الصدر ينهي اعتزاله.. و«العصائب» تنفي انشقاق عناصر منها وعودتهم إلى تياره

قيادي في تياره: لن يترك أنصاره ومحبيه تحت أي ظرف

TT

بعد يوم واحد من الإعلان رسميا عن إنهاء زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اعتزاله الحياة السياسية، تجدد الجدل بين التيار الصدري وجماعة «عصائب أهل الحق» التي يتزعمها قيس الخزعلي والتي انشقت عن جيش المهدي عام 2007، وذلك على خلفية الإعلان أخيرا عن انشقاق 150 عنصرا من «العصائب» وعودتهم إلى التيار الصدري واستقبال الصدر لهم في النجف.

وفي حين تجنب الصدريون الإعلان رسميا عن استقبال الصدر للعناصر المنشقة عن «العصائب»، التي كانت قد غيرت إسمها العام الماضي إلى حركة «أهل الحق» وأعلنت انخراطها في العملية السياسية وإلقاءها السلاح، فإن مصدرا في مكتب الصدر في النجف أكد أن الأخير الذي عاد إلى النجف من مقر إقامته في مدينة قم الإيرانية بدأ في استقبال العشرات من أنصاره وحدد موعدا أسبوعيا للقاء المواطنين والاستماع إلى مشاكلهم.

وكان المئات من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعلنوا في التاسع عشر من أغسطس (آب) الماضي عن تجديد البيعة لآل الصدر في محافظة النجف، وطالبوا زعيمهم مقتدى الصدر بـ«العدول عن قراره اعتزال العمل السياسي»، عادين ذلك «سيحدث إخلالا بالتوازن»، كونه «صمام الأمان» للعراقيين كافة.

من جهته، أكد جواد الجبوري، عضو البرلمان عن كتلة الأحرار الصدرية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «السيد مقتدى الصدر سليل الأسرة العريقة التي قدمت التضحيات الجسام في سبيل الدين والوطن لا يمكنه أن يترك أنصاره ومحبيه تحت أي ظرف، وقد قلنا ذلك من قبل حيث إن من يعرف الصدر عن قرب يدرك ذلك جيدا». وأضاف أن «الصدر لم يبتعد كثيرا عن الشؤون الدينية الحوزوية، وكذلك الشأن السياسي، بل بقي حاضرا وقريبا»، معتبرا أن «كل الرهانات على اعتزال السيد الصدر من قبل البعض قد باءت بالخسران».

بدورها، نفت حركة «أهل الحق» انشقاق أي عنصر من عناصرها وعودته إلى التيار الصدري. وقال الناطق الرسمي باسم الحركة أحمد علي الأسدي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأنباء التي تحدثت عن انشقاق أكثر من 150 عنصرا من عناصر حركة أهل الحق إنما هي أخبار عارية عن الصحة تماما». وأضاف الأسدي «إننا اطلعنا على التسجيل الخاص بهذه العناصر وبعد التشخيص الدقيق ظهر لنا أن بعضا من هؤلاء ليسوا معروفين لدينا على الإطلاق، وأن البعض الآخر منهم معروفون بانتمائهم إلى جيش المهدي حتى إن قسما منهم كانوا مفصولين من جيش المهدي كما هو مشهور في مناطقهم ويبدو أنهم أعيدوا إلى جيش المهدي وهذا شأن داخلي لا نتدخل فيه». وأضاف أن «الحركة تؤكد أنها اليوم في أحسن حالاتها وأوقاتها من حيث التماسك والأخوة بين أفرادها، وبالتالي فإننا ننظر إلى مثل هذه الأخبار على أنها عودة لمحاولات التسقيط السياسي والإعلامي»، عازيا السبب في ذلك إلى «ازدياد الانتماء الطوعي للحركة من قبل الناس ومن مختلف المستويات الاجتماعية»، ومشيرا إلى أن «الشرط الذي بتنا نضعه لكل من يريد الانتماء للحركة ألا يكون منتميا لأي جهة أخرى خصوصا التيار الصدري تجنب للتحسس وإدراكا منا للمصلحة العليا».

وكان الصدر قد هاجم خلال الشهور الماضية «عصائب أهل الحق»، التي باتت أقرب إلى ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، ووصفهم الصدر في بيان له بأنهم أهل الباطل.