مقتل 10 أشخاص في مواجهات بين «القاعدة» والقبائل في مأرب باليمن

رئيس حزب الرابطة اليمني لـ «الشرق الأوسط» : الجنوبيون يطالبون بدولة مستقلة

TT

لقي عشرة أشخاص مصرعهم في مواجهات مسلحة بمحافظة مأرب اليمنية بين عناصر قبلية وعناصر تنظيم القاعدة، في حين دعت حكومة الوفاق الوطني الشعب اليمني إلى مؤازرة الجيش والأمن في ملاحقة العناصر الإرهابية. وفي هذه الأثناء أكد زعيم جنوبي معارض على المطالبة بدولة جنوبية مستقلة.

وقالت مصادر محلية في مأرب لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من المسلحين من رجال قبيلة آل معيلي في منطقة وادي عبيدة اشتبكوا مع عناصر مسلحة من «القاعدة».. الأمر الذي أسفر عن مقتل 4 من عناصر التنظيم و6 من رجال القبائل، في حادثة هي الأولى من نوعها في مأرب، بعدما انضمت القبائل في محافظتي أبين وشبوة إلى جانب الجيش وقوات الأمن لمحاربة العناصر المتطرفة.

وجاءت هذه الحادثة بعد نحو 48 ساعة على الهجمات التي استهدفت مواقع للجيش ومنشآت نفطية وغازية في محافظة شبوة المجاورة لمأرب، في الوقت الذي دعت فيه حكومة الوفاق الوطني في اليمن المواطنين إلى مؤازرة قوات الجيش والأمن لملاحقة العناصر الإرهابية.

ووجه مجلس الوزراء اليمني «وزارتي الدفاع والداخلية بالتعامل الحاسم والقوي مع العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة وتعقبهم ومطاردتهم لينالوا جزاءهم الرادع على هذه الأفعال النكراء التي تتنافى ومبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتتعارض مع العادات والتقاليد والقيم اليمنية الأصيلة». وشدد على «ضرورة محاسبة كل من يثبت تقصيره من القيادات العسكرية والأمنية في أداء واجبه الوطني والأخلاقي في حماية الوطن من جميع أعمال التخريب والإرهاب».

من ناحية أخرى، كلف الرئيس عبد ربه منصور هادي اللجنة الرئاسية التي شكلها لحل مشكلة دماج بين السلفيين والحوثيين بالاستمرار في عملها والانتقال لحل المشاكل نفسها والمواجهات المسلحة بين الطرفين في منطقة معبر بمحافظة ذمار بجنوب صنعاء، وجاء التكليف بعد لقاء هادي، أمس، مع أعضاء اللجنة بعد إتمام مهامها في محافظة صعدة، وبعد التوقيع بين الحوثيين والسلفيين على اتفاق لوقف القتال والتعايش.

وقال الرئيس اليمني لأعضاء اللجنة: «كما تعرفون فإن اليمن لديه من الاستحقاقات والمهام الكثير التي تنتصب أمامه لخروجه من الأزمة التي يمر بها، وهذا لن يتأتى إلا بتضافر الجهود وتعاون الجميع في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار المنشود».

وأشار هادي إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها اليمن، «إلا أن النوايا الصادقة والعمل الجاد كفيل بإخراج اليمن من أزماته إلى بر الأمان، وتطرق إلى الجهود المبذولة من قبل كافة القوى السياسية والفعاليات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل لبلورة صيغة توافقية يرتضيها الجميع في سبيل إخراج اليمن من واقعه إلى مرحلة جديدة تتجسد في بناء الدولة اليمنية الحديثة المبنية على الشراكة، بعيدا عن الإقصاء والتهميش لرسم ملامح مستقبل اليمن الجديد».

على صعيد آخر، وفي الوقت الذي يواصل فيه مؤتمر الحوار الوطني الشامل أعماله مع قرب انتهاء أعماله، تنعقد لقاءات في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت لقوى جنوبية تحت اسم «المؤتمر الجنوبي الجامع»، وقال عبد الرحمن الجفري رئيس حزب الرابطة لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاءات التي تشهدها المكلا هي تحضيرية لمؤتمر جنوبي - جنوبي شامل تشارك فيه كافة القوى والفصائل الجنوبية، وإن التوجه في المؤتمر هو «لاستقلال وتحرير الجنوب وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة تقيم علاقات متميزة مع دول الجوار وخاصة في الخليج»، مشيرا إلى أنه ستكون «هناك علاقات متميزة بين صنعاء وعدن».

وأضاف الجفري أن «الأغلبية الساحقة من الناس والقوى السياسية في الجنوب مع هذا التوجه ما عدا القلة»، وعما إذا كان هذا التوجه يحظى بدعم إقليمي ودولي، قال الجفري لـ«الشرق الأوسط» إن «العالم لا يؤيد في الغالب الهلام، وبالتالي فإن اللقاءات الجنوبية - الجنوبية الجارية حاليا تظهر تفاصيل المولود المقبل»، وقال إنه لا يوجد مدى زمني لإعلان كيان الدولة الجنوبية المستقلة، ونفى وجود أي «تفاهمات مع الرئاسة اليمنية في صنعاء بخصوص هذا التوجه».