إسرائيل تحمل دبلوماسيين أوروبيين مسؤولية شجار في الضفة الغربية

مسؤول أمني فلسطيني يشكك في الرواية الإسرائيلية بشأن مقتل جندي بالضفة

TT

اتهمت إسرائيل دبلوماسيين أوروبيين بخرق أمر محكمة وضرب أحدهم شرطيا ردا على الغضب الأوروبي لمصادرة مساعدات إنسانية للفلسطينيين.

وقالت وزارة الخارجية في بيان: «ترسل الحكومات الدبلوماسيين ليكونوا جسرا وليس كمحرضين». وجاء ذلك بينما شكك مسؤول أمني فلسطيني في ما أعلنه الجيش الإسرائيلي عن مقتل أحد جنوده في الضفة الغربية على يد مواطن فلسطيني.

وشددت الخارجية الإسرائيلية أمس على أن «الدبلوماسيين الأوروبيين وحكوماتهم مدينون بتفسير لهذا الانتهاك الصارخ لقواعد السلوك الدبلوماسي»، بحسب البيان. وأضاف البيان: «إسرائيل أوضحت بالفعل أنها لن تقبل بسوء السلوك. ورد إسرائيل سيعكس خطورة هذه الانتهاكات».

وفرق جنود إسرائيليون الجمعة مجموعة دبلوماسيين أوروبيين بالقوة خلال عملية مصادرة خيام ومساعدات إنسانية موجهة إلى فلسطينيين دمر الجيش منازلهم في الضفة الغربية.

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي إن الدبلوماسية الفرنسية ماريون فينو كاستنغ جرت بالقوة خارج الشاحنة التي كانت تحوي المساعدات.

وأظهرت الصور كاستنغ على الأرض بينما أكد متحدث باسم وزارة الخارجية بول هيرشون أنها فعلت ذلك حسب إرادتها كنوع من «المقاومة السلمية» ضد تطبيق أمر قضائي ضد المباني غير المرخصة التي يملكها البدو في أراضي غور الأردن التي تحتلها إسرائيل.

وقال هيرشون لوكالة الصحافة الفرنسية: «أبعدت من السيارة ثم أسقطت نفسها على الأرض... لم يرمِها أحد برميها على الأرض»، على حد قوله. وأكمل: «لقد أظهرت عنفا من جانبها عندما وقفت ومشت ثم لكمت شرطيا في وجهه».

ونشر موقع صحيفة «جيروساليم بوست» الإلكتروني مقطع فيديو تظهر فيه سيدة قالت الصحيفة إنها كاستنغ «تضرب شرطيا يلبس خوذة بقبضتها على ذقنه».

وأشار المتحدث إلى أن الدبلوماسيين الأوروبيين في إسرائيل ناقشوا عبر الهاتف هذا الحادث مع نائب مدير عام وزارة الخارجية رافي شوتز وهاتفت وزارة الخارجية الفرنسية سفير فرنسا لدى إسرائيل.

وأعلن مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون السبت أن الاتحاد طلب توضيحات من السلطات الإسرائيلية إثر حادث الجمعة.

وقال مايكل مان المتحدث باسم أشتون في بيان إن «الاتحاد الأوروبي يأسف لمصادرة مساعدة إنسانية أمس من جانب قوات الأمن الإسرائيلية». وأضاف أن «ممثلين للاتحاد الأوروبي اتصلوا بالسلطات الإسرائيلية لطلب توضيح وللإعراب عن قلقهم حيال هذا الحادث».

من جهة أخرى، شكك مسؤول أمني فلسطيني بما أعلنه الجيش الإسرائيلي عن مقتل أحد جنوده في الضفة الغربية.

وقال عدنان الضميري الناطق باسم الأجهزة الأمنية للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن الجيش الإسرائيلي لم ينسق مع الأمن الفلسطيني بخصوص حادثة مقتل الجندي واحتفظوا لأنفسهم بكامل الرواية حول ما جرى.

وأضاف الضميري: «لم يبلغونا بشيء، والطرف الفلسطيني علم بالرواية من الإعلام فقط، وبالتالي إسرائيل من خططت ومن روت ومن صرحت».

وذكر الضميري أن المنطقة التي قالت إسرائيل إن حادثة خطف وقتل الجندي الإسرائيلي وقعت فيها هي منطقة مصنفة ضمن أراضي «ج» وتخضع للسيطرة الأمنية والإدارة الإسرائيلية. وتابع قائلا: «ليس لدينا ثقة بالرواية الإسرائيلية، وهي تحاول نسف الجهود الدولية في الوصول إلى حلول سياسية وتريد نسف المفاوضات وتعيد المنطقة إلى مربع العنف».

وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت مقتل أحد جنوده بعد خطفه من قبل فلسطيني واقتياده إلى مدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية.

وذكر الجيش في بيان له أن فلسطينيا يدعى نضال عامر من سكان قرية بيت أمين في قلقيلية «اعترف بأنه أقنع الجندي الذي كان يعمل معه في مطعم بالسفر معه إلى قريته حيث قتله وأخفى جثته في بئر ماء».

وأضاف: «ادعى القاتل بأنه أقدم على ارتكاب جريمته بقصد المساومة على جثة الجندي مقابل الإفراج عن شقيقه، وهو من نشطاء حركة فتح ومعتقل لدى إسرائيل منذ 10 سنوات».