ميركل تلقي خطاب «النصر» بعد فوز حزبها في الانتخابات

ابنة قس من ألمانيا الشرقية السابقة باتت أبرز زعماء أوروبا

الصحف الألمانية تحتفل بفوز حزب المستشارة الألمانية ميركل في الانتخابات التشريعية التي شهدتها المانيا(أ.ف.ب)
TT

ألقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطاب «النصر» ودعت أنصار حزبها المحافظ إلى الاحتفال بعد أن أشارت استطلاعات الرأي النهائية إلى تقدم كاسح للاتحاد المسيحي الديمقراطي المحافظ في الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد. وأفادت الأنباء بأن الحزب حصد أكثر من 40% من الأصوات، مقابل نحو 26% لمنافسها من الحزب الاشتراكي الديمقراطي». وأشارت معلومات صحافية إلى أنه سيتحتم على المستشارة في حال تأكد فوزها، تشكيل حكومة مع المعارضة الاشتراكية الديمقراطية. وكان الناخبون توجهوا إلى صناديق الاقتراع أمس للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية التي تسعى ميركل للفوز بها والبقاء لولاية ثالثة على رأس أكبر اقتصاد في أوروبا وقد تضطر المستشارة الألمانية ميركل إلى التعاون مع منافسيها من يسار الوسط حتى تبقى في السلطة لفترة ثالثة بعد أن حقق تكتلها المحافظ أفضل نتائجه منذ أكثر من عشرين عاما في الانتخابات التي جرت أمس لكنه فشل في تحقيق الأغلبية المطلقة. ويقر حتى خصومها السياسيون أن ميركل هي أكبر الفائزين في أول انتخابات تجري في ألمانيا منذ بدء أزمة ديون منطقة اليورو عام 2010 مما جعل ابنة قس من ألمانيا الشرقية السابقة تصبح أبرز زعماء أوروبا. وحصلت الكتلة المحافظة بزعامة ميركل والتي تضم حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والاتحاد الاجتماعي المسيحي على 5.‏41% من الأصوات وهي أكبر حصيلة لهم منذ عام 1990 وأقل بخمسة مقاعد فقط عن الأغلبية المطلقة في مجلس النواب منذ أكثر من نصف قرن. أما الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي شكلت معه ميركل «الائتلاف العظيم» الناجح في فترة ولايتها الأولى من عام 2005 إلى عام 2009 فقد حل في المرتبة الثانية وحصل على 7.‏25% وهي نسبة تحسنت قليلا عن أسوأ أداء للحزب في حقبة ما بعد الحرب في انتخابات عام 2009. وحصل حزب الخضر على 4.‏8% من الأصوات في انخفاض حاد عن النسبة التي فاز بها في انتخابات عام 2009. ولن يدخل البوندستاج الجديد أي حزب آخر سوى حزب اليسار المتشدد الذي حصل على 6.‏8% من الأصوات بعد أن فشل الحزب الديمقراطي الحر - شريك ميركل في الائتلاف الحالي - في الفوز بنسبة الـ5% المطلوبة لدخول مجلس النواب في البرلمان.

وعنونت صحيفة «برلينر زايتونغ» على صفحتها الأولى: «مستشارة تبحث عن شريك» ملخصة ما يتوقع أن يشغل بال ميركل طيلة أسابيع، عندما تزول حماسة انتصارها الشخصي. وحقق المحافظون (حزبا الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي) والمستشارة مع فوزهم بنسبة 41، 5% من الأصوات وفوزهم بـ311 مقعدا من أصل 630 في البوندستاغ (مجلس النواب الألماني) أفضل نتيجة منذ إعادة توحيد ألمانيا في 1990 ولم يفصلهم سوى فارق ضئيل عن الأغلبية المطلقة. ولم تترك لهم هزيمة شريكهم الحزب الليبرالي «إف دي بي» الذي عجز في تخطي عتبة الـ5% - لأول مرة في ظرف 65 سنة - سوى شريكين محتملين لتشكيل حكومة، وهما الاشتراكيون الديمقراطيون (إس بي دي) (25، 7% و192 مقعدا) والخضر (8، 4% و63 مقعدا). في حين لا يعتبر اليسار دي لينكه (8، 6% و64 مقعدا) خيارا. وكان الاشتراكي الديمقراطي مارس ضغوطا على ميركل للمصادقة على قانون يمنح الأمهات علاوة خلال الولاية السابقة تناقض تماما مواقف الخضر الاجتماعية. وعلى كل حال سيتعين على الاتحاد المسيحي الديمقراطي أن يتعامل مع ضغط أغلبية يسارية حسابيا في مجلسي البرلمان (البوندستاغ والبوندسرات)، إذ إن تحالفا بين الـ«إس بي دي» والخضر إضافة إلى دي لينكه يتمتع بأغلبية 319 مقعدا من أصل 630 في البوندشتاغ. وإذا تحالفوا فسيكون بإمكانهم في اي وقت الإطاحة بديسمبر ميركل لكن الـ«إس بي دي» والخضر يرفضون دائما هذا الاحتمال معتبرين أن دي لينكه ليس «ناضجا» لتولي الحكم، لكن إذا تحقق ذلك فستكون نهاية ميركل، نهاية محتملة كما رأت «إس زاد».