مقتل 78 في هجوم انتحاري مزدوج على كنيسة في بيشاور

اندلاع مظاهرات في عدة مدن بباكستان

TT

قالت الشرطة ومصادر طبية في باكستان إن انتحاريين فجرا نفسيهما خارج كنيسة شمال غربي باكستان أمس مما أسفر عن مقتل 78 شخصا وإصابة ما يربو على مائة آخرين. وقال محمد نور، مسؤول بشرطة مدينة بيشاور، إن أعداد الضحايا مرشحة للزيادة نظرا لأن عددا كبيرا من المصابين في حالة حرجة بمستشفيات إقليم خيبر باختون خوا. واندلعت مظاهرات في مدن عديدة بباكستان في أعقاب تفجير كنيسة في مدينة بيشاور شمال غربي البلاد أمس. وأغلق أقارب الضحايا في بيشاور بولاية خيبر باختون خوا الشوارع ورددوا شعارات مناهضة للحكومة. وفي مدينة كراتشي جنوب البلاد، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وأغلق المتظاهرون الطريق الرئيس المؤدي إلى المطار في العاصمة إسلام آباد.

وتصاعدت أعمال العنف الطائفية والهجمات التي تستهدف قوات الأمن في باكستان في الأشهر الأخيرة مما يقوض جهود رئيس الوزراء نواز شريف لكبح التمرد منذ تقلده منصبه في يونيو (حزيران). وبات في حكم المؤكد أن يعطي هجوم بهذه الضخامة ذريعة لمنتقدي شريف الذين يعارضون مسعاه للتفاوض مع متشددين على صلة بطالبان يقاتلون من أجل الإطاحة بحكومته. واستهدف الهجوم الكنيسة التاريخية في شمال غربي مدينة بيشاور أثناء خروج المئات بعد انتهاء القداس. وقالت مارغريت التي كانت تحضر القداس، مكتفية بذكر اسمها الأول: «سمعت دوي انفجارين وبدأت الناس تجري. تناثرت الأشلاء في كل مكان في الكنيسة». وقالت بصوت غلبه التأثر إنها لم تر شقيقتها بعد الانفجار عند بوابة الكنيسة. وأعلنت جماعة «جند الله» المتشددة التي ترتبط بطالبان مسؤوليتها عن الهجوم. ويمثل المسيحيون نحو 4 في المائة من عدد سكان باكستان البالغ 180 مليون نسمة. وجاء في بيان صادر عن مكتب نواز شريف أن رئيس الوزراء قال إن الإرهابيين لا دين لهم وإن استهداف الأبرياء يتنافى مع تعاليم الإسلام وجميع الأديان. وأضاف أن الأفعال الإرهابية الغاشمة تعكس وحشية ولا إنسانية تفكير الإرهابيين. ويتعرض المسيحيون لهجمات من آن لآخر لكن هجوم أمس هو الأعنف في التاريخ الحديث.

وفي عام 2009 أضرم نحو ألف مسلم النار في 40 منزلا وكنيسة في جوجرا بإقليم البنجاب وقتل سبعة مسيحيين على الأقل حرقا. وقتل 17 مسيحيا في هجوم على كنيسة في باهاوالبور في 2001.

وقال الشرطي نجيب بوجفي لـ«رويترز»، إن 56 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من مائة. وقالت الشرطة إن عددا كبيرا من الأطفال والنساء لاقوا حتفهم. ونزل بعض السكان الذين أغضبهم عدم كفاية إجراءات الأمن عند الكنيسة للشوارع عقب الهجوم مباشرة للاحتجاج وأضرموا النار في إطارات السيارات. وأغلقت متاجر في منطقة بوابة كوهاتي حيث يوجد عدد من الكنائس. وتحدث رجل بدا عليه الذعر والغضب مع قناة «جيو» التلفزيونية الخاصة الباكستانية من خارج الكنيسة قائلا: «لم تنج المساجد والمعابد والكنائس من الإرهابيين. أرجوكم أرفقوا بنا».