«الاستقلال» المغربي ينظم مظاهرة كبرى اليوم بالرباط احتجاجا على الزيادة في الأسعار

يقودها أمينه العام بتنسيق مع «الاتحاد الاشتراكي» المعارض

TT

ينظم حزب الاستقلال المغربي المنسحب من الحكومة تظاهرة احتجاج كبرى اليوم (الأحد) في الرباط، احتجاجا على قرار الزيادة في أسعار المحروقات، الذي اتخذته حكومة عبد الإله بن كيران، ودخل حيز التنفيذ الاثنين الماضي. ومن المقرر أن يشارك في هذه التظاهرة أيضا حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض.

وكانت الحكومة المغربية قد شرعت في تطبيق نظام المقايسة الجزئية لأسعار المحروقات، بسبب ارتفاع أسعار البترول في الأسواق الدولية، الذي ترتب عنه الزيادة في أسعار عدد من أصناف الوقود، وهو إجراء يدخل ضمن عملية إصلاح صندوق المقاصة (صندوق دعم المواد الأساسية)، الذي يكلف الدولة 53 مليار درهم (نحو 6.6 مليار دولار)، فيما قالت الحكومة إن أسعار الغاز المنزلي والسكر والدقيق لن تعرف أي زيادة، كما أن أسعار النقل العام لن تتأثر.

وتوعد الحزب الحكومة بتنظيم سلسلة احتجاجات ضد ما وصفها «السياسة اللاشعبية». ومن المرتقب أن يحشد الحزب الآلاف من مناصريه من مختلف المدن بالرباط أسوة بالتظاهرة التي نظمها بمناسبة الاحتفال بيوم العمال في الأول من مايو (أيار) الماضي، إبان وجوده في الحكومة.

وفي هذا السياق، قال أسامة العلوي الإسماعيلي، عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال لـ«الشرق الأوسط» إن «تظاهرة اليوم أطلق عليها اسم مسيرة الغضب الشبابي وذلك للاحتجاج على الزيادة في الأسعار والسياسة الحكومية اللاشعبية عموما»، وأضاف أن (شباط) سيلقي كلمة خلال التظاهرة حول الوضع السياسي والاجتماعي، وسيشارك في التظاهرة كذلك الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وهو الاتحاد العمالي التابع للحزب، ومنظمة شباب الحزب، كما أنه من المقرر أن يشارك في التظاهرة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض ممثلا في تنظيمه الشبابي، وأعضاء مكتبه السياسي، يتقدمهم إدريس لشكر، الأمين العام للحزب.

وكان الحزبان قد أعلنا سابقا أنهما سينسقان بشأن مجمل المبادرات التي سيتخذانها من موقعهما في المعارضة. ودعا حزب الاستقلال عقب الإعلان عن قرار رفع أسعار المحروقات إلى «تشكيل كتلة وطنية للتصدي لهذه السياسات اللاشعبية واللاوطنية، والعمل الجماعي المشترك لحماية القدرة الشرائية للمواطنين».

وأوضح العلوي أنه من المقرر أن يشارك في مسيرة الاحتجاج أنصار الحزب من مختلف المناطق، ذلك أن الزيادة في أسعار المحروقات، بحسب رأيه، تمس مختلف فئات الشعب، وسيكون لها تأثير على أسعار المواد الغذائية وأسعار النقل.

وأعلن الحزب أنه بالموازاة مع تظاهرة الرباط، ستنظم تجمعات ومسيرات احتجاجية في مختلف المناطق المغربية.

وكان الحزب قد نظم تظاهرة كبرى في يوم العمال إبان وجوده في الحكومة، وقطع من خلالها حميد (شباط) الأمين العام للحزب آخر خيط يربطه بحليفه الرئيس ابن كيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بعد أن تحول الرجلان إلى غريمين سياسيين، فبينما قاد ابن كيران تظاهرة في الدار البيضاء بمناسبة نفس المناسبة، كان (شباط) يقود تظاهرة كبرى في الرباط هاجم خلالها عددا من وزراء الحكومة، وقال عنهم إنهم مجموعة من السكارى، وهو ما اعتبرته الحكومة سبا وقذفا في حق أعضائها. فطالب الأمناء العامون لأحزاب الغالبية بعقد اجتماع في اليوم التالي لتلك التصريحات، فكان آخر اجتماع يحضره (شباط) إذ بعد 10 أيام وتحديدا في 11 مايو (أيار) الماضي، قرر المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب) الانسحاب من الحكومة، وفي التاسع من يوليو (تموز) الماضي قدم وزراء الحزب استقالتهم إلى رئيس الحكومة لينتقل «الاستقلال» إلى المعارضة.