مقتل أبو عبد الله الليبي أحد أمراء «داعش» في إدلب باشتباكات مع المعارضة

«الحر» يطرد مقاتلي «الدولة» من قرية مجاورة للمدينة.. ويندد بنكثها اتفاق هدنة أعزاز

TT

تمكن الجيش السوري الحر، أمس، من إجبار عناصر «دولة العراق والشام الإسلامية» (داعش) على الانسحاب من قرية حزانو بريف إدلب، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين، أدت إلى مقتل أمير «الدولة» أبو عبد الله الليبي و12 من مقاتليه، وفق ناشطين.

وأشار حمزة حبوش، أحد قادة «الحر» الميدانيين في إدلب، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن عناصر «الدولة» شنوا الحرب على كتائب المعارضة التي تقاتل في قرى إدلب بعد وصول معلومات إليها تفيد بأن الشيخ صلاح حبلص، قائد «حلف الفضول»، وهو عبارة عن تحالف من القوى الثورية، وقع على ميثاق لمحاربة «الدولة» في إدلب.

وأوضح حبوش أن مقاتلي (داعش) حاولوا اقتحام قرية حزانو حيث تصدت لهم كتائب «الحر»، لافتا إلى مقتل 6 مدنيين من أبناء البلدة أثناء الاشتباكات بين «داعش» ومقاتلي «حلف الفضول» التابع بمعظم كتائبه إلى «الجيش الحر».

وتفصل قرية حزانو عن الحدود التركية قرية واحدة فقط، ويعيش فيها نحو 10 آلاف شخص، معظمهم من النازحين من مناطق سورية أخرى. وتحكم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» سيطرتها على قرية دانا التي تبعد 15 كيلومترا عن حزانو. وتعمد (داعش) إلى تقسيم المناطق التي تخضع لسيطرتها إلى ولايات إسلامية، إذ يقوم أبو بكر البغدادي أمير التنظيم، بتعيين قادة على هذه الولايات مثل أبو عبد الله الليبي أمير قرية دانا الذي قتل أول من أمس، إثر اشتباكات مع «الحر».

وتأتي هذه الاشتباكات في قرى إدلب، بعد أيام على اشتباكات مماثلة في منطقة أعزاز بحلب، بين مقاتلي «داعش» ولواء «عاصفة الشمال» التابع لـ«الجيش الحر»، على خلفية رفض الأخير تسليم طبيب ألماني اتهمته «الدولة الإسلامية» بتصوير مقرها في المدينة التي تقع على الحدود مع تركيا. إلا أن طرفي النزاع توصلا إلى اتفاق هدنة بعد وساطة من «لواء التوحيد»، أكبر فصيل معارض في حلب وريفها.

ويبدو أن مقاتلي «داعش» لم يلتزموا استكمال تنفيذ بنود الاتفاق الثنائي، إذ أعلن لواء «عاصفة الشمال» أمس أن «الدولة الإسلامية» لم تنفذ البند الثاني في الاتفاق الذي تم إبرامه معها، والذي يقضي بالإفراج عن كافة المعتقلين من الطرفين، مكتفية بالإفراج عن تسعة معتقلين لديها فقط.

وأوضح لواء «عاصفة الشمال» في بيان أصدره أنه «وبعد انقضاء 48 ساعة من مهلة تنفيذ الاتفاق، تعتبر (الدولة) قد نقضت الاتفاق ولم تلتزم به، مما يعني وجوب الحكم الشرعي في حقهم لأنهم (الفئة الباغية)، بشهادة الكفلاء»، في توتر قد يسهم في إعادة إحياء الاشتباكات بين الطرفين. ولم تقتصر مواجهات مقاتلي «الدولة» مع «الجيش الحر» فحسب، بل طالت «جبهة النصرة»، إذ أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلي «داعش» اقتحموا مقرا لـ«جبهة النصرة» في منطقة الشدادي بريف الحسكة في شمال شرقي البلاد، قبل يومين. وأفاد المرصد بأن المقر «يضم أسلحة ومعدات نفطية سيطر عناصر (داعش) عليها»، في حين قال ناشطون إن المقر لم يضم عددا كبيرا من المقاتلين، لانشغالهم في مواجهات مع «وحدات حماية الشعب الكردي» التابعة لـ«مجلس غرب كردستان» و«الاتحاد الديمقراطي الكردي».

ورغم انشغاله بالمعارك مع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على عدد من الجبهات، واصل «الجيش الحر» قتاله ضد القوات النظامية، إذ أعلن سيطرته على أربع قرى جديدة في ريف حلب بعد يومين من سيطرته على سبع قرى في المنطقة ذاتها، وفقا لناشطين.

ويأتي هذا التقدم للمعارضة في ريف حلب ضمن عملية عسكرية كبيرة لمحاصرة معامل الدفاع بالسفيرة، التي تعد أكبر مركز لتزويد القوات النظامية بالأسلحة والذخيرة في المنطقة الشمالية. مما يدفع القوات النظامية إلى الدفاع بقوة عن بعض القرى التي تقع على طريق الإمداد بين معامل الدفاع ومطار حلب.

وفي العاصمة دمشق، أعلنت شبكة «شام الإخبارية» تجدد الاشتباكات في حي برزة، الذي تحاول القوات النظامية منذ شهور اقتحامه، بينما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري رسمي قوله إن «القوات النظامية حققت تقدما في حي برزة، وقتلت مسلحين فيه، كما قتلت آخرين في حي القابون وفي الزبداني.

كما اندلعت معارك عنيفة في محيط مبنى البلدية بمخيم اليرموك، جنوب العاصمة. وبث ناشطون شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر تفجيرا في أحد مقرات القوات النظامية في حي جوبر الدمشقي.