أوباما وروحاني يخاطبان العالم اليوم.. والبيت الأبيض لا يستبعد لقاءهما في نيويورك

لقاءات ثنائية عل هامش اجتماعات الأمم المتحدة وكيري يلتقي ظريف الخميس ضمن «5+1»

باراك أوباما وزوجته ميشيل لدى وصولهما إلى نيويورك حيث سيحضر الرئيس الأميركي اجتماعات الأمم المتحدة اليوم (رويترز)
TT

يخاطب الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تفتتح أعمالها رسميا، فيما يتوقع أن يلتقي بعدد من زعماء العالم خلال زيارته إلى نيويورك التي تستمر يومين، ولا يستبعد أن يكون من بينهم الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وعلى الرغم من أهمية خطاب الرئيس الأميركي، إلا أن الأنظار تترقب كلمة الرئيس روحاني، وهو الخطاب الأول له على المستوى العالمي منذ انتخابه الصيف الماضي، ويتوقع أن يعطي فيه مؤشرات جديدة لسياسة بلاده الخارجية، التي وصلت إلى أدنى مستوياته خلال عهد سلفه محمود أحمدي نجاد. وقد عبر كل من أوباما وروحاني عن رغبتهما في إعطاء الدبلوماسية فرصة للنجاح في معالجة الملف النووي الإيراني وتحسين العلاقات بين البلدين. وفي إعلان مفاجئ، أكدت وزارة الخارجية الأميركية مشاركة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اجتماع للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا (5+1) مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، بعد غد الخميس. وفيما إذا تأكد هذا الاجتماع، فلن يكون فقط الأول الذي يجمع كيري وظريف، بل سيكون أول اجتماع رفيع المستوى بين الأميركيين والإيرانيين منذ عام 1979. وعقدت اجتماعات سابقة على مستوى السفراء ولكن ليس على مستوى وزاري وفي إطار رسمي كما يتوقع الآن. ولكن هناك شكوكا جدية من إمكانية تخطي المشكلات العالقة بين البلدين، خصوصا فيما يخص الملف السوري الذي يشغل المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة لهذا العام.

وأعلن البيت الأبيض أمس أن كيري سيشارك في مشاورات حول الملف النووي لطهران في حضور نظيره الإيراني من دون أن يستبعد حصول لقاء بين الرئيسين باراك أوباما وحسن روحاني. وقال مساعد مستشار الأمن القومي بين رودس إن كيري «سيلتقي نظراءه في مجموعة خمسة زائد واحد إضافة إلى وزير الخارجية الإيراني». وردا على سؤال عن اجتماع محتمل بين أوباما وروحاني، كرر رودس أن لا شيء مقررا حتى الآن لكنه أكد أن «هذا النوع من الاتصال» غير مستبعد. وكان البيت الأبيض قد أكد قبل أيام على وجود احتمال حقيقي للقاء شخصي، بين باراك أوباما وحسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر أن تستمر حتى الأول من أكتوبر (تشرين الأول) .

وبدورها أعلنت ممثلة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، في مؤتمر صحافي صباح أمس بأن «ظريف سيحضر الاجتماع» السداسي الذي ستترأسه بنفسها، والمرتقب يوم الخميس المقبل. والتقت أشتون للمرة الأولى بظريف صباح أمس، قائلة إن النقاش بينهما كان «جيدا وبناء»، كما اتفقا على اجتماع في جنيف في وقت لاحق لبحث الملف النووي. وأضافت أشتون أن الاجتماع «سيكون فرصة لتبادل وجهات النظر ولكن هناك كثيرا من العمل الذي آمل أن نبدأه في جنيف»، موضحة «الهدف من لقائي (بظريف) كان لوضع آلية للطريق إلى الأمام». وأعلن أمس أيضا عن اجتماع مساء أمس بين وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ ونظيره الإيراني، ليشكل انفراجة دبلوماسية بعد تأزم العلاقات بين البلدين على خلفية مهاجمة السفارة البريطانية في طهران عام 2011 وسحب السفير البريطاني منها.

وبدوره أعلن الرئيس روحاني في تصريحات للصحافيين في طهران قبل التوجه إلى نيويورك أمس عن عزمه تقديم «وجه آخر» لإيران خلال زيارته إلى نيويورك بعد أن كان سلفه نجاد معروفا بخطاباته المطولة والمثيرة أمام الجمعية العامة والتي استخدمها عاما تلو الآخر لمهاجمة الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما كان خطابه الأخير العام الماضي لافتا في مناشدته العالم إلى «السعي لإظهار المهدي المنتظر». وقال روحاني في تصريحات نقلتها وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء: «سنقدم وجه إيران الحقيقي.. المحب للسلام.. وسنسعى لإيصال صوت ورسالة الأمة الإيرانية للعالم.. نحاول أن نجعل صوت إيران ورسالتها مسموعة لدى العام وأن نقول بأن إيران ضد العنف والتطرف، ولا سيما باسم ديننا، التي نراها في عالم اليوم».

وسيلقي الرئيس الإيراني كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم قبل أن يلقي خطابا آخر غدا الأربعاء أمام جلسة للجنة نزع السلاح النووي، بصفته الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز. ومن المتوقع أن يلتقي بكثير من رؤساء الدول، من بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وأعلن مكتب هولاند أن الاجتماع المقرر انعقاده اليوم سيركز على الأزمة السورية والبرنامج النووي الإيراني. وقال أحد مساعدي الرئيس الفرنسي: «ما نريد أن نراه هو اشتراك إيران تماما، مثلها في ذلك مثل باقي الأطراف الفاعلة الأخرى، في البحث عن انتقال سياسي حقيقي في سوريا».

وشهد يوم أمس كثيرا من التحركات الدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة، خصوصا بشأن الملف الإيراني، ولكن تبقى الأزمة السورية الملف الساخن الأكثر تحديا أمام المجتمع الدولي. ومن المرتقب أن يشير أوباما وروحاني إلى قضية سوريا في خطاباتهما بالإضافة إلى خطابات قادة من حول العالم. ويمثل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الحكومة السورية في اجتماعات نيويورك، ومن المرتقب أن يعقد اجتماعات مع نظيره الإيراني جواد ظريف، ولكن لم يتم تأكيد لقاء بينه وبين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. يذكر أن قيادات عدة من المعارضة السورية وصلت إلى نيويورك أيضا، سعيا للمشاركة في الاجتماعات المتوقعة حول سوريا. واجتمع هيغ بممثل الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي ضمن المشاورات المتعددة حول سوريا في نيويورك.

ومن المرتقب أن يجتمع «أصدقاء سوريا» في نيويورك في لقاء يعد الأهم من حيث اللقاءات الجماعية حول سوريا، بالإضافة إلى اللقاءات الثنائية حول الملف السوري. واجتمع أمس وزراء الخارجية العرب في اجتماع سنوي يعقده الوزراء العرب للتنسيق والتشاور مع انطلاق النقاش العام للجمعية العامة. وبالإضافة إلى الأزمة السورية التي تعتبر القضية الأهم التي تشغل ليس فقط الوزراء العرب بل أعضاء مجلس الأمن دائمي العضوية، بحث الوزراء العرب القضية الفلسطينية. ويحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماعات الجمعية العامة، كما من المرتقب أن يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم، في أحد اللقاءات الثنائية التي يقوم بها أوباما خلال وجوده في نيويورك. يذكر أن أوباما لن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك، ولكن يستقبله في واشنطن الأسبوع المقبل.

ومن دون شك، سيكون للعملية الإرهابية التي وقعت في كينيا يوم السبت الماضي تأثير كبير على اجتماعات الجمعية هذا العام، ومن المتوقع أن تهيمن على النقاشات حول مكافحة الإرهاب وجهود جلب الاستقرار للصومال والساحل أيضا. وعشية انطلاق النقاش العام للجمعية العامة، سعى الأمين العام للأمم المتحدة إعادة انتباه العالم للأهداف الإنمائية للألفية، التي تم الاتفاق على تحقيقها عام 2015 ولكن المؤشرات تدل على صعوبة تحقيقها. وصرح بان كي مون أن الأهداف الإنمائية للألفية «ساعدت في تحريك أحد أهم الدفعات لتحسين معيشة الإنسان». وأضاف في المنتدى الخاص لبحث الأهداف الإنمائية قبل أن ينتهي موعد تحقيقها خلال 900 يوم، إنه يمكن للعالم أن يحقق التنمية من حيث الحد من الوفيات بين الأطفال والتأكد من حصول أطفال العالم على الدراسة الابتدائية. وقال وزير الخارجية الأميركي الذي شارك في «الاجتماع رفيع المستوى للتنمية والإعاقة» إن واشنطن تؤمن بإمكانية نجاح الدبلوماسية والتنمية.. «وعلينا أن نواصل متابعة سياسيات تشمل الجميع في التنمية».