اعتقال أكثر من عشرة أشخاص على خلفية هجوم نيروبي

«إف بي آي»: نحقق في صحة مشاركة إرهابيين أميركيين * بريطانيا تؤكد مقتل رابع مواطن لها

TT

قالت وزارة الداخلية الكينية إن 10 أشخاص معتقلين حاليا يجرى استجوابهم على خلفية أحداث مركز ويست غيت التجاري بنيروبي.

وأضافت الوزارة في تدوينة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أنه «تم احتواء الحريق في (ويست غيت) من قبل رجال الإطفاء»، رغم استمرار تصاعد سحب الدخان الأسود من المبنى.

وأعلن وزير الداخلية الكيني جوزيف أولي لينكو أمس أن هجوم قوات الأمن الكينية على المجموعة الإسلامية المسلحة المتحصنة منذ يومين في مركز «ويست غيت» التجاري وتحتجز رهائن، «سينتهي قريبا». وقال: «أعتقد أن العملية شارفت على النهاية.. نحن نسيطر على كل الطوابق في المركز التجاري، ولا يمكن للإرهابيين الفرار». وأضاف أن ثلاثة من المسلحين قتلا في الهجوم الذي شنته قوات الأمن صباح أمس وأصيب عدد آخر بجروح. وقد تبنت حركة الشباب الصومالية الإسلامية المرتبطة بـ«القاعدة» الهجوم على المركز التجاري الذي بدأته السبت الماضي، لكن قائد الجيش الكيني جوليوس كارانجي قال إن المسلحين من جنسيات مختلفة، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأضاف: «إنهم من دول مختلفة. لدينا معلومات كافية تشير إلى أن هذا من فعل إرهاب عالمي». وأوضح: «لدينا فكرة عمن يكونون وجنسياتهم؛ بل وعددهم»، مضيفا أن «من الواضح أن المتشددين مجموعة متعددة الجنسيات من شتى أنحاء العالم». وتضم حركة الشباب العديد من المقاتلين الأجانب؛ بينهم صوماليون يحملون جنسيات أخرى.

ونفى الوزير الكيني وجود نساء بين المهاجمين كما أشارت تقارير سابقة. وقال: «ليست هناك أي نساء.. كل الإرهابيين من الرجال. وبعضهم كان يرتدي لباس نساء». ونشر الصليب الأحمر الكيني أمس حصيلة جديدة للهجوم الذي شنه إسلاميون على مركز «ويست غيت» التجاري في نيروبي الذي دخل يومه الثالث، مع 69 قتيلا على الأقل و63 مفقودا. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن سقوط 68 قتيلا. وحتى الآن لم يتم إعطاء معلومات عن عدد المفقودين الذين قد يكونون محتجزين رهائن أو مختبئين في المركز أو قتلوا بعد 48 ساعة على بدء الهجوم. وكانت السلطات الكينية حذرت الأحد من ارتفاع كبير في حصيلة الضحايا لأن قوات الأمن عثرت على جثث جديدة خلال هجومها. كما دوت انفجارات قوية وحدث إطلاق نار غزير ارتفع على أثره دخان أسود الاثنين قرب المركز التجاري الذي يحتله إسلاميون مسلحون منذ السبت الماضي . وأعلنت حركة الشباب الصومالية مسؤوليتها عن الهجوم الذي جاء ردا على التدخل العسكري الكيني في الصومال نهاية 2011. وأفاد مصدر أمني أن عملاء إسرائيليين يساعدون القوات الكينية لإنقاذ الأشخاص المحتجزين. ومساء أول من أمس أعلن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أنه تلقى عروضا من عدة «دول صديقة» للمساعدة. وأكد على أن العملية تبقى «كينية بامتياز».

وقتل عدد من الأجانب بينهم فرنسيان وأربعة بريطانيين ورجل من جنوب أفريقا وامرأة كورية جنوبية وهولندية وبيروفي وهنديان في الهجوم، والشاعر الغاني الشهير كوفي أوونور. وبين الجرحى خمسة أميركيين وعدد من الغربيين. وكانت وزارة الخارجية البريطانية أعلنت مقتل رابع مواطن لها في الهجوم الإرهابي على المركز التجاري بالعاصمة الكينية نيروبي. وقالت متحدثة باسم الوزارة، حسبما نقلت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية أمس: «يمكننا أن نؤكد أن مواطنا بريطانيا رابعا سقط بين الضحايا». وكان الصليب الأحمر الكيني قد أفاد في وقت سابق بارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي على المركز التجاري في العاصمة نيروبي إلى 69 قتيلا و63 مفقودا.

من جهة اخرى قال مسؤول أميركي أمس إن المسؤولين الأميركيين يتابعون عن كثب الجهود التي تقوم بها حركة الشباب الصومالية لتجنيد أشخاص في الولايات المتحدة، لكن ليست لديهم أي معلومات مباشرة عن ضلوع أميركيين في الهجوم على مركز تجاري في العاصمة الكينية نيروبي.

وقال بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، للصحافيين عندما سئل عما إذا كان أميركيون شاركوا في الهجوم «كل ما نعرفه هو نفس التقارير الصادرة عن حركة الشباب، لكن علينا التأكد من ذلك». وأضاف رودس للصحافيين الذين يرافقون الرئيس باراك أوباما إلى الأمم المتحدة «نتابع الأمر بعناية شديدة، ونشعر منذ فترة بالقلق من مساعي الشباب لتجنيد أميركيين أو أشخاص من الولايات المتحدة للذهاب إلى الصومال». وتابع «لذا فإن هذه قضية تتابعها الحكومة الأميركية عن كثب وستحاول التحقق منها خلال الأيام المقبلة».

الى ذلك قالت مصادر في مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) إن فريق التحقيق الذي من المقرر أن يكون سافر إلى نيروبي للمساعدة في التحقيقات سيركز على وجود أميركيين صوماليين وسط الإرهابيين الذين هاجموا المركز التجاري هناك، والذين قتلوا سبعين شخصا تقريبا، ولا يزالوا يعتقلون رهائن داخل المركز. وأشارت المصادر إلى تصريح منسوب إلى قيادة منظمة الشباب الصومالية، التي كانت أعلنت، قبل ثلاثة أيام، أن عشرة من أعضائها هم الذين هجموا على المركز التجاري، وأن ثلاثة منهم مواطنون أميركيون.

وكانت المصادر قالت، أول من أمس، إن فريق المباحث الأميركية هو «مدني وليس عسكريا»، إشارة إلى أخبار بأن الشرطة في كينيا وهي تحاول منذ ثلاثة أيام قتل الإرهابيين، أو اعتقالهم، طلبت مساعدات من «إف بي آي».