وإن المسؤولين الليبيين يساعدون المحققين الأميركيين، لكنهم لم يعتقلوا أحدا حتى الآن. وقال واحد من المسؤولين الأميركيين، طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته «لا تزال هناك فجوة ضخمة (في التحقيقات). تنقصنا المعلومات التي نحن في حاجة إليها لإكمال التحقيقات». ورغم أن أخبار الهجوم الذي وقع في بنغازي، والتحقيقات فيه، اختفت مؤخرا بسبب أزمات سياسية داخلية وخارجية، عقد الكونغرس جلسات استماع عن الموضوع في وقت سابق من هذا العام. ولا يزال الموضوع مهما بالنسبة للمحققين الجنائيين. كما أن الجمهوريين في مجلس النواب مصممون على إثبات أن الرئيس باراك أوباما قصر، وأيضا أنه تستر على التقصير قبل، وأثناء، وبعد الهجوم. وفي ليبيا غادر زيدان، ظهر أمس، مطار بنينا ببنغازي بعد زيارة قصيرة. وذكر مصدر أمني بالمطار، رفض ذكر اسمه، أنه بعد نزول زيدان من الطائرة تلقى هتافات من بعض المواطنين ضده، مشيرا إلى أن القوات المسؤولة عن حماية المطار طالبته بالعودة لطرابلس. وأضاف أن زيدان تحاور مع بعض المسؤولين عن حماية المطار وأبلغوه بضرورة المغادرة، وعلى أثر ذلك غادر مسرعا بالطائرة التي وصل بها.